علمت "آخر خبر" بأن القصر الملكي قد أبدى إستياءه الشديد من فحوى الرسالة (الفشنك) التي رفعها رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت الى الملك عبدالله الثاني ردا على رسالته في مساء يوم الإستقلال، إذ جاءت الرسالة باهتة بلا أي حرفية سياسية، وإنشائية ممطوطه بلا داعي، وتفتقر لآليات ومضامين سياسية وقانونية بشأن طلب الملك معاقبة المتطاولين على الشخصيات العامة وأهل بيته، وقيل لمصاد ر "آخر خبر" في الأردن أن الملك فتش بين سطورها مطولا عن أي خبرة سياسية لمعروف البخيت يمكن أن تقيه شر ومهانة إقالته المنتظرة، إلا أن الرسالة (الفشنك) قد عززت الإنطباع الملكي بأن حكومة معروف البخيت قد إنتهت سياسيا وأن البخيت نفسه بدا منهكا شاردا في كلمته يوم الإستقلال.
ومن سوء حظ البخيت فإن حكومته الثانية التي تشكلت قبل ثلاثة أشهر قد أزيلت من أمامها كل العراقيل والمطبات التي كان يشكي منها في حكومته الأولى، إذ أنه كان يتظلم لزواره بعد قصف عمر حكومته الأولى أن رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله، ومدير المخابرات السابق محمد الذهبي كانا يكيدان له، ويتآمران عليه، وأن حكومته كانت منقوصة الولاية العامة، إلا أن البخيت قد أظهر فشلا ذريعا وواسع النطاق في حكومته الثانية، ويبدو أنه أسس لقاعدة سياسية أردنية جديدة مفادها أن أي رئيس حكومة مستقبلا لا يستطيع أن يعمل وينجز بلا مظلات سياسية وأمنية.
آخر معلومات "آخر خبر" بشأن البخيت فإنه قد توجه الى منزله في وقت متأخر من ليل السبت منهكا للغاية على وقع معلومات إستياء القصر من رسالته الجوابية، وأنه أحيط علما بغضب الملك من فقدان الرسالة لأي إتزان سياسي، وهو ما ترافق أيضا من رفض ملكي لإعادة صياغة عناصر حكومته، عبر تعديل موسع عليها، إذ جاء الرد من رئيس الديوان الملكي خالد الكركي للبخيت بشأن حقيبتي الصحة والعدل: "سلك حالك بالموجودين فيهم البركة"، وهو الأمر الذي يعني بأن البخيت قد بات يعد العدة لإستلام قرار ملكي إما بتصويب وضعه عبر إبقائه عضوا في مجلس الأعيان – لم يستقل منه حتى الآن- أو إبعاده عن المسرح السياسي نهائيا، بشهادة خبرة في البطء والروتين الممل !!.
اخر خبر