-اكدت مصادر مطلعة بان مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين سيناقش في اجتماعه المنتظر عقده خلال الأيام القليلة المقبلة مقترحاً قدّمه المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن يقضي بمقاطعة جميع التنظيمات الإخوانية لمؤتمر نصرة فلسطين الذي ستنظمه إيران في شهر تشرين أول المقبل، والذي حشدت له القيادة الإيرانية هذا العام، في محاولة منها لاستدراك حالة الاحتقان ضدها بسبب موقفها المؤيد للنظام السوري في مواجهة شعبه.
وعلمت مصادر أن المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن كان قد اتخذ قراراً خلال الشهر الماضي يقضي بمقاطعة جميع الأنشطة التي تدعو إليها السفارة الإيرانية في عمان، حيث قاطعت الجماعة الاحتفال السنوي الذي نظمته السفارة الإيرانية في الجمعة الأخيرة من رمضان، فيما يُعرف بيوم القدس العالمي، كما أنها أبلغت السفارة الإيرانية رفضها لحضور مؤتمرين دعت لهما القيادة السياسية في إيران، أحدهما نصرةَ لفلسطين، والآخر للثورات العربية، وهو ما أثار سخط السفير الإيراني في عمان الدكتور مصطفى زادة، الذي أبلغ بدوره وزارة الخارجية الإيرانية بهذا الموقف.
وتقول المصادر إن إيران بدأت حملة علاقات عامة لمحاولة معالجة الخلل الذي أحدثه موقفها من الثورة السورية، والذي لم يعد مقنعاً للشعوب العربية والإسلامية، خصوصاً وأن موقفها المؤيد والداعم للمعارضة البحرينية، بدا وكأنه موقف طائفي بامتياز، فهي تؤيد التغيير في البحرين لأن المعارضة شيعية، وتعرض التغيير في سوريا لأن النظام ذو صبغة طائفية أقرب إليها.
وتشير المصادر إلى أن تصريحات الرئيس الإيراني نجاد ووزير خارجيته علي أكبر صالحي التي تضمنت نقداً ضمنياً لموقف النظام السوري تأتي في سياق المعالجة، كما أن الرئيس الإيراني قام بالاتصال الهاتفي خلال أيام عيد الفطر برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وهنأه فيها بحلول عيد الفطر من ناحية، وأكد فيها من ناحية أخرى على دعم إيران المطلق للمقاومة الفلسطينية وذلك في أعقاب الأنباء التي تسربت عن توقّف إيران عن دعم حركة حماس وحكومتها في غزة منذ اندلاع الثورة السورية، ما فُهم على أنه رسالة احتجاج إيرانية - سورية على موقف حماس، الذي لم يعلن تأييده للنظام السوري كما فعل أمين عام حزب الله حسن نصر الله.
وأضافت المصادر أن قيادات بارزة في الحركات الإسلامية منها الإخوانية، ترى أن الموقف الإيراني لا يزال غير كافٍ، وأن المهم هو الجانب العملي، حيث تفيد تقارير موثوقة أن إيران تشارك عبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في "خلية أزمة" تدير المعركة ضد الشعب السوري إلى جانب الأجهزة الأمنية السورية وحزب الله، وترى هذه القيادات بأنه لا بد من ممارسة كل الضغوط على إيران لإجبارها على تغيير هذا الموقف "المشين" وفقا لهذه القيادات.
وتؤكد أوساط إيرانية بان وزارة الخارجة رفعت تقريراً إلى مرشد الثورة علي خامنئي، ورئيس الجمهورية أحمدي نجاد تشير فيه إلى أن شعبية إيران وحزب الله تراجعت في العالم العربي والإسلامي نتيجة موقفيهما من الأحداث التي تجري في سوريا، وأن هناك حالة من الاستياء والغضب الشديدين تسودان أوساط الحركات الإسلامية، خصوصاً الإخوانية منها.