أرجأ عم الطفل يزن الذي أزهقت روحه بعد حياة مليئة بالتعذيب، دفن ابن شقيقه ذي الخمس سنوات من أمس الى اليوم، حتى يتمكن من اخلاء سبيل شقيقه (والد الطفل يزن) بالكفالة، ويمكنه من حضور جنازة ابنه.
وقال عم الطفل يزن الذي رفض ذكر اسمه لـ"الغد"، "انه تسلم امس مذكرة من مدعي عام الجنايات الكبرى أشرف العبدالله موجهة الى رئيس المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور مؤمن الحديدي لتسلم جثة الطفل يزن.
وبين عم الضحية يزن أنه تقدم بطلب اخلاء سبيل شقيقه الموقوف في سجن الجويدة، مطالبا بالإفراج عنه ليتمكن من حضور جنازة طفله، الا ان اجراءات الكفالة لم تنته بعد، وسيتم متابعتها اليوم.
وأضاف أنه سيتم تشييع جثمان يزن اليوم "سواء افرج عن والده أم رفض طلب اخلاء سبيله، بعد ان قمنا بكافة الترتيبات اللازمة لذلك".
وعن سبب تأخر اقرباء يزن في تسلم جثته، اكد عمه ان علاقة أسرته بشقيقه والد يزن "معدومة" وذلك نتيجة سوء سلوكه، مشيرا إلى انه على علم بأن شقيقه متزوج من أكثر من سيدة غير زوجته الاولى والتي تعيش مع والدته في مدينة الرصيفة.
وأشار الى انه لا يعلم ان له طفلا من احدى زوجتيه، سوى عندما حضر اليه مندوب من حماية الاسرة أول أمس وأخبره ان شقيقه لديه طفل يدعى يزن، وهو متوفى وجثته موجودة في مستشفى البشير مطالبا إياه بتسلمها.
وقال ان "والد يزن متزوج من سيدة "صماء" ولديه منها اربعة بنات وولد، ويعيشون ظروفا طبيعية مع والدته الصماء كذلك، وقلما يزورهم ليعطيهم القليل من النقود".
وبالنسبة لقضية يزن اوضح عمه "لم نطلع حتى هذه اللحظة على ملابسات وفاة يزن لكن ما حدث هو مأساة"، مشيرا الى انه بعد ان يطلع على تفاصيل القضية سيلاحق قضائيا من يقف وراء مقتله.
وأضاف انه التقى شقيقة والد يزن في زيارته للسجن، موضحا ان والده على علم ان يزن متوفى ولكن لا يعرف انه تعرض لسلسلة من التعذيب انتهت بوفاته.
وكان التقرير الطب الشرعي أثبت تعرض جثة يزن قبل وفاته أو وصوله الى المستشفى للتعذيب بحروق لهبية وكي بالسكين، بالإضافة الى إطفاء اعقاب سجائر في جسده النحيل.
وأكد تقرير الطب الشرعي بعد تشريح جثة الطفل يزن ان سبب الوفاة ناتج عن اصطدام الرأس بجسم صلب ادى الى النزف الدموي الحاد ومن ثم الوفاة.
وكان مدعي عام عمان احال ملف قضية الطفل يزن الى مدعي عام الجنايات الكبرى بعد ان ثبت لديه ان هناك شبهة جنائية وراء وفاته.
وأدخل الطفل يزن بتاريخ 8/4/2009 الى مستشفى البشير وهو في حالة غيبوبة، وتوفي يوم الجمعة في 17/4/2009، وقد بقيت جثتها مسجاة في ثلاجة مستشفى البشير حتى صباح اليوم.
إلى ذلك تنظم مؤسسة نهر الاردن تجمعا تعبيريا حاشدا غدا الاربعاء حدادا على وفاة الطفلين يزن وقصي اللذين قضيا نتيجة لتعرضهما للعنف الأسري في حادثين منفصلين خلال الاشهر الثلاثة الماضية. الغد