اكتُشف وجه إبليس بابتسامته الساخرة مخفيا في جدارية للفنان الايطالي القروسطي جيوتو بعدما خدع انظار الخبراء والزوار اكثر من 700 سنة في كنيسة القديس فرنسيس في مدينة اسيسي الايطالية. ولم تُكتشف صورة إبليس حتى الآن لأن الفنان برع في تمويهها بين ثنايا سحابة بحيث لا تكون مرئية من مستوى الأرض.
ويعود اكتشاف وجه ابليس في الجدارية التي تصور موت القديس فرنسيس الى الخبيرة في فن القرون الوسطى والمختصة بحياة القديس كيارا فروغوني. وقالت فروغوني في وصف الوجه بأنه "بورتريه قوية بأنف معقوف وعينين غائرتين وقرنين داكنين".
وقالت فروغوني ان مغزى الصورة ما زال يتطلب مزيدا من البحث مشيرة الى ان الناس في القرون الوسطى كانوا يعتقدون ان الشياطين تعيش في السماء وانها يمكن ان تعيق صعود ارواح البشر الى بارئها.
ولاحظت فروغوني انه كان يُعتقد ان أول فنان استخدم السحب بهذه الطريقة هو اندريا مانتينيا بلوحة تصور القديس سبستيان رسمها في عام 1460 وفيها سحابة في السماء يطل منها فارس على صهوة جواد. ولكننا الآن نعرف ان جيوتو كان أول من استخدم هذه الطريقة.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن سيرجيو فوسيتي مسؤول قسم الترميم في كنيسة القديس فرنسيس ان وجه ابليس ربما كان يراد به النيل من شخص اختصم معه الفنان.
وقال الخبير كلوديو سيتريناتي المختص بتاريخ الفن انه لم يكن غريبا على فناني عصر النهضة ان يضمِّنوا اعمالهم معاني خفية. واضاف ان اللوحات كانت ذات وجهين ، وجه ظاهر وآخر باطن.
وكان ملايين الزوار والسائحين مروا على الجدارية في كنيسة القديس فرنسيس في اسيسي منذ ان رسمها الفنان في القرن الثالث عشر دون ان يلحظ احد منهم وجه ابليس. ولم يُكتشف ابليس إلا خلال ترميم الجدارية التي كانت اللوحة العشرين في سلسلة صور تمثل حياة القديس فرنسيس وموته انجزها الفنان جيوتو.
وكان جيوتو دي بوندوني المولود قرب ميلانو في اواخر القرون الوسطى من أهم فناني الفترة الأولى من عصر النهضة. ومن بين اشهر اعماله سلسلة جداريات في بادوا وجداريات وقطع محرابية في سانتا كروتشي في فلورنسا ولوحة لمريم العذراء معروضة في احد متاحف فلورنسا.