كشف مدير عام الجمارك لواء جمارك غالب الصرايرة ان هناك لجنة تعكف على تعديل قانون الجمارك بشكل كامل بحيث يتوافق من الاتفاقيات الدولية متوقعا ان يخرج القانون الى حيز الوجود بنهاية العام الحالي بعد مروره بالقنوات الدستورية.
واضاف في لقاء شامل مع "الدستور" ان ابرز التعديلات تلك المتعلقة بالمادة 41 من قانون الجمارك المتعلقة بالغش التجاري والتقليد بحيث تستطيع الجمارك ان تلاحق مستوردي البضائع المقلدة والمزورة مشيرا الى أن القانون الحالي لا يسمح بذلك ليعطي صاحب العلامة التجارية المقلدة الحق بملاحقة مرتكب جريمة التزوير والتقليد.
واشار الى أهمية تعديل التشريع بما يتعلق بالوثائق الالكترونية لتصبح تلك الوثائق معتمدة من قبل المحاكم الجمركية خصوصا ان دائرة الجمارك تقوم سنويا بتنظيم ما معدله مليون معاملة جمركية.
وأكد الصرايرة ألاّ نية لدى الحكومة بشطب السيارات القديمة واستبدالها بجديدة معفاة من الرسوم الجمركية وان ما يتردد بين فترة واخرى حول هذه الموضوع ليس له اساس من الصحة حيث قامت الدائرة بتخفيض الرسوم الجمركية لأكثر من 700 بند جمركي.
وأكد على أن استراتيجية الجمارك مبنية على تسهيل حركة المسافرين والبضائع ومكافحة الأنشطة التجارية غير المشروعة إضافة الى تطوير البنية التحتية والهيكلية والأداء العام للدائرة حتى نؤدي خدمة جمركية مميزة مشيرا الى أن استراتيجية الجمارك لم تتضمن اي بند يشير الى رفع الايرادات ليؤكد بذلك على أن الجمارك ليست دائرة جباية كما هو شائع لدى العوام.
واوضح أن التعرفة الجمركية اصبحت تتناقص تحقيقا لشروط الانضمام الى الاتفاقيات الدولية ومنظمة التجارة العالمية وهذا يصب في مصلحة الاقتصاد المحلي من خلال تشجيع عمليات الاستثمار وتعظيم العائد على خزينة الدولة.
وقال: إن السقف الأعلى للرسوم الجمركية حدد وفق متطلبات منظمة التجارة العالمية 30 في المائة لبعض الأصناف والباقي إما معفاة وإما أقل من الحد الأعلى مشيرا الى أن الجمارك الاردنية اصبحت( رقم واحد ) في المنطقة العربية والشرق الاوسط والادنى باعتراف منظمة الجمارك العالمية.
وتوقع الصرايرة ان يتم الانتهاء من مشروع توسعة مركز حدود العمري منتصف العام المقبل وتشمل عملية التوسعة ساحات شحن البضائع ومكاتب للجمارك اضافة الى دوائر اخرى مشيرا الى أن وزارة الاشغال العامة هي الجهة المنفذة والمشرفة على عملية التوسعة.
وأشار الى أن توقيع مذكرة التفاهم للربط الالكتروني مع الجانب السوري سيتم قريبا ، مشيرا الى استكمال كافة الأمور الفنية المتعلقة بعملية الربط وأننا بانتظار تفعيلها على ارض الواقع في حين ذكر ان عملية الربط مع الجانب السعودي لم تنجز الى الآن لظروف تتعلق بالجانب السعودي.
وعلى صعيد التسهيل على الحركة التجارية الحدودية في المراكز الجمركية قال الصرايرة : لقد مددنا فترة الدوام في بعض المراكز الى ساعة متأخرة من الليل بهدف الاسراع في انجاز المعاملات حيث تم تمديد الدوام في مركزي جابر والكرامة الى الساعة العاشرة ليلا بدلا من الساعة 4 ليتم انجاز المعاملات الجمركية ذات المسرب الأصفر والأخضر بينما يبقى المسرب الأحمر أثناء الدوام المعتاد لأنه يحتاج الى تدقيق ومعاينة البضائع والبيانات الجمركية.
وأكد الصرايرة أنه لا تخفيض على الرسوم والضرائب الجمركية المفروضة على السيارات موضحا أن ما سيتم مطلع أيار المقبل هو الغاء بند التعرفة الجمركية البالغ 3% على السيارات وتعويضه بنفس النسبة باضافتها على الضريبة الخاصة ، وفسّر ما سيجري بأنه إعادة ترتيب الرسوم والضرائب ، بنقل التعرفة من وعاء الى وعاء ضريبي آخر.
