زار قداسة البابا بندكت السادس عشر اليوم السبت مسجد الملك الحسين بن طلال. وكان في استقبال قداسته سمو الأمير غازي بن محمد الممثل الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك.
ويلتقي قداسته في حرم المسجد شخصيات دينية إسلامية وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات الأردنية وعددا من الإعلاميين والمدعوين.
والقى سمو الامير غازي بن محمد الممثل الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك كلمة امام قداسة البابا والحضور فيما يلي نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين، السلام عليكم،
باكس فوبس،
بمناسبة هذه الزيارة التاريخية إلى مسجد الملك الحسين بن طلال هنا في عمّان، أرحب بقداستكم، البابا بندكت السادس عشر بأربع طرق.
اولاً، أرحب بكم كمسلم، لأننا ندرك بأن القصد من هذه الزيارة أن تكون بادرة حسن نية واحترام متبادل من الزعيم الروحي الأعلى والحَبر الأعظم لأكبر طائفة من أتباع أكبر دين عددا في العالم إلى ثاني أكبر دين عددا في العالم. وفي الواقع، فإن المسيحيين والمسلمين معاً يشكلون ما يزيد على 55 بالمئة من سكان العالم، وتكمن أهمية هذه الزيارة في أنّها المرة الثالثة فقط في التاريخ التي يقوم بها بابا جالس على السدّة البابوية بزيارة مسجدٍ؛ فقد كانت الزيارة الأولى التي قام بها سلف قداستكم البابا المحبوب يوحنا بولس الثاني إلى المسجد الأموي التاريخي في دمشق (الذي يضم الرأس الشريف لسيدنا يحيى،عليه السلام)، عام 2001، وكانت الثانية الزيارة التي قمتم قداستكم بها عام 2006 الى المسجد الأزرق الرائع الذي بناه السلطان أحمد في اسطنبول.
إن هذا المسجد الجميل الذي يحمل اسم الملك الحسين هنا في عمّان، هو مسجد الدولة الرسمي، وقد بُني بإشراف شخصي مباشر من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، ليكون عنوان محبة لذكرى المغفور له بإذن الله، والده الملك الحسين المعظم، رحمه الله وطيّب ثراه.
ولذلك، فهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يزور فيها البابا مسجداً جديداً. ومن هنا، فإننا نرى في هذه الزيارة رسالةً واضحةً عن ضرورة الوئام والانسجام ما بين الأديان والاحترام المتبادل في العالم المعاصر، وبرهاناً ملموساً على استعداد قداستكم للقيام بدور قيادي في هذا.
وتبدو هذه البادرة أكثر روعةً حين نأخذ بعين الاعتبار أن زيارة قداستكم هذه إلى الأردن هي في المكان الأول حج روحي إلى الأراضي المسيحية المقدسة (وبصورة خاصة لموقع عماد السيد المسيح، عليه السلام، في بيت عنيا شرق الأردن) (سِفر يوحنا 1:28 وسِفر يوحنا 3:26)، ومع ذلك خصصتم الوقت في برنامج زيارتكم المكثّف المُضني - وهو مضنٍ لأي فرد مهما كان عمره - لزيارة مسجد الملك الحسين تكريماً للمسلمين.
وعليّ أيضاً أن أعرب عن الشكر لقداستكم على "الندم" الذي عبّرتم عنه بعد المحاضرة التي ألقيتموها في ريجنسبيرغ في 13 أيلول 2006 م، على الإيذاء الذي سببته هذه المحاضرة لمشاعر المسلمين. وبالطبع، فإن المسلمين يعرفون أنه ليس هناك من قول أو فعل في هذا العالم يمكن أن يسبب أيّ أذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو مع،ــ كما تشير كلماته الأخيرة لنا، الرفيق الأعلى - الله سبحانه وتعالى - في الجنة. ولكن مشاعر المسلمين تأذّت بسبب حبّهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِم"ْ . (سورة الأحزاب، 33:6) ومن هنا، فإن المسلمين قدّروا بصورة خاصة التوضيح الذي صدر عن الفاتيكان بأن ما قيل في المحاضرة التي ألقيت في ريجنسبيرغ لا يعكس رأي قداستكم الشخصي، وأنّه كان مجرّد اقتباس من محاضرة أكاديمية.
