عُثر على واحد من اول افلام المخرج البريطاني الفريد هتشكوك في نيوزيلندا. وقال الأرشيف السينمائي النيوزيلندي ان البكرات الثلاث الأولى من فيلم "الظل الأبيض" وُجدت بين افلام قديمة أُهديت الى الأرشيف في عقد التسعينات. وأُنتج الفيلم المؤلف من ست بكرات في فترة الأفلام الصامتة وبالتحديد في عام 1923. ويأتي العثور على الفيلم قبل ايام على الذكرى الثانية عشرة بعد المئة لميلاد هتشكوك التي تحل الاسبوع المقبل. ويُعتقد انه اقدم فيلم ما زال باقيا من اعمال هتشكوك.
وقال الارشيف السينمائي النيوزيلندي ان الفيلم ميلودراما جامحة عن شقيقتين توأمين احداهما ملائكية والأخرى بلا روح، تقوم بدورهما الممثلة بيتي كومبسون. وكان هتشكوك في الرابعة والعشرين عندما كتب سيناريو الفيلم وصمم مكان احداثه وقام بتقطيع الشريط وعمل مساعد المخرج البريطاني غراهام كاتس الذي استشاط حسدا مهنيا بسبب موهبة هتشكوك الذي كان سينمائيا ناشئا وقتذاك. ويُعتقد ان هذه هي النسخة الوحيدة من الفيلم. وقال رئيس الجمعية الوطنية الاميركية للنقاد السينمائيين ديفيد ستريت ان العثور على الفيلم يعتبر من أهم التطورات في الذاكرة بالنسبة للباحثين والنقاد والمعجبين بعمل هتشكوك.
وأكد ستريت ان البكرات الثلاث الأولى من "الظل الأبيض" التي تضم أكثر من نصف الفيلم تتيح فرصة ثمينة لدراسة افكار هتشكوك الصورية والسردية في مرحلة تكونها. وكان الفيلم واحدا من عدة افلام صامتة انقذها عارض الأفلام النيوزيلندي جاك مورتاغ الذي عمل في احدى دور السينما خلال النصف الأول من القرن العشرين. وكان يُفترض بدور العرض حينذاك ان تتلف اشرطة الافلام بعد انتهاء مدة التوزيع ولكن عارض الأفلام مورتاغ كان يجمعها في كوخ حديقته الخلفية ليحفظ بذلك العديد من الأعمال التي لولاه لفقدها التاريخ. وبعد وفاة مورتاغ في عام 1989 أُعطي الفيلم مع عدة اشرطة أخرى هدية الى الأرشيف السينمائي النيوزيلندي.
ولم تكن هذه الافلام تعتبر ذات قيمة في ايام مورتاغ وقال حفيده توني اوزبورن ان كثيرين كانوا ينظرون الى اهتمام جده بجمع الأشرطة السينمائية على انها هواية شخص غريب الأطوار. ويعمل الأرشيف االسينمائي النيوزيلندي على صيانة الأشرطة التي جمعها مورتاغ وعُثر بينها في عام 2009 على النسخة الوحيدة المعروفة من الفيلم الكوميدي "اعلى الجدول" الذي أنجزه المخرج الاميركي جون فورد في عام 1927 وكان يُعتقد ان نسخته فقدت نهائيا.
ويبدو ان اكتشاف العديد من الافلام القديمة في نيوزيلندا يعود الى انها كانت المحطة الأخيرة لكثير من الأفلام حين كان توزيعها حول العالم محدود