صحيفة العرّاب

محذرا من تدني مستوى الطب.. المعاني: القطاع الخاص يسعى لـ"الربحية البحتة"

اتهم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وليد المعاني القطاع الخاص بـ"السعي لغايات ربحية بحتة" في اندفاعته لانشاء جامعات وكليات طبية خاصة.

وأكد المعاني في ورشة عمل متخصصة، أن وضع مجلس التعليم العالي شروطا ومعايير قاسية لانشاء جامعات وكليات طبية خاصة يهدف الى ضمان مستوى تعليم طبي متميز، وان لا ينسحب المستوى العام للتعليم العالي على مستوى التعليم الطبي.
وقال، في ورقة عمل في المؤتمر الثاني لكلية الطب في الجامعة الاردنية والخامس لكليات الطب في الاردن اليوم السبت، ان انشاء جامعات وكليات طبية خاصة دون ضوابط ومعايير يؤثر على المستوى المتميز الذي وصل اليه التعليم الطبي في المملكة، لافتا الى ان ما يشترطه المجلس يهدف الى ايجاد تعليم طبي خاص غير ربحي اسوة بما هو موجود في الكثير من الدول العريقة في هذا المجال.
وبين المعاني ان المجلس يشترط لانشاء كليات وجامعات طبية خاصة وجود علاقة شراكة وليس علاقة ارتباط مع الجامعات وكليات الطب العالمية المرموقة.
وأوضح أنه يشترط لانشاء هذه الجامعات أن لا يقل رأس مالها عن 100 مليون دينار، وان تسهم جامعة عالمية متخصصة بنسبة 30 بالمئة، اضافة الى وجود مستشفى للتدريب وسواه من الشروط.
من جانبه، تساءل مدير الخدمات الطبية الملكية اللواء الطبيب عبداللطيف الوريكات عن معنى البحث عن شريك اجنبي مرموق لانشاء جامعات وكليات طبية خاصة، فيما يؤكد الواقع أن الخدمات الطبية تتمتع بكفاءة وقدرات عالية على التعليم والتدريب الطبي، ويمكنها أن تسهم بنسبة الـ 30 بالمئة.
وقال ان الخدمات الطبية ومستشفى الجامعة الاردنية يحققان شروط ومعايير المؤسسات الطبية العالمية المرموقة، ولا تقل جودتهما عن جودة تلك المؤسسات.
وبعدما عرض دورها في التعليم، أكد الوريكات أن الخدمات الطبية الملكية شهدت أخيرا تطورا كبيرا على غير صعيد نظريا وعمليا، مشيرا الى انشاء الاكاديمية الطبية العسكرية الملكية التي تضم كلية طب عسكرية، وكلية الاميرة منى، وكلية الخدمات للمهن الطبية المساندة، ومعهد تكنولوجيا الاجهزة الطبية، وكلية العلوم التطبيقية ومعهد البحوث العلمية.
بدوره اكد رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة الدكتور كامل العجلوني عدم وجود معايير طبية تخص القطاع الطبي، واصفا ما هو موجود بمعايير تضبط الجانب الاداري في المؤسسات الطبية.         
وقال نائب رئيس الجامعة الاردنية الدكتور عبدالكريم القضاه، في افتتاح المؤتمر الذي عقدته الجامعة بالتعاون مع الفيدرالية العالمية للتعليم الطبي وجمعية الاطباء العرب الاميركان، ان التعليم والتدريب الطبي مهم ويجب الاستمرار به لما يشهده العالم من تطور مستمر وسريع في مختلف المجالات الطبية.           
واضاف ان عدد خريجي الجامعة الاردنية بلغ نحو 150 الفا.          
وتحدث في الافتتاح رئيس جمعية الاطباء العرب الاميركان الدكتور وليد ابو حمور، مشيرا الى ان التعليم الطبي لا يركز فقط على التحصيل العلمي، وانما على الممارسة الطبية كرسالة نبيلة تستند الى اخلاقيات عالية، فيما اكد عميد كلية الطب في الجامعة الاردنية ورئيس المؤتمر الدكتور سلام درادكه، ان الكلية تحرص على ان تكون شريكا فعالا في كل المستجدات الطبية من خلال مواكبة التطور الطبي العالمي.  
ويبحث مؤتمر "التعليم الطبي في الالفية الثالثة" في ايام انعقاده الثلاثة موضوعات حول التجربة الاردنية في التعليم الطبي خلال اربعين سنة، والتعليم الالكتروني والطبي المستمر، وكيفية الاستفادة من ثورة المعلومات والانترنت لبلوغ الحقائق والمعارف العلمية، وقوانين المساءلة الطبية وارتفاع تكاليف العناية الطبية والمنهاج واليات التدريس والقياس والتقويم في التعليم الطبي. (بترا)