إضافة إلى ذلك من الواضح تماماً بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يحبّه المسلمون ويقتدون بسنّته، ويعرفونه كحقيقة حيّة ووجود روحي، مختلف تماماً وكاملاً عن الصورة التي تُرسَم له تاريخياً في الغرب منذ أيام القدّيس يوحنا الدمشقي. فهذه التصويرات المشوَهة من قِبَل أولئك الذين يجهلون اللغة العربية أو القرآن الكريم والحديث الشريف، أو لا يفقهون السياق التاريخي والثقافي لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم - ومن ثمّ يسيئون فهم النية والمقاصد الروحية وراء أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله الشريفة - وهي المسؤولة، لسوء الحظ، عن الكثير من التوتر التاريخي والثقافي بين المسيحيين والمسلمين. ولذلك إنّه من واجب المسلمين أن يتصدّوا لتوضيح قدوة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل كلّ شيء من خلال أفعال فاضلة ومُحسِنة وتقية وخيّرة مستذكرين بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان " لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (سورة القلم، 68:4). وقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (سورة الأحزاب، 33:21)
وأخيراً، يتوجب عليّ أيضاً أن أشكر قداستكم على العديد من البوادر الودية والأعمال الكريمة الأخرى تجاه المسلمين منذ اعتلائكم سدّة البابوية عام 2005 - بما في ذلك استقبالكم بكل الإجلال صاحبَي الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية في عام 2005، والملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، خادم الحرمين الشريفين، في عام 2008.
وبصورة خاصة أشكر قداستكم على استقبالكم الحار للرسالة التاريخية المفتوحة "كلمة سَواء بيننا وبينكم"، والتي وجهها 138 من العلماء المسلمين المرموقين عالمياً (والذين تستمر أعدادهم في الازدياد حتى يومنا هذا) إلى قادة المسيحيين في العالم في 13 تشرين الأول 2007 م.
وانطلاقاً من هذه المبادرة - والتي أقرّت، بناء على القرآن الكريم والتوراة والإنجيل، أنّ من أعظم قيمتين في الدين الإسلامي والدين المسيحي حبّ الله وحبّ الجار - قام الفاتيكان وبتوجيهكم الشخصي، بعقد أول ندوة للمنتدى الإسلامي - الكاثوليكي العالمي بين 4-6 تشرين الثاني 2008 م.
وسنعمل قريباً، بمشيئة الله، مع نيافة الكاردينال توران القدير على متابعة العمل الذي انطلق في هذا الاجتماع، ولكن سأكتفي الآن بأن أقتبس وأردد كلماتك التي وردت في الخطاب الذي ألقيتموه قداستكم بمناسبة انتهاء الندوة، فقد قلتم: "إن الموضوع الذي اخترتموه لاجتماعكم - وهو حبّ الله وحبّ الجار: كرامة الإنسان والاحترام المتبادل - مهم بصورة خاصة.
وقد أخِذ من الرسالة المفتوحة، التي تعتبر حبّ الله وحبّ الجار قلب كلّ من الإسلام والمسيحية. وهذا الموضوع يسلّط الضوء بدرجة أكبر من الوضوح على الأسس اللاهوتية والروحية للتعاليم الأساسية لدينَينا . وأنا واعٍ تماماً بأنّ لكلّ من المسلمين والمسيحيين نهجاً مختلفاً في الأمور المتعلقة بالله تعالى. ومع ذلك فيمكننا أن نعبد، وعلينا أن نعبد، الله الواحد الذي خلقنا والذي يعبأ بكل واحد منّا في جميع أركان العالم .
