نفدت رواية غابريل غارسيا ماركيز "خبر اختطاف" من الأسواق في طهران بعدما اعلن زعيم المعارضة مير حسين موسوي ان وصف ماركيز لعمليات الخطف في بلده كولومبيا تعبير دقيق عن حياته تحت الإقامة الجبرية.
وكانت السلطات الايرانية فرضت الاقامة الجبرية على موسوي والزعيم المعارض الآخر مهدي كروبي منذ منتصف شباط/فبراير عندما نزل آلاف الايرانيين الى الشوارع استجابة لدعوة الزعيمين الى تجديد الاحتجاجات تضامنا مع الحركات المطالبة بالديمقراطية في العالم العربي.
وطيلة هذه الفترة لم يتسن لهما الاتصال بالعالم الخارجي إلا ما ندر. وسُمح لموسوي بلقاء قصير مع بناته الاسبوع الماضي لأول مرة منذ سبعة اشهر. وجرى اللقاء بحضور مسؤولين أمنيين ولكن انباء ذكرت ان موسوي قال لبناته "إذا أردتن ان تعرفن وضعي في الأسر فعليكن بقراءة رواية غابريل غارسيا ماركيز "خبر اختطاف"".
وسرعان ما انتشر قول موسوي بين مستخدمي الانترنت في طهران دافعا مئات من مؤيدي قوى المعارضة الى البحث عن الكتاب. وامتدت طوابير امام بعض المكتبات حتى نفد الكتاب في غضون ايام.
وأكد صحفي في طهران انه ظل يبحث ساعتين قبل ان يعثر على نسخة من الكتاب. وانه بدأ عملية البحث اولا في منطقة كريم خان ومكتباتها ولكن الكتاب نفد منها. ثم توجه الى جادة انقلاب حيث ذهل لرؤية الايرانيين يقفون في طوابير لشراء الكتاب "وكأنهم ينتظرون كتابا جديدا في سلسلة هاري بوتر"، على حد وصف الصحفي.
وقالت صحيفة الغارديان ان عشر مكتبات كبيرة على الأقل ابلغتها بنفاد مخزونها من رواية ماركيز. وقال صاحب مكتبة ان الكتاب نفد الاسبوع الماضي ولم تعد لديه نسخ منه وانه لا يعرف السبب.
صدرت الترجمة الانكليزية لرواية "خبر اختطاف" في عام 1997. ويدور الكتاب حول عمليات خطف استهدفت شخصيات معروفة في كولومبيا إبان التسعينات، بينهم صحفيون وسياسيون بناء على اوامر ملك تجارة المخدرات بابلو ايسكوبار.
وأدرج موقع افتاب الاخباري الكتاب على قائمة الكتب العشرة الأكثر مبيعا فيما تحدثت صحيفة الشرق الاصلاحية عن اقبال لا سابق له على الكتاب في كبرى مكتبات طهران.
وحين سمع ماركيز بالنبأ استخدم صفحته على فايسبوك للحديث عن الواقعة مع صحفي ايراني.
وأطلق انصار موسوي صفحة على فايسبوك باسم عنوان الكتاب حيث نشر قراء مقاطع من الرواية. ونُشرت الترجمة الفارسية للرواية على الانترنت لتفريغها مجانا.
ويقول انصار موسوي وكروبي انهما مخطوفان ودعوا الأمم المتحدة الى التحقيق في اختفائهما. وهم يعتقدون ان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي شخصيا ضالع في وضعهما تحت الإقامة الجبرية دون مسوغ قضائي.