صحيفة العرّاب

نايف القاضي تصريحات غير مسؤولة في ضرب العمق الوطني والوحدة الوطنية

 

 في لقاءٍ يشبه انفجارالقنبلة "العنقودية" المحرمة دولياً، قال وزير الداخلية السابق نايف القاضي بمحرمات اخترقت تابو الثوابت الوطنية الاردنية وذلك خلال لقاء بثته محطة "نورمينا" الفضائية المحلية، حيث حملت مداخلاته تصريحات غير مسؤولة تماما كموقعه الحالي بوصفه خارج الواجهة الحكومية وليس بمسؤول رسمي !!

الوزير السابق نايف القاضي، دافع عن جملة من الاختلالات التي سجلت ضد وزارته في حينه، بما يعرف بملف سحب الجنسية سيئ الذكر، ومبررا سحب الجنسية من مواطنين اردنيين بأنه اجراء طبيعي نظرا لشح المياه في الاردن ومنوها عن نيته في  البحث عن مكان آخر ليشرب الماء حال لم يتم سحب الجنسيات ممن سحبت منهم، في حين اعترف بوجود ضغوطات تعرض لها من اصدقائه والمقربين منه وان لم يكشف عن طبيعة هذه الضغوطات ونتائجها !!

أما المفاجأة الأخطر والتي كشفها القاضي، وكما جرت عليه العادة لدى مسؤولينا الذين يكشفون المستور بعد خروجهم من المنصب الحكومي، كشف القاضي ودون ان يدري حجم ضآلة موقفه كوزير لحقيبة سيادية عالية الحساسية، حيث كشف عن قيام شخصيات لم يسمّها بالاشتكاء عليه لدى جلالة الملك اثناء توليه حقيبة الداخلية حيث قال " قسم طلع لسيدنا ويشتكوا علي من جماعات لمصالح اخوننا العراقيين اللي سهلنا مهمتهم يقولولن للملك اننا نعثرها وكان سيدنا يعطينيا توجيها بذلك "، ولا ندري حقيقة هنا ما هي الدوافع التي أرغمته حينها على الصمت وعدم التصريح بما تعرض له وهو في موقع المنصب والقرار ، ولماذا لم يسارع ويبادر لعقد مؤتمر صحفي يكشف فيه هذه الشخصيات وتبعيات أهدافها !!

الطريف في الامر ان نايف القاضي الذي ظل يكرر موقفه من ملف سحب الجنسية، وطيلة ساعة وقت البرنامج لم تصله فكرة الحلقة وموضوعها، فقد كانت الاسئلة تصب بـ لماذا تُسحب الجنسية من مواطنيها الاردنيين ، الا ان اجابات القاضي تدور حول لن اعطي الجنسية لاهالي القدس وغزة !!


وأبى القاضي ان يكون قاضي الحق في تصريحاته، والابتعاد عن نهج ذي مساس بضرب الوحدة الوطنية وهو يزج بما أسماهم أعضاء أيلول الاسود بجوابه ازاء سؤاله عن من يحارب الاردن بالسلاح حيث قال القاضي " الجماعات موجودة داخل الوطن وهي معادية لكل ما هو لمصلحة الوطن ( .........) واضاف القاضي لدى طلب محاوره الزميل طارق حامد توضيح من يقصد فقال القاضي " ايلول الاسود اعضاء فتح السبعينيات الان يقفوا امامنا ويتحدثون بنفس المنطق ونحن نجاملهم ونسالهم عن رايهم "!!
 
وعليه تتوجب الامانة الاخوية هنا ان نبلغ وزير داخليتنا السابق بأنه وبعد مرور قرابة نصف قرن نحو41 عاما لم يتبق أحد من قيادات فتح السبعينيات وان لله وان اليه راجعون !!أو لعله يتحدث عن اشباحهم على ما يبدو !!

القاضي وبعد أن أدى مهمته في ضرب عمق الوحدة الوطنية، وبعد تشكيكه بأعضاء لجنةالحوار الوطني ووصفها بانها لا تمت بصلة لهذه المسؤولية وان اعضائها عينوا على اسس استرضائية .. بدأ يتغزل بمجلس نواب الـ 111 والذي وصفه حرفياً " بانه افضل المجالس التي مرت بتاريخ المملكة الاردنية الهاشمية "" !!!

ولا عجب وانه كان احد اعضاء الفريق الحكومي التي اخذت مباركة الـ 111 لحكومة سمير الرفاعي السابقة .

اللافت في تصريحات القاضي بأنها تجيء في وقتٍ لم يعد خاقيا على احد بانه وقت عصيب للشارع الاردني والذي يشهد حالة احتقان منذ نحو 6 اشهر وتزيد، لتجيئ تصريحات ضرب الوحدة والوطنية وضرب لحمة النسيج الاردني بالصورة المباغتة تلك، لتزيد الحالة الراهنة تعقيدا ، وكأنما القاضي أراد التخفف بصورة ما، ليجدها فرصة ذهبية "ليفضفض" ويبث لواعجه عبر الاثير بتصريحاته الخداج غير الناضجة أو المسؤولة !!