شخصية ما غامضة، ولم يمط اللثام عنها، كانت تستقل سيارة وتجوب أحياء فقيرة في أكثر من مدينة أردنية في العشر الأواخر من رمضان، وتدق على أبواب البيوت المستورة وقت الإفطار، وتقدم مبالغ مالية لهذه الأسر، ويتم الإطمئنان عليها، وسط إنطباعات لدى من قدمت إليهم الأموال ك "عيدية"، أن هذا الرجل مهم جدا، لأنه أصر على وضع اللثام على وجهه، في مسعى لعدم كشف هويته، كما أن السيارة التي كان يترجل منها هذا الشخص، ويصعد إليها، مضطرا لركنها في أماكن بعيدة في بعض الأحيان، بسبب ضيق الأزقة التي سلكها هذا الرجل لبيوت، كان يعرفها على الأرجح مسبقا، أو أنه سبق له أن زارها، إذ أنه في أحد البيوت توقف ليتساءل عن عملية أجراها أحد أفراد العائلة قبل أشهر، علما أن هذا المريض قد عولج على نفقة الديوان الملكي، ولم يعالج إلا بعد رسالة الى مكتب الملك عبدالله الثاني.
أفراد عائلات تلقوا هذه المساعدات التي قدمت في مظاريف أنيقة وصغيرة قالوا أن لديهم شبه قناعة أن الملك عبدالله الثاني هو الذي كان يجوب الأسر العفيفة، ويقدم إليهم المساعدات، وأن أغلب هذه الأسر تعتقد أن الملك كان بعد تسليمه المال لرب الأسرة، يجول بنظريه متفقدا أحوال الأسرة المعيشية، وطعام الإفطار الذي يتناولونه، إذ تؤكد معطيات وصلت الى موقع "أخبار بلدنا الاردني" تفيد أن الملك ربما كان فعلا خلف هذه الزيارات، لأن مصادر في الديوان الملكي أكدت أن الملك طلب قوائم أسر عفيفة قدمت طلب مساعدات، وتم التثبت من حاجتهم الفعلية للمعونة، كما أن الملك غاب عن مائدة عائلته على الإفطار أكثر من سبعة أيام حتى الآن، وهو ما يعطي قوة أكبر لإحتمالية أن يكون الملك هو الذي تخفى، وقرر إدخال السرور والأمل الى منازل أردنية كثيرة في أكثر من مدينة.
الملك خلال تخفيه، وقد تخفى أكثر من مرة منذ تسلمه الحكم، وغالبا في قصص كثيرة لم تصل الى الإعلام، كان يرافقه شخصا واحدا على الأقل، أظهر رغم ملابسه المدنية إنضباط وإيماءات عسكرية الى جوار الرجل الغامض.