فجّر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر مفاجأة من العيار الثقيل حينما أعلن فتواه الجديدة بجواز اجهاض جنين الاغتصاب بشرط ان تكون "الفتاة طيبة السمعة ونقية وطاهرة".
وقال طنطاوي في كلمته مساء أمس الأحد 3-5-2009 في ختام فعاليات الموسم الثقافي للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بمسجد النور بالعباسية: أرى انه في حكم الشرع في اجهاض جنين المغتصبة ان كل حالة لها ظروفها وحكمها، ولا استطيع القول إن ذلك جائز مطلقاً وإنما يشترط فيه ان تكون الفتاة التي حدث لها حمل "حسنة السمعة ونقية وطاهرة".
وأضاف طنطاوي: نفترض مثلاً ان الفتاة التي حدث لها حمل نتيجة الاغتصاب كانت تسير في الشارع في طريقها الى كليتها او اي مكان آخر فاغتصبها شخص وحدث حمل نتيجة ذلك، وكل امراة تعرف بحدوث الحمل في الاسابيع او الشهور الاولى، وهذه الفتاة نقية وطاهرة فلا حرج شرعاً ان تذهب للطبيب في بداية الحمل لتذيل آثار هذا العدوان حماية لعرضها وكرامتها.
وقد تسببت فتوى شيخ الأزهر في حدوث جدل فقهي شديد بين علماء وشيوخ الأزهر اليوم الاثنين 4-5-2009 حول امكانية التفريق بين الفتاة النقية او غير ذلك، مؤكدين انه يصعب في الواقع العملي تحديد ذلك.
وصرح الدكتور محمد الشحات الجندي، الأمين العام للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية لـ"العربية .نت" بأنه من الصعب جدا التفريق في حالات الاغتصاب بين ما اذا كانت الفتاة "حسنة ام سيئة السمعة"، مشيراً الى ان شيخ الأزهر كان قد أصر على موقفه فى فتوى سابقة بإباحة إجهاض المغتصبة في أي وقت أثناء فترة الحمل حتي بعد الأشهر الأربعة الأولى من الحمل ونفخ الروح في الجنين، إلا أن جميع أعضاء مجمع البحوث الاسلامية رفضوا هذه الفتوى حماية للنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وأكدوا أنه يجب على الفتاة المغتصبة - المؤكد اغتصابها - أن تبادر بإجهاض الجنين فور علمها بذلك خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحمل بالتشاور مع الطبيب المختص.
وتتفق مع الجندي في الرأي الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر التي أكدت جواز إجهاض جنين الاغتصاب، قائلة: إجهاض السفاح يعين المرأة على التخلص من آثار هذه الليلة الحزينة لتسقطها من ذاكرتها.
وأضافت: أعتبر الاغتصاب قتلاً للمرأة وللنفس وسلباً لمعنى الحياة من أعماق المرأة عندما ينتزعها المغتصب بهذه الصورة الإجرامية، وأدعو أي فتاة تعرضت لهذا الموقف أن تسارع وتغسل كل آثار الجريمة، وأن يكون هذا هو موقف الفتاة المغتصبة في المسلسل، وأن ينهي المؤلف موقفها بهذا الحل دون غيره.
بينما يرى الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة في أمريكا، أنه في حالة حمل الفتاة أو المرأة نتيجة الاغتصاب، يتم الأخذ برأي الفقه المالكي، الذي يقول بإجهاض الجنين ما لم يصل إلى 40 يوماً تحاشياً للمشاكل والأمور الخطيرة، التي ستترتب على بقاء الجنين حتى ولادته.
وطالب عثمان بعدم تهاون القانون مطلقًا في تطبيق حد الحرابة على كل من يخطف أنثى ويغتصبها، لأن الاعتداء على الأنثى أشد جرماً من السرقة والقتل.
يذكر ان شيخ الأزهر كان قد تسبب في جدل شديد وشدّ وجذب بين أعضاء مجمع البحوث الاسلامية بسبب تمسكه بفتواه المثيرة للجدل منذ عدة اشهر بإباحة إجهاض المغتصبة في أي وقت أثناء فترة الحمل حتى بعد الاربعة اشهر الاولى ونفخ الروح في الجنين، وهو مادفع أعضاء مجمع البحوث الاسلامية الى اعلان رفضهم الصريح لهذه الفتوى وإصدارهم فتوى صريحة بإباحة إجهاض المغتصبة خلال الأشهر الأربعة الأولى فقط من الحمل أي قبل نفخ الروح في الجنين، وطالبت الفتوى الفتاة التي يتم اغتصابها بالإسراع والمبادرة بإجهاض جنين الاغتصاب فور علمها بالحمل، وألا تنتظر بعد مرور الأشهر الأربعة الأولى من الحمل وإلا اعتبر ذلك قتلاً للنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.