إنّ هناك ميداناً عظيماً واسعاً يمكننا أن نعمل فيه معاً في الدفاع عن القيم الأخلاقية التي تشكّل جزءاً من تراثنا المشترك، وفي الترويج لهذه القيم . والآن تَرِد على قلبي آيات الله سبحانه و تعالى: "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ" (سورة آل عمران، 3: 113 - 115). وكذلك قوله تعالى: " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" (سورة المائدة، 5: 82)
ثانياً، كهاشميّ، من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أرحب بقداستكم في هذا المسجد في الأردن مستذكراً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحّب بجيرانه مسيحيي نجران في المدينة ودعاهم للصلاة في مسجده، الأمر الذي فعلوه في وئام من دون أن يساوم أحد الطرفين على عقائده. وهذه أيضاً عبرة ثمينة يحتاج العالم إلى أن يتذكرها.
ثالثاً، كعربي - ومن أحفاد إسماعيل عليه السلام والذي تقول التوراة عنه إن الله سوف يجعل منه أمّة عظيمة (سِفر التكوين، 21:18) وكان الله معــه (سِفر التكوين 21:20) - أرحب بقداستكم. فمن أبرز فضائل العرب - والذين تعايشوا مع مناخ يعتبر من أقسى ما في العالم وأشدّها حرارة - يعرفون بانهم مِضيافون.
حسن الضيافة وليدة الكرم وتدرك حاجات الجار وتعتبر البعيدين أو الذين أتوا من بعيد جيراناً أيضاً، وأكّد الله سبحانه وتعالى هذه الفضيلة في القرآن الكريم: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا " (سورة النساء، 4: 36).
إنّ حسن الضيافة العربية لا تعني حبّ المساعدة والعطاء فحسب بل وكرَم النفس أيضاً بأن يتحلى المرء بالكرم في روحه وبالتالي يتسم بروح التقدير.
خلال زيارة قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى الأردن في عام 2000، كنت أعمل مع العشائر الأردنية وكان قد قال بعضهم إنهم يعزّون البابا الراحل وحين سُئلوا لِمَ يعزّونه وهو مسيحي وهم مسلمون، أجابوا: "لأنه زارنا".
وكما هو الحال مع قداستكم كان من السهل على البابا الراحل يوحنا بولس الثاني أن يذهب إلى إسرائيل وفلسطين فقط ولكنه اختار أن يبدأ حجه بزيارة إلى الأردن، وهو أمر نقدّره.
رابعاً وآخراً، أقدم لقداستكم الترحيب كأردني.
في الأردن الجميع متساوون أمام القانون بصرف النظر عن الديانة أو العِرق أو الأصل أو الجنس، والذين يعملون في الحكومة عليهم خدمة كل مَن في البلاد بشكل عادل ورؤوف.
كان هذا الحذو الشخصي والرسالة الخاصة للملك الراحل الحسين مدى حكمه الذي دام سبعة وأربعين عاماً حيث أحبّ كل مَن في البلاد كحبه لأبنائه.
كما أنها رسالة نجله، جلالة الملك عبد الله الثاني.
فهدف حياة جلالة الملك عبد الله الثاني وهدف حكمه هو أن يجعل حياة كل أردني - حياة كل إنسان - حياة كريمة وطيّبة وسعيدة قدر المستطاع مع شحّ موارد الأردن.
اليوم، خُصص للمسيحيين بموجب القانون، 8% من مقاعد البرلمان كما خصصت لهم حصص مشابهة في كل مستويات الحكومة والمجتمع - مع أنّ أعدادهم أقلّ من ذلك في الواقع - هذا بالإضافة إلى قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بهم والمحاكم الكنَسية.
والدولة تقوم بحماية ورعاية الأماكن المقدسة لدى المسيحيين ومؤسساتهم التعليمية التي تعمل ضمن إطار القانون واحتياجاتهم الأخرى - وقداستكم قد رأيتم هذا شخصياً في جامعة مادبا الكاثوليكية الجديدة وهو ما سترونه إن شاء الله في الكاتدرائية الكاثوليكية الجديدة وكنيسة الروم الكاثوليك الجديدة في موقع المغطس .