وقال الصرايرة أن الطلب في السوق تحول الى السيارات الصغيرة المستعملة وما تأثر هو السيارات الجديدة (الوكالة) ورد ذلك الى تشدد البنوك في التمويل وفتح الاعتمادات.
وتراجع استيراد السيارات الحديثة منذ بداية العام بنسبة %30 ، بينما لم يسجل استيراد السيارات المستعملة أي تغيير في المعدل. وقال الصرايرة أن دائرة الجمارك ليست دائرة جباية بل دائرة استثمار ، في اشارة الى علاقتها المباشرة في تشجيع النشاط الاقتصادي فيما تقدمه من تسهيلات تقود الى تسريع الإجراءات.
وتناول مدير عام الجمارك خلال اللقاء مجموعة من المشاريع الريادية في الدائرة والتي تسعى الى النهوض والرقي بعمل الجمارك الاردنية لتبقى متميزة على الصعيد المحلي والدولي وتعتبر الجمارك الاردنية انموذجا للجمارك العربية في عمليات التطوير والتقدم وادخال العمليات المحوسبة والتقنية.
نظام الاسيكودا العالمي
وقال الصرايرة: إن الجمارك الأردنية تعد من الأوائل بالنسبة لقريناتها في الدول الأخرى في قيامها بتطبيق نظام الاسيكودا العالمي الذي يهدف الى تسهيل وتبسيط الاجراءات الجمركية للمتعاملين مع دائرة الجمارك بحيث يستطيع متلقي الخدمة ان ينظم البيان الجمركي من أي مكان في العالم من خلال موقع الجمارك على الانترنت.
واضاف ان هذا النظام يسهم في تحول الجمارك الى دائرة الكترونية وبالتالي الى حكومة الكترونية مشيرا الى أنه تم تطبيق هذا النظام في 12 مركزا جمركيا.
وبين ان الهدف الرئيسي للبرنامج هو دعم البلدان من أجل تحقيق هدف عالمي وهو تسهيل التجارة بواسطة تقوية القدرة التشغيلية للإدارات الجمركية لتنفيذ مهامهم الرقابية والمالية ، من خلال تطبيق أنظمة حديثة إضافة إلى وجود قاعدة بيانات متاحه على شبكة المعلومات خاصة بنظام الاسيكودا العالمي والتي تسمح للإدارات الجمركية والتجار بإدارة معظم عملياتهم التجارية - بدءًا من "المنافستات" إلى تسجيل البيانات الجمركية ووثائق العبور وذلك عبر شبكة الانترنت.
ويمكن ومن خلال هذا النظام الوصول الى عدم استخدام الأوراق في التعامل الجمركي ويساعد على انشاء النافذة الواحدة وذلك لإمكانية الحصول على كافة المعلومات من خلال النظام وربط كافة الأنظمة المركزية في دائرة الجمارك الاردنية ليتم عملها من خلال نظام الاسيكودا العالمي.
واوضح الصرايرة أنه تم تحديث استخدام الاسيكودا «« إلى الاسيكودا العالمي وذلك لسهولة وبساطة التعامل مع هذا النظام الجديد حيث تم الشرح الكافي والمفصل في هذا المبحث للإجراءات العامة على النظام كآليات البحث بكافة اشكاله واستخدام التعرفة الجمركية من خلال الاسيكودا العالمي وغيرها من الإجراءات العامة.
وتأسس نظام الاسيكودا (ASYCUDA) في أوائل الثمانينيات لحوسبة العمليات الخاصة بالإدارات الجمركية ، ووضعت الانكتاد(UNCTAD) الحل في نظام الاسيكودا الذي أصبح الوسيلة الرائدة للجمارك الحديثة على مستوى العالم ويعتبر برنامج الاسيكودا حاليا المكون الرئيسي والجوهري لأنظمة المعلومات الجمركية المتكاملة والشاملة في أكثر من ثمانين دولة حول العالم.
التتبع الالكتروني
وقال الصرايرة ان نظام التتبع الالكتروني يهدف إلى تسهيل الإجراءات الجمركية وتقليل زمن تواجد الشاحنات في المراكز الحدودية وتسريع حركة شاحنات الترانزيت عبر المملكة من خلال تسخير احدث تقنيات الاتصالات والسيطرة والمراقبة عبر الأقمار الصناعية في خدمة العمل الجمركي والذي سوف يساهم في الحد من التهريب وخدمة الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمملكة.
