وصل الحوار المستمر داخل التيار السلفي الجهادي الاردني لمراحل متقدمة وذلك بعد أشهر من بدء التيار عقد سلسلة من الاجتماعات لهذه الغاية .
وبحسب مصادر في التيار السلفي فان الحوار توسّع ليشمع قواعد شعبية أخرى من خارج التيار من بينها أطراف في المجتمع المدني وشخصيات شعبية وعشائرية . وبحسب المصادر فان الحوار يرتكز على شيئين مهمين أولها التحاور داخل السجون بين الموقوفين من أعضاء التيار وقياداتهم وخارجها والشيء الآخر هو التحاور مع الدولة الا ان التيار لا يملك قنوات للتواصل مع الأخيرة إلا عبر وسطاء . وأكدت المصادر أن هنالك مراجعات فكرية لأعضاء في التيار داخل السجون دون أن تحدد عدد الذين استفادوا من المراجعات، إلا أنها شددت على وجود نية جدية لدى التيار بطي خلافاته مع الدولة. ويؤكد التيار السلفي الجهادي في الأردن من خلال حوارته أنه تيار سلمي ينبذ العنف داخل الساحة الأردنية مع عدم التخلي عن الكتاب والسنة اللذان يشكلان الاطار العقائدي الذي ينطلق منه نحو أهدافه . وفي هذا الصدد شكلت مجموعة من الشخصيات الإسلامية والعشائرية لجنة سميت "لجنة المبادرة الإسلامية للحوار "هدفها أن تكون حلقة الوصل بين قيادات التيار السلفي وأعضائه وان تقود هذا الحوار . وتسعى اللجنة لمقابلة الملك عبد الله الثاني للطلب منه الإفراج عن المعتقلين السلفيين في السجون الأردنية الى جانب اغلاق ملف معتقلي السلط باصدار عفو خاص على غرار ما حدث لمعتقلي معان. ويرى موسى العبداللات رئيس لجنة المبادرة الإسلامية للحوار ومحامي الجماعات الإسلامية في الأردن في حديث لـ"خبرني " إن الحوار بين التيار الجهادي وبين الدولة مرتبط بطي الخلافات والملفات العالقة بين الطرفين من أهمها طي ملف الزرقاء والإفراج عن جميع المعتقلين في السجون بعفو خاص، وعلى رأسهم منظر السلفية الجهادية عصام البرقاوي الملقب بابي محمد المقدسي وأبو محمد الطحاوي ومعمر الجغبير والدكتور سعد الحنيطي . ويضيف إن نجاح الحوار مع الدولة مرهون بإجرائه مع جهات مؤهلة لهذه الغاية تستطيع أن تفكك الأزمة وان تصل إلى مخرج مرض للطرفين . ويطالب العبداللات بصفقة قبل عيد الأضحى يتم بموجبها الإفراج عن المعتقلين وطي ملف أحداث الزرقاء ، وهي فرصة لرئيس الوزراء المكلف عون الخصاونة بان يبدأ بها بعد تشكيل حكومته الجديدة . من جانبه يعتبر الباحث والمحلل السياسي د. محمد أبو رمان أن مبادرة نبذ العنف والإيمان بالعمل السلمي التي أطلقها عدد من أعضاء التيار داخل السجون تطور مهم في تاريخ العلاقة بين هذا التيار والدولة وذلك في إطار المراجعات الفكرية لهذا التيار التي تعلن القبول بمبدأ"سلمية الدعوة" ورفض العمل المسلّح في الأردن، دون التراجع عن البنية الأيديولوجية الصلبة التي تأسّس عليها، وهو ما اشار اليه في ورقته البحثية الاخيرة تحت عنوان " جهاديو الاردن والثورات العربية". ويضيف أن "هذه المبادرة قوبلت بتجاهل رسمي بل أن مطلقيها عوقبوا بالحبس الانفرادي داخل سجونهم مما يدل ان الدولة تسعى لتحبيط هذه المبادرة واغلاق الباب عليها" . وقال إن "على المسؤولين في الدولة التعامل مع ملف التيار الأكثر مشاغبة من الناحية الأمنية على الساحة الأردنية طيلة السنوات الماضية بطريقة أفضل خصوصا في ظل المباردات " الممتازة " التي أطلقتها قيادات بداخله بنبذ العنف والاتجاه نحو العمل السلمي من خلال الجمعيات أو تشكيل الأحزاب". وأشار أبو رمان إلى أن "الطريق أمام التيار للعمل السلمي طويلة خصوصا في التعامل مع القضايا العامة وقضايا الحريات وان على الدولة تفهم هذا التحول التاريخي في مواقفه". ومن الجدير ذكره إن الأجهزة الأمنية اعتقلت في نيسان الماضي المئات من أعضاء التيار السلفي الجهادي بعد أحداث عنف جرت على خلفية اعتصام أقامه التيار في مدينة الزرقاء للمطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية والافراج عن المعتقلين الذين ينتمون اليه.