لم يكن يتحلّى، كما بيكاسو أو دالي، بشخصية ساحقة، ولم يكن أيضاً معروفاً بإنتماءاته السياسية. ما عدا روحه الثورية المتمردة التي زرعت في أعماقه الرغبة القاتلة للرسم. هذه الرغبة التي تذكرنا دوماً بخوان ميرو (1893 –1983)، الغارق في ذاته، والمقيم في برجه العاجي، منفياً داخل عالمه الإبداعي الثري
ميرو في برشلونة، إبتداءاً من 16 أكتوبر /تشرين أول 2011، وحتى 18 مارس /آذار 2012، إثر النجاح الذي حققه في "التيت مودرن" بلندن حيث زار المعرض ما يقارب 303 ألف شخص، قبل أن ينتقل في شهر مايو / آيار من العام المقبل 2012 الى المتحف الوطني بواشنطن. ويضمّ المعرض الذي يقام تحت رعاية مؤسسة بنك بلباو بيثكايا أرجنتين "بي. بي. في. آي"، 170 عملاً مختاراً مما أنجزه الفنان التشكيلي الكتالوني خلال السنوات العشرين الأخيرة، ما بين لوحات ومنحوتات ورسومات على الورق.
ويحتوي معرض "سلّم الهروب"، الذي يعتبر "بانوراما شاملة" لما أبدعه ميرو، على الأعمال الفنية لمجموعات عامة، وأخرى خاصة بهواة جمع الإنجازات الإبداعية والفنية من جميع أنحاء العالم، والتي تعكس تأثير الأحداث على أعمال هذا الفنان، مثل الحرب العالمية الأولى، والحرب الأهلية الإسبانية، والحرب العالمية الثانية، ونظام فرانكو. ومن بين أعمال ميرو التي ستعرض للجمهور "لا ماسيا 1921- 1922"، العائدة لصديقه إرنست همنغواي، و"كابيسا دي بايس كاتالان 1924 – 1925"، وسلسلة "رسومات وحشية 1924 – 1936" أو "طبيعة ميتة للحذاء القديم 1937.
وبمناسبة إفتتاح المعرض سوف يتم تنظيم جولة في "برشلونة خوان ميرو". حيث يمكن رؤية أعمال الفنان الأربعة التي كان قد أهداها الى مدينة برشلونة: الموزائيك "بلا دي لوس" في "لا رامبلا"، وكل من التمثالين "إمرأة وطير" في "حديقة خوان ميرو"، و "إمرأة" في البلدية، بالإضافة الى جدارية في المطار. ومن المعروف إن ميرو قد تم دفنه في مقبرة مونتجيك.