وهكذا فإن أحوال المسيحيين تزدهر اليوم في الأردن كما كان حالهم على مدى الألفَي سنة الأخيرة ويعيشون في سلام ووئام، وعلاقاتهم مع جيرانهم المسلمين علاقات أخوية حقيقية تتسم بالنوايا الطيبة.
وبالطبع يعود هذا جزئياً إلى أن المسيحيين كانوا يُشكّلون نسبة أكبر عدداً في الأردن ولكن تراجُع معدلات الولادة لدى المسيحيين وارتفاع مستويات التعليم والرخاء الاقتصادي (الأمرين اللذين يجعلانهم مطلوبين للعمل في الغرب) أدى إلى تراجع أعدادهم.
وتزدهر أحوال المسيحيين في الأردن اليوم أيضاً لأن الأردن يذكر بالتقدير أن المسيحيين كانوا موجودين على أرض الأردن قبل المسلمين بستمائة عام.
ولعل المسيحيين الأردنيين أقدم مجتمع مسيحي في العالم - ولطالما كانت الأغلبية من الأرثوذكس الذين يتبعون البطريركية الأرثوذكسية في القدس في الأراضي المقدسة - وكما تعرف قداستكم أنّها كنيسة القدّيس يعقوب والتي تأسست أثناء حياة المسيح عليه السلام .
كثير منهم ينحدرون من الغساسنة واللخميين وهما قبيلتان عربيتان قديمتان. وعلى مرّ التاريخ شارك المسيحيون مصير وصعاب زملائهم المسلمين.
وفي عام 630 م، أثناء حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انضم المسيحيون إلى جيش الرسول صلى الله عليه وسلم ، (بقيادة ابنه بالتبني زيد بن الحارثة رضي الله عنه وابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه) ضدّ الجيش البيزنطي المكوّن من أخوانهم من المسيحيين الأرثوذكس في معركة مؤتة (وهو بسبب هذه المعركة حظوا باسمهم القَبَلي "العزيزات" ومعناها "التعزيزات") - وبطريرك اللاتين فؤاد الطوال ينحدر من هذه القبائل)؛ وفي 1099 م ذبحوا وهم واقفون مع رفاقهم المسلمين على يدّ الصليبيين الكاثوليك حين سقطت القدس؛ ومن 1916 - 1918 م أثناء الثورة العربية الكبرى وقف المسيحيون مع رفاقهم العرب المسلمين وحاربوا المسلمين الأتراك؛ وبعد ذلك شارك المسيحيون رفاقهم المسلمين فترة الوهن التي دامت عدة عقود تحت الانتداب البروتستنتي الاستعماري؛ وفي الحروب العربية الإسرائيلية في 1948، 1967 و1968 حارب المسيحيون إلى جانب رفاقهم العرب المسلمين ضد خصومهم اليهود.
لطالما دافع المسيحيون عن الأردن ولطالما ساعدوا في بنائه بروح وطنية وبلا كلل ولعبوا أدواراً قيادية في مجالات التعليم والصحة والتجارة والسياحة والزراعة والعلوم والثقافة والرياضة والكثير غيرها.
وكل هذا لنقول إنه في الوقت الذي تراهم فيه قداستكم على أنهم أخوانك المسيحيين فإننا نعرفهم على أنهم أخواننا الأردنيين وهم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن تماماً مثل الأرض نفسها.
نأمل أن تكون هذه الروح الأردنية الفريدة للوئام والانسجام بين الدينَين المسلم والمسيحي وحبّ الخير والاحترام المتبادل مثالاً يحتذى للعالم أجمع وأن تأخذها قداستكم إلى أماكن مثل منداناو ومناطق جنوب الصحراء في أفريقيا حيث تعاني الأقليات المسلمة في ظل الأغلبية المسيحية، وإلى أماكن أخرى حيث العكس صحيح.
ومثلما نرحب بقداستكم بأربع طرق فإننا نستقبلكم بأربع صفات: أولاً، نستقبل قداستكم بصفتكم الزعيم الروحي والحَبر الأعظم وخليفة القدّيس بطرس لـ 1،1 مليار كاثوليكي هم جيران للمسلمين في كل مكان في العالم والذين نحييهم من خلال استقبالنا لكم.
