تعد ظاهرة التحرش بالطالبات سلوكا مرضيا وانتهاكا للقيم والأخلاق ، وتعديا على حقوق الإنسان الجسدية والعاطفية. كما أنه يترك مشكلات نفسية قد يمتد أثرها زمنا طويلا لدى المتحرش بها ، في حين نجد ان ظاهرة التحرش عالمية وموجودة في معظم دول العالم لاسيما وأن الحديث عن التحرش بالطالبات بصفة عامة ليس جديدا وفتح ملفاته تكرر كثيرا بيد ان حوادث جديدة تدلل على تزايد هذه المشكلة.
كثير من الطالبات سواء في الجامعة او في المدرسة اثناء ذهابهن ومغادرتهن المدرسة او الجامعة أكدن تعرضهن للتحرش من الأساتذة والطلبة وحتى من الموظفين ، الامر الذي يترك اثرا سلبيا في نفوسهن خاصة وان العادات والتقاليد الموجودة في مجتمعنا منافية تماما لهذه الظاهرة ، فالكثير منهن بفضل عدم الافصاح عن الامر لعدم خلق المشاكل.
ومما لاشك فيه ان تطور تكنلوجيا الاتصالات وثورتها العارمة التي احدثتها في العالم ولاسيما دخول الانترنت الى معظم البيوت واستخدام اساليب جديده للتعارف مثل"الشات"و" الفيس بوك"التي تسمح بنشر صور الفتيات بعد تصويرهن بواسطة الاجهزة النقالة وتداولها السريع وانتشارها ايضا عن طريق"البلوتوث" ساعد في تفاقم وخلق الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تجعل نفسية الطالبة في اسوا حالتها.
كما لوحظ ان الهواتف النقالة باتت محط قلق الكثير من اولياء الامور حيث تعتبر من اخطر انواع التحرش بالفتيات من خلال الازعاجات ورسل الرسائل القصيرة"لسهولة حصول الشخص المتحرش برقم الموبايل بطريقة او بأخرى مما يضع الفتيات موضع الشك تجاه اولياء امورهن.
هذا وسبق ان حدثت حادثة مماثلة لاحدى الفتيات عندما وجدت رسالة قصيرة على هاتفها من قبل احد المتحرشين الامر الذي اسفر عن نشوب مشاجرة بين عشيرتين نجم عنها اصابة عشرة اشخاص بعيارات نارية تسببت احداها بشلل شاب في العقد الثاني من العمر.
وتوكد احد المرشدات التي فضلت عدم الكشف هن هويتها ان عمل المرشدات في مدارس البنات يواجه عددا من المشاكل من أبرزها العنف والتحرش خاصة في مرحلتي المتوسطة والثانوية ، حيث إن التعامل مع هذه الحالات يحتاج لخطة علاجية مدروسة توضع من قبل معالجين مختصين مع متابعة المرشدة للحالة.
من جانبه قال محافظ العاصمة الدكتور سعدالوادي المناصير انه اصدر تعميما للحكام الاداريين كل ضمن اختصاصه بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من ظاهرة ملاحقة الطالبات والتحرش بهن من قبل بعض المراهقين وأصحاب السوابق اثناء توجههن الى المدارس والعودة وقيامهم بالتقاط الصور لهن من خلال الهواتف النقالة وكتابة الرسائل الغرامية على جدران وأسوار المدارس والتلفظ بألفاظ بذيئة تخدش الحياء العام.
ويؤكد المناصير أنه في حال وجود اي شكوى سيتم اتخاذ اشد الاجراءات بحق من يتم ضبطه منهم من اجل اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها.
وبلغ عدد الحالات التي تم ضبطها ضمن قصبة العاصمة حوالي 35 حالة كانت منها حالات توقيف كما تم ضبط ست حالات في لواء القويسمة خلال الاسابيع الثلاثة الماضية.
وقال متصرف لواء ماركا انه بعد تكثيف الحملات على مناطق تواجد المدارس تم ضبط ست حالات حيث تم ربط "المتحرشين" بكفالات عدلية ومالية مشيرا الى ان هناك صعوبة في بعض الحالات ومنها ما يتعلق بالاحداث حيث لاتوجد صلاحية بربطهم بكفالات او توقيفهم مبينا انه يتم اخذ الكفالات لهم من اولياء امورهم بكفالة مالية لاتقل عن 15 الف دينار.
ويوضح أحد المحامين الذي فضل عدم الكشف عن هويته أنه رغم وجود قوانين تعاقب على التحرش ، فإن المتحرش بهن يواجهن عقبات كبيرة ، من بينها وسائل إثبات حالة التحرش كوجود الشهود كون التحرش غالبا ما يتم في اماكن محددة.
ويضيف أن ما يزيد من صعوبة الموضوع كون المقدمين على التحرش غالبا ما يعمدون إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة من أجل محو أي آثار للجرم المقبلين على ارتكابه.