توفيت الكاتبة الهولندية هيلا هاس مساء الخميس الماضي في أمستردام عن عمر يناهز 93 عاماً، وفق ما ذكرت دار النشر "كيريدو". وكانت هاس تشكل، الى جانب هاري موليش، وجيرارد راي، وويليام فريدريك هيرمانس، الرباعي الأدبي الأبرز في هولندا.
ولدت هيلا هاس في الثاني من شباط / فبراير من عام 1918 في جزر الهند الشرقية الهولندية، أندونيسيا الحالية، لأم عازفة بيانو وأب مفتش مالي. كان لها شقيق إسمه "فيم"، وأمضت طفولتها في بيئة مستعمرة، أعادت صياغتها في أعمالها الأدبية، لاحقاً. وتحولت ذكرياتها الى روايات جسّدتها السينما والشاشة الفضية في مناسبات عدة. ورغم ميلها الى المسرح، في البداية، حيث حصلت على شهادة التخصص في هذا المجال، بعد عودتها الى هولندا، إلاّ أن عشقها للأدب كان أكبر. وليس عبثاً أن تكتب أولى رواياتها التأريخية، وهي في الحادية عشر من عمرها. ومع ذلك، فقد ظهرت أول قصيدة لها في عام 1945. ونشرت أولى رواياتها الناضجة، والتي أطلقت شهرتها عالياً في عام 1948.
، ومحور أحداثها كانت تدور حول “Oeroeg” حملت الرواية عنوان
النضال ضد الإستعمار في أندونيسيا. وبإسلوب مفعم بالمشاعر والواقعية، تروي الكاتبة التجربة القاسية لصديقين من أيام الطفولة، أحدهما من أصل هولندي والآخر إسمه أوروخ. وكانت الرواية قد حققت نجاحاً منقطع النظير، وتم نقلها الى السينما في عام 1993 من إخراج هانس هيلكيما. ومنذ ذلك الحين إستمرت هيلا هاس في الكتابة، ومن دون توقف. فكتبت 70 عملاً أدبياً، ما بين الروايات، والقصص، والدراسات، والشعر، وكلمات الأغاني، وسير ذاتية.
في الآونة الأخيرة، وبسبب من سوء حالتها الصحية وضعف بصرها، كانت هاس نادراً ما تكتب. وفي لقاء حديث معها، قالت هاس: "لم تعد تعجبني الكتابة. هكذا تراني أكتب القصص في رأسي. إذا وصلت أم لا الى الورق، ذلك شئ آخر".
ومن بين أبرز الكتب التي أصدرتها هاس "المدينة القرمزية"، و"طعم اللوز المر"، و"رجال الشاي"، و"ثقب المفتاح". وتم بيع 200.000 نسخة، في خلال أقل من شهرين، من روايتها الأخيرة "سليتيلوغ"، التي كانت قد صدرت في عام 2002.
وقام متحف الأدب في لاهايا، في عام 1993 بتنظيم معرضاً خاصاً إحتوى أغلب أعمالها الأدبية، بمناسبة بلوغها 75 عاماً.
وعلى مدى حياتها، حصلت هيلا هاس على جميع الجوائز الأدبية الهولندية، والأكثر أهمية الجائزة الوطنية للأدب. والى جانب إعتبارها سيدة الفنون والآداب في هولندا، فقد حصلت على لقب جوقة الشرف الفرنسي.