وثانياً، نستقبل قداستكم بصفتكم البابا بندكت السادس عشر بشكل خاص الذي اتسم عهده بالشجاعة الأخلاقية لفعل وقول ما يمليه عليه ضميره بصرف النظر عمّا هو شائع في العالم، هذا بالإضافة إلى أن قداستكم عالِم لاهوتي مسيحي فذّ أصدر منشورات بابوية تاريخية عن فضيلتين كبريين جميلتين هما الرحمة والرجاء ، وقد سهّلْت قداستك مرة أخرى القدّاس اللاتيني التقليدي لأولئك الذين اختاروه لصلاتهم.
وفي الوقت نفسه فقد جعلت قداستك الحوار الديني الداخلي والحوار بين الأديان من أولويات حكمكم وذلك من أجل نشر التفاهم والنوايا الحسنة بين الناس في العالم أجمع.
وثالثاً، فإننا نستقبل قداستكم كرئيس دولة هو في الوقت ذاته قائد عالمي رائد في قضايا الأخلاق والقيم والبيئة والسلام والكرامة الإنسانية وتخفيف حدّة الفقر والمعاناة وحتى الأزمة المالية العالمية.
ورابعاً وأخيراً، فإننا نستقبل قداستكم كحاج بسيط من أجل السلام، يأتي بتواضع ورقّة ليصلّي حيث صلّى السيد المسيح عليه السلام، وعُمّد وبدأ رسالته قبل ألفَي عام.
فأهلاً بكم في الأردن، قداسة البابا بندكت السادس عشر.
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :" سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (182) (سورة الصافات، 37: 180-182).
والقى قداسة البابا كلمة اعرب فيها عن شكره للامير غازي بن محمد على كلمته الترحيبية وقال " ان مبادراتكم العديدة يا صاحب السمو الهادفة الى تعزيز الحوار بين الاديان والثقافات تحظى بتقدير مواطني المملكة الاردنية الهاشمية واحترام الاسرة الدولية.
وقال اعلم ان هذه الجهود تلقى دعم باقي افراد العائلة المالكة والحكومة وتترك اصداء كبيرة من خلال مبادرات التعاون العديدة بين الاردنيين .
واعرب قداسته عن اعجابه بمسجد الملك الحسين بن طلال ،مشيرا الى ان اماكن العبادة شانها شأن مسجد الحسين الذي يحمل اسم الملك الراحل تنتصب كدرر على سطح الارض ،من البناء القديم الى الحديث ومن المتواضع الى الرائع ينسبها الكل الى الاله المتسامي العالي القدير .
وقال لقد اجتذبت هذه المعابد عبر القرون رجالا ونساء وتوقفوا فيها للصلاة ،وكذلك ايضا الاقرار بكوننا جميعا خلق الله ،ولهذا السبب لا يمكننا الا ان نعبر عن قلقنا امام من يدعي اليوم ان الدين فشل ان يكون بدافع طبيعته باني الوحدة والتجانس وتعبيرا عن الاتحاد بين الخلق والخالق والله .
وكان قداسته اعلن في موقع كنيسة الصياغة على جبل نبو غربي مدينة مأدبا عن بدء رحلة حجه المسيحي الى الارض المقدسة، قائلا "ان هذا الموقع يدعونا كي نرفع اعيننا ونعانق بامتنان لا لـ (آيات) الله الرائعة في الماضي فحسب، بل لنتطلع بإيمان ورجاء نحو المستقبل الذي أعده الله لنا وللعالم اجمع".
وشارك قداسته في صلاة الترجية التي اقيمت داخل كنيسة الصياغة التي يعود تاريخها الى القرون المسيحية الاولى واعيد ترميمها لاقامة صلوات خاصة فيها.
وفي خطبة القاها عقب انتهاء الصلاة، قال قداسته ان الله دعانا مثل موسى "للخروج من الخطيئة والعبودية والعبور الى الحياة والحرية"، مضيفا ان "وعدا صادقا اعطي لنا بان يقود الله مسيرتنا".
