ابتهجنا كثيراً لإطلاق سراح الأسرى ال 1027 من المعتقلات الإسرائيلية من أصل حوالي 6000 آلاف معتقل يقبعون في سجون الإحتلال منذ سنيين ، في حين كان علينا ان نحزن كثيراً ، ونبكي دماً على حال أسرانا في كل بقاع الأرض ، وحالة الذل والمهانة التي وصل إليها المواطن العربي .
إسرائيل لن تألو جهداً للإفراج عن شاليط وتأمين سلامته ، وشنت حرباً ضروس على قطاع غزة ، وعزلته ولا زالت تعزله عن العالم كله ، وقتل .. وشوه .. وشرد .. وإغتيل .. وإعتقل الآلاف ، ودمر الآف المنازل على رؤوس أصحابها ، من أجل سواد عيون شاليط في حين بقي العرب يتفرجون !
لم تكتفي بذلك ، بل جعلت من شاليط عنوان ، وعلى قائمة أولويات الحكومات ، وشغلت الدنيا وهيئاتها ومنظماتها به ، وأقرّت لها ان شاليط ليس آسير حرب ، بل مواطن بريء مخطوف من قبل زمرة إرهابية .
منذ إحتلال فلسطين لم نذق يوماً طعم الإنتصار ، وحولنا الهزائم الى إنتصارات وهمية ، وآخرها إطلاق سراح الأسرى المعتقلين زوراً وبهتانا ، وعجزنا عن إطلاق سراح أي منهم رغم زيف أحكام معظمهم ، ولم نوفر لهم أي حماية !
لا نعرف كيف يتم الموفقة على إبعاد نحو أربعين معتقلاً الى تركيا وسوريا وقطر ، وإشتراط ان لايعود بعظهم قبل عشرين عاماً الى الضفة وغزة من المنفى ؟ وكيف يتم الموافقة على إبعاد معتقلين من الضفة الغربية الى قطاع غزة ؟ على الرغم من أهمية إطلاق سراحهم ! ومالذي يمنع إسرائيل من إعادة إعتقال المفرج عنهم في الضفة الغربية !
وكيف تجهل حماس عدد الأسيرات الفلسطينيات وتصرح ان عددهن 27 في حين انهن 35 أسيرة ! ألا يعني هذا ان لاقيمة لدينا للإنسان إذا كنا لانعلم العدد الحقيقي للأسرى !؟ ألا يعني الإتفاق تكريس الإحتلال الى ما شاء الله ! ألا يعني الموافقة على تجريد المواطنيين من مواطنتهم ، والتنازل ضمنياً عن حق العودة الذي صدعتنا به المنظمة وحماس صباح مساء ! ألايعني الفصل الأبدي والتام بين الضفة وقطاع غزة !؟
مرة أخرى علينا ان لانفرح كثيراً ، والفضل بعد الله يعود لشاليط في إطلاق سراح الأسرى المهين ، وعلينا ان نتذكر دائماً ماهو الثمن الذي دفعناه لقاء أسر شاليط !؟
كما وعلينا ان نتذكر بان جميع الشعب الفلسطيني في فلسطين هم اسرى حرب ويعيشون تحت الاحتلال الصهيوني المرير...