ابتسامة عريضة ارتسمت على وجه الحاج أحمد عليان، مختار أريحا الذي تجاوز 80 عاماً، وهو يتحدث عن نهر الأردن في أربعينات القرن الماضي وحين كانت تتناثر ثمار البطيخ والشمام على أطرافه والحياة الزراعية كانت في أوجها على ضفتيه حيث كانوا يذهبون لجلب الحطب من أطراف النهر لاستخدامات عديدة، أما اليوم يقول عليان "إسرائيل" شفطت مياه النهر".
أما رئيس اتحاد المزارعين الفلسطينيين إبراهيم دعيق فقال إن له تاريخاً ومحطات ذات أهمية دينية وتاريخية وطابع سياسي واقتصادي، ففي عام 1921 أعلنت بريطانيا أنه حد بين إمارة شرق نهر الأردن والانتداب على فلسطين، وهو أسرع أنهار العالم، ودارت حوله عدة معارك منها اليرموك والكرامة والعمليات الفدائية لتحرير الأرض المحتلة. وكان لقمة عيش لأبناء الأغوار الذين اعتمدوا عليه في الزراعة، لكن الاحتلال صادر المنطقة وزرعها بالألغام. وتلوث بفعل مياه المستوطنات العادمة وتلوث البحر الميت لذات السبب.
وقال رئيس جمعية الحياة البرية عماد الأطرش "كان مصدراً للزراعة خاصة أن منطقته من المناطق الزراعية المميزة لكن الاحتلال حرم الفلسطينيين من الاستفادة منه.
من جهته، تحدث الأب فراس حجازين راعي طائفة اللاتين في أريحا أن النهر معروف بالكتب المقدسة وموجود على كل الخرائط وارض الواقع، وكان غنيا بمياهه واليوم يعاني من قلة المياه، وهو عماد السيد المسيح وذلك يضفي عليه قدسية، وأبدى حجازين تخوفه من ضم منطقة النهر لتصبح ضمن الحدائق العامة في "إسرائيل"
وقال مدير عام التنسيق والعلاقات الدولية والإعلام في سلطة المياه يوسف عوايص إن هناك اختلافا في احتساب النهر، بمعنى أن سلطة المياه تتعامل معه كحوض وتنطبق عليه القوانين الخاصة بالمياه العابرة للحدود ولا يحق لأي طرف القيام بإجراءات أو تدابير للاستحواذ على مياهه، وأضاف أن كمية المياه التي كانت تصل اليه قبل عام 1964 هي 1227 مليون متر مكعب، أما الآن فإن ما يصله هو 115 مليون متر مكعب فقط. ومن أسباب تناقص مياهه هو تحويل "إسرائيل" للجزء الأكبر من مياهه إلى النقب.
وبعد عام 67 والاحتلال "الإسرائيلي"، لم يعد الوصول للنهر، بالنسبة للفلسطيني، مسموح وحتى هذه اللحظة الفلسطينيون محرومون من الوصول اليه، وطرح موضوعه ضمن المفاوضات منذ اللحظة الأولى وما زال الجانب الفلسطيني يصر على إعادة حق الفلسطينيين في النهر بما فيها حقهم بالتعويض عن النهب "الإسرائيلي" لمياه النهر، لكن هذ الملف تم تأجيله إلى مفاوضات الوضع النهائي. - معا