كشف مصدر مطلع عن وجود حشرات تحمل نوع (قراد) في باخرة محملة بالخراف الأثيوبية تتجه نحو الممكلة الأمر الذي يثير مخاوف من قيام هذه الحشرات بنقل أمراض معدية في حال اختلاط المواشي المشتبه بمرضها في هذه الباخرة بأخرى غير مصابة.
وأكد المصدر أن وجود هذه النوع من الحشرات على متن الباخرة يشكل مخالفة صريحة لتعليمات الإستيراد التي فرضتها وزارة الزراعة على المستوردين إذ أن التعليمات تنص على تغطيس الخراف بمحلول معقم للتخلص من كافة أنواع الحشرات.
ويعني ما سبق أن أي شحنة خراف تصل إلى المملكة يجب أن تكون خالية من أي نوع من الحشرات تماما.
لكن تواجد الحشرات على متن الباخرة المذكورة يفتح الباب واسعا بحسب المصدر إلى انتقال أمراض معدية بين الخراف لا سيما وأن هذه الباخرة تأتي من أثيوبيا التي تشتهر خرافها بانتشار أخطر أنواع أمراض الحمى القلاعية بينها.
وشكك المصدر بقدرة وزارة الزراعة فحوصات مخبرية على الخراف الأثيوبية المستوردة كافة قبل دخولها إلى السوق المحلية بهدف التأكد من خلوها من مرض الحمى القلاعية.
وعن مرض الحمى القلاعية قال المصدر 'هناك سبعة فصائل لسلالة الحمى القلاعية في العالم، مشيرا الى ان أخطر فصيلتين تعيشان في أثيوبيا وهما sat1 sat2 علما بأن هاتين الفصيلتين غير موجودتين في المنطقة العربية'.
وبين المصدر ان 'من الصعب الكشف على الخراف المصابة بالحمى القلاعية فهناك خراف محصنة وهي خطيرة لأنها تحمل المرض لمدة 9 أشهر'.
وأوضح المصدر أن الخطورة تكمن في بيع أعداد كبيرة من الخراف الاثيوبية الحية للمواطنين قبل فحصها بالمملكة ما يعني احتمال إصابة الثروة الحيوانية بمرض الحمى القلاعية التي تظهر أعراضها في فصل الشتاء'.
وقال 'في حال تسجيل حالات مصابة بالثروة الحيوانية بمرض الحمى القلاعية فإن ذلك يهدد بالقضاء على المواشي بالمملكة عدا عن المدة اللازمة للتخلص من نوع المرض والتي تبلغ 25 عاما'.
وأشار الى وجود مرض يصيب الابقار في اثوبيا وهو التدرن العقدي (lsd) حيث لا يوجد بالممكة منظمة (الكت) لكشف المرض'.
وبحسب المصدر تتمثل أعراض الحمى القلاعية بحدوث تقرحات بالاظرف وكثرة اللعاب إضافة الى عدم القدرة على المشي في حين تتمثل اعراض التدرن العقدي بتشوهات بالجسد والاستمرار بالضعف.
وقال المصدر: في حال تسجيل إصابة للثروة الحيوانية بمرض الحمى القلاعية فإن ذلك يضر بسمعة الاردن من ناحية تصدير المواشي وصناعة اللحوم المعلبة (لانشون).
وأوضح أن وزارة الزراعة سجلت قبل سنوات نوعا واحدا من الحمى القلاعية هو (o) حيث يتم إعطاء جميع الماشية كإجراء احترازي أربع مطاعيم لأنواع الأمراض التي تسبها سلالة الحمى القلاعية.
وأكد ضرورة قيام وزارة الزراعة بإغلاق باب الإستيراد بشكل نهائي والغاء رخص الاستيراد اضافة الى ذبح ما تبقى من الخراف بإشراف طبي وبالمسالخ المرخصة. وبحسب المصدر يقدر عدد افراد الاسر التي تعتاش من وراء الثروة الحيوانية بالمملكة نحو 250 الف شخص في ظل وجود بالمملكة 3 ملايين خاروف ونصف مليون ماعز و 70 الف بقرة.
وأوضح المصدر لـ 'الغد' أن ملف السماح باستيراد الخراف الأثيوبية الحية يكتنفه غموض كبير في ظل تعليمات الوزارة وانظمتها التي تحظر استيراد الماشية الحية من دول موبوءة.
وتساءل المصدر عن المعايير التي اعتمدتها الوزارة من أجل السماح باستيراد الخراف الحية من أثيوبيا وهي بلد مصنفة عبر موقع المنظمة العالمية لصحة الحيوان انها بلد موبوءة.
وقال 'في ظل وجود 17 مصدرا خالية من الامراض لاستيراد اللحوم لم يكن هنالك ضرورة لفتح باب الاستيراد من اثيوبيا لانه لا يوجد ازمة'، مشيرا الى ان مبررات فتح الاستيراد ضعيفة بدليل بيع اللحوم السودانية والرمانية بأسعار اقل من اللحوم الاثيوبية.
وكانت 'الغد' نشرت تفاصيل مخالفات ارتكبها تجار مستوردون للخراف الحية خلال الفترة الماضية من بينها تسريب الخراف المستوردة من أثيوبيا إلى حظائر الخراف البلدية وذلك من أجل ذبحها في هذه الحظائر وبيعها على أنها لحوم بلدية بهدف الاستفادة من فارق السعر بين النوعين.
وبحسب نشرة أسعار المسلخ الصادرة عن وزارة الصناعة والتجارة أمس فقد تراوح سعر كيلو الخروف الأثيوبي المستورد بالجملة من 6 دنانير إلى 6.70 دينار في حين يتراوح سعر كيلو اللحوم البلدية بالجملة 8.5 دينار إلى 9 دينار، بحسب الوزن علما بأن سعر كيلو الخروف السوداني والروماني بالجملة يتراوح من 6.50 الى 8 دنانير
وبين المصدر الذي رفض ذكر اسمة ان استيراد الخراف الاثوبية لم تتضمن بالبداية اخذ عينات وفحص على رأس عند وصول الخراف المملكة حيث اكتفت الوزراة باعتماد الفحوصات التي تمت في اثيوبيا غير ان ما نشر عبر وسائل الاعلام اجبر الوزارة على اجراء الفحوصات عن وصلها المملكة.
واوضح المصدر أن هنالك تحذيرات شفوية بعدم فتح باب الاستيراد من اثيوبيا في الاجتماعات التي كانت تجرى بالوزارة بين المسؤولين عن ملف استيراد الخراف الحية والعجول من اثيوبيا.