وأوضح أن هذا النظام يعمل على تزويد شاحنات الترانزيت المارة عبر الأراضي الأردنية بأجهزة متصلة مع غرفة السيطرة في الدائرة الرئيسة بحيث يتم تتبعها الكترونيًا عبر الأقمار الصناعية ، لتسهيل حركة التجارة وانتقال البضائع والسلع واختصار الوقت والجهد إضافة إلى حماية أملاك التجار بالسيطرة على عمليات التهريب حال حدوثها في اقل وقت ممكن.
ويقوم هذا النظام بكشف التجاوزات والمخالفات الجمركية التي ترتكبها هذه الشاحنات أثناء عبور المملكة والتعامل معها بالتعاون مع دوريات مكافحة التهريب والترفيق الجمركي ، موضحًا أنه سيتم تطبيق هذا النظام بعد استكمال المرحلة التجريبية في جميع المراكز الجمركية الحدودية.
البوابات الالكترونية
وقال الصرايرة: إن هذا المشروع عبارة عن نظام للسيطرة والتحكم بحركة الشاحنات من خلال بوابات الكترونية خاصة مركبة على أبواب الدخول والخروج في المراكز الجمركية.
وتتضمن البوابات الالكترونية مجموعة من المراحل منها عند دخول الشاحنة يتم إعطاؤها نموذج معاينة يحدد فيه اسم المعاين حاسوبيًا: حيث يتم السير بالاجراءات الجمركية المعتادة أصولا وبعد إنجاز الشاحنة كافة الاجراءات تتوجه إلى بوابة الخروج حيث يقوم موظف البوابة باستخدام جهاز محمول (PDA) بقراءة (الباركود) الموجود على نموذج المعاينة ليقوم الجهاز من النظام المخصص له بفحص كافة مراحل سير المعاملة الجمركية.
في حال أن كافة الاجراءات قد استكملت بشكلها الصحيح وحسب الأصول المتبعة جمركيا تفتح البوابة إلكترونيا وقت استكمال قراءة (الباركود) ، أمّا إذا كانت الشاحنة مخالفة في إحدى المراحل أو لم تستكمل إجراءاتها كاملة فإن البوابة لا تفتح ويظهر سبب المخالفة على جهاز المحمول لدى الموظف.
مشروع النافذة الواحدة
أوضح الصرايرة أن هذا المشروع يقوم بتجميع معايير الانتقائية لكافة الدوائر العاملة في المراكز الجمركية الحدودية من خلال نظام الكتروني يهدف الى تسهيل وتبسيط وتسريع انجاز البيان الجمركي من كافة الجهات والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة ، بما فيها الجمارك من خلال نافذة واحدة.
واضاف الصرايرة بقوله: إننا نسعى من خلال أهدافنا الاستراتيجية إلى تطبيق تعميم هذا النظام على كافة المراكز الجمركية تسيهلا على جمهور المراجعين وتشجيع العملية الاستثمارية.
وبين أهمية مشروع مركز الحواسيب الرئيسي في حفظ المعلومات الجمركية موضحًا أن هذا المشروع ريادي ومتميز على مستوى المنطقة حيث يهدف الى إعادة هيكلة الاجهزة الرئيسية وشبكة الحاسوب والانظمة الحاسوبية العاملة في الدائرة بهدف توفير بيئة آمنة لجميع أجهزة الحاسوب الرئيسية وما تحتويه من أنظمة وبيانات جمركية محوسبة.
ولفتَ الى مشروع أرشفة البيانات والوثائق الجمركية الكترونيًا: ما يحقق سهولة وسرعة الحصول على الوثائق والبيانات كما يساعد هذا المشروع على تحول الدائرة الى دائرة خالية من الورق من خلال الجمارك الالكترونية.
واوضح أن خدمة الزبائن من اولويات الدائرة من خلال افتتاح مشروع خدمة الزبائن والذي يهدف الى تقديم عرض الخدمات الجمركية الكترونيا بشكل يضمن تبسيط الاجراءات والسرعة والشفافية في الانجاز بحيث يمكّن هذا المشروع من احتساب الزمن اللازم لكل اجراء من اجراءات الخدمة.
التطلعات المستقبلية
وقال الصرايرة: إن دائرة الجمارك تسعى الى تعميم المشاريع التطويرية في الدائرة على جميع المراكز الجمركية المنتشرة في المملكة والمتمثلة بنظام الاسيكودا العالمي ، النافذة الواحدة ، نظام البوابات الالكترونية ، خدمة الزبائن ، اعتماد البيانات الالكترونية اضافة الى الاستمرار في هندسة اجراءات المراكز الجمركية للحصول على الايزو وتأهيل الكوادر البشرية والبنية التحتية واستكمال الربط الالكتروني مع المؤسسات الحكومية.الدستور