وعدد قداسته في الخطبة الاحداث المسيحية الكبرى التي جرت على الارض الاردنية، حيث بدأ السيد المسيح رسالته من نهر الاردن عندما عمد على يد يوحنا المعمدان الذي جاء الى شرق الاردن ليعد الطريق لمجيء المسيح.
وشكر قداسته رهبنة الاخوة الاصاغر ورئيسها العام الاب خوسيه رودريغيز كيربالو الذي ألقى كلمة ترحيبية بقداسته، مقدما شكره كذلك الى رهبان حراسة الارض المقدسة على عملهم في هذا المكان والحفاظ عليه.
ويعتبر جبل نبو أحد مواقع الحج المسيحي الخمسة في الاردن التي اعتمدها الفاتيكان رسميا في مطلع الالفية الثالثة وزار بعضها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
وهذه المواقع هي جبل نبو والمغطس ومكاور ومأدبا ومار الياس.
وحضر الصلاة بمعية قداسته رؤساء الطوائف المسيحية وممثلون عن كافة الطوائف وعن بعض البعثات الدبلوماسية ووزيرة السياحة والاثار مها الخطيب ورئيس لجنة السياحة في مجلس الاعيان العين عقل بلتاجي ومدير هيئة تنشيط السياحة نايف الفايز ورئيس بلدية مأدبا وعدد من وجهائها، حيث كان طابع الزيارة دينيا وليس رسميا او شعبيا.
وفي ساحة كنيسة الصياغة وامام نصب الافعى المعدنية جال قداسته بنظره في وادي الاردن وبارك المكان.
من جانب اخر، قالت وزيرة السياحة والاثار مها الخطيب إلى (بترا) ان زيارة قداسة البابا سلطت الضوء على مواقع مهمة جدا في المملكة، مضيفة ان علينا الان ان نستثمر الزيارة في تعزيز فكرة الحج المسيحي الى الاراضي المقدسة في الاردن المعتمدة رسميا من الفاتيكان.
وأشارت الى أن الوزارة تنسق حاليا مع بعض وكالات السياحة العالمية لاستثمار الزيارة البابوية للسياحة الدينية.
البابا يبارك وضع حجر الاساس لجامعة مأدبا
وبارك قداسة البابا بندكت السادس عشر اليوم السبت وضع حجر الاساس لجامعة مادبا التابعة للبطريركية اللاتينية.واشاد قداسته في كلمة له بالجهود التي يبذلها الاردن في سبيل النهوض بقطاع التعليم .
وقال "انه لفرح كبير لي ان ابارك حجر الاساس لجامعة مادبا واشكر غبطة البطريرك فؤاد طوال ، بطريرك القدس اللاتين، على كلماته اللطيفة واود ان اوجه تحية تقدير خاصة للبطريرك ميشيل صباح على مبادرته وجهوده الى جانب الاسقف سليم الصايغ في هذا الاتجاه واحيي ايضا السلطات المدنية والاساقفة والكهنة والرهبان والمؤمنين وجميع الذين يرافقوننا في هذا الاحتفال المهم".
واضاف" لقد اولت المملكة الاردنية الهاشمية اهتماما لتوسيع وتحسين التربية ،وان لجلالة الملكة رانيا دورا ناشطا في هذه المهمة النبيلة، فكان التزامها دافع وحي لكثيرين ،واني اذ احيي جهود الاشخاص ذوي الارادة الطيبة الملتزمين في مجال التربية ،اعبر عن ارتياحي للمشاركة المؤهلة والخيرية للمؤسسات المسيحية في اطار هذا الجهد الشامل وهذا ما حمل الكنيسة الكاثوليكية بدعم من السلطات الاردنية على بذل جهودها لانماء التربية الجامعية في هذا البلد وفي اماكن اخرى".
وقال ان هذه المبادرة تتجاوب ايضا مع مطالب اسر كثيرة اعربت عن ارتياحها للتهيئة المقدمة في المدارس التي تشرف عليها السلطات الدينية ،على امل اتخاذ مبادرة مماثلة على مستوى الجامعة.
واضاف ان جامعة مادبا ستاخذ بعين الاعتبار ثلاثة اهداف مهمة اولاها تنمية المواهب والميول النبيلة للاجيال اللاحقة من الطلبة وتهيئتهم لخدمة جماعة اكبر وتحسين مستوى حياتها ونقل المعرفة وغرس محبة الحقيقة في قلوب الطلبة بما ينمي تمسكهم بالقيم السليمة وبحريتهم الشخصية.
واضاف ان هذه التهيئة الفكرية ستصقل مواهبهم وتزيل الجهل والاحكام المسبقة وتساعدهم في كسر قيود الايديولوجيات القديمة والجديدة وان حصيلة هذه العملية ستكون جامعة ليست فقط كمنصة لترسيخ التمسك بالحقيقة وبقيم ثقافة معينة وانما ايضا ملتقى للتفاهم والحوار بين شباب الاردن والطلاب الاخرين في المنطقة، وانهم اذ يكتسبون هذا الارث الثقافي سيكون بوسعهم توسيع فضاء معرفة المكاسب الثقافية للبشرية ويتزودون بوجهات نظر اخرى توصلهم الى التفاهم والمسامحة والسلام.
واضاف قداسته ان هذا النمط الواسع للتربية هو ما ننتظره من المؤسسات التربوية العليا واطارها الثقافي اكان علمانيا ام دينيا.
وقال ان الايمان بالله لا يلغي البحث عن الحقيقة بل بالعكس يشجع على البحث عنها.
فالقديس بولس حث المسيحيين الاوائل على فتح قلوبهم لكل ما "هو حق وشريف وعادل وخالص ومستحب وطيب الذكر وما كان فضيلة واهلا للمدح " ( فيليبي 4،8).
واضاف " من البديهي ان الدين شان العلم والتكنولوجيا والفلسفة،وكل تعبير عن بحثنا عن الحقيقة قد يفقد من معناه ويتعرض للتشويه حين يضطر الى خدمة الجهل والاحكام المسبقة والاحتقار والعنف والافراط ، وهنا لا نرى فقط التضليل بل ايضا افساد حرية الانسان وانكماش العقل وتشويشه.
وتابع انه عندما نسعى الى انماء التربية انما نعلن ثقتنا بعطية الحرية "وقد يتصلب القلب البشري بدافع بيئة ضيقة ومصالح وعواطف ،لكن كل شخص مدعو ايضا الى الحكمة والكمال والى الاختيار بين الخير والشر وبين الحقيقة وعدم الاخلاص ولابد من دعمه في هذا الاتجاه".
وقال ان الدعوة الى الكمال الاخلاقي يدركها الشخص المؤمن لان اله الحقيقية والمحبة والجمال لا يمكن خدمته بطريقة اخرى ،وان الايمان الناضج بالله يساعد على توجيه الانجازات والتطبيق العادل للمعرفة ،فيما يقدم العلم والتكنولوجيا للمجتمع منافع استثنائية اللذان حسنا بشكل ملحوظ نوعية حياة البشر .
وهذا هو رجاء من يعمل لانماء هذه الجامعة وشعارها الحكمة والعلم وفي الوقت نفسه فان للعلوم حدودها اذ انها عاجزة عن اعطاء جواب على كل المسائل المتعلقة بالانسان ووجوده.
من جانبه القى بطريرك القدس اللاتين فؤاد الطوال كلمة اكد فيها على الدعم والتشجيع الذي يلقاه قطاع التعليم في الاردن من جلالة الملك عبدالله الثاني، مثلما اكد اهمية الدور الذي ستلعبه جامعة مادبا التي بارك قداسة الباب حجر الاساس لها اليوم في تنمية المجتمع المحلي وصقل ابناء الاردن بالعلم والمعرفة والحد من البطالة.
وقال ان جامعة مادبا لن تخدم فقط الاغراض الانسانية والفكرية "ولكن نتطلع لتكون منتدى حيا للانفتاح والحوار حيث ستوفر الجامعة الحكمة والمعرفة في جو من الحوار الحي والتعايش وتبادل الخبرات وتكرس حبنا للاردن".
واضاف ان الجامعة ستكون منارة للعلم والتعايش السلمي بين كافة شعوب هذه الارض، مشيرا الى الجهود التي تبذلها البطريريكية اللاتينية في العطاء والعمل الريادي والانساني في الاردن.
يذكر ان الجامعة تضم 34 تخصصا تدرس في سبع كليات في تخصصات التجارة والعلوم المالية والهندسة والعلوم الصحية وتكنولوجيا المعلومات والعلوم واللغات والاتصالات والفنون والتصميم.
ويشرف على الجامعة التي تقدر قدرتها الاستيعابية بحوالي ثمانية الاف طالب 500 موظف اكاديمي وفني و 350 موظفا اداريا ومساعدا.
وتشتمل المرحلة الاولى من مشروع مبنى الجامعة بمساحة 35 الف متر مربع انشاء مبان لكليتي التجارة والعلوم المالية بالاضافة الى المرافق الاكاديمية واخرى رياضية وعامة واشغال البنية التحتية الاساسية الضرورية لتشغيل الجامعة.
اما المرحلتان الثانية والثالثة فتشمل مبان للكليات الخمس المتبقية بالاضافة الى مبنى الادارة والمكتبة والمسرح ومركز المؤتمرات بمساحة اجمالية تقدر بحوالي 80 الف متر مربع.
وتقدم الجامعة التي ستعتمد اللغة الانجليزية في التدريس خدمات تعليمية مبنية على اسس التسامح والاحترام المتبادل والثبات الاخلاقي والاستقامة بما يعود بالفائدة على سكان المنطقة .
استقبال شعبي مهيب للبابا في مأدبا
وسلك موكب قداسة البابا بندكت السادس عشر طرقات مدينة مأدبا حيث اصطف الالاف من أبناء الأردن وضيوفه في استقبال شعبي مهيب للترحيب بمقدم قداسته في اطار زيارته الى الاراضي المقدسة في الاردن.
ورفعت الحشود التي امت المكان منذ ساعات مساء الجمعة وصباح اليوم السبت صور جلالة الملك وقداسة البابا.
واحتشد رؤساء الطوائف المسيحية وبطاركة الشرق من فلسطين ولبنان والأراضي العربية المحتلة عام 1948 ومواطنون من الدول العربية والاجنبية جنبا الى جنب مع سكان المدينة التي زينت ميادينها العامة وطرقها ، كما وزعت الحلوى وباقات الزهور.
وعبر مواطنو المدينة عن اعتزازهم بالزيارة البابوية لمدينتهم ووصفوها بـ"التاريخية والنوعية والدينية".وقال العين مشيل حمارنة ان زيارة البابا للأردن تاريخية بكل معاني الكلمة وتؤكد ان المدينة جزء أساسي من الأراضي الدينية المقدسة في الأردن، لافتا الى إن وضع حجر الأساس لجامعة مأدبا الحاضة أمر عظيم وستتذكره الأجيال المقبلة على مر السنين وستكون مفخرة للعرب والأردنيين في بلدنا "الذي لم يعرف يوما التفرقة بين الأجناس والأديان".
واعتبر عضو المجلس الاستشاري في محافظة مأدبا المحامي اكثم حدادين زيارة قداسة البابا إلى الأردن تاريخية ونوعية دينية ، وتساعد في إرساء قيم المحبة والإخوة الإنسانية والسلام في المنطقة ، مشيرا الى ان السياسة الأردنية الثابتة التي ينتهجها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني جعلت الأردن من اولى دول المنطقة في الاعتدال والعيش المشترك والتي انطلقت منها رسالة عمان.
وقال الدكتور عبد الرحيم فلاح الازايدة ان مشاركته كمسلم في استقبال البابا تجسيد عملي وحقيقي للصورة الراسخة في الأردن والتي تجمع ولا تفرق على نهج الثورة العربية الكبرى، ثورة العمل والحق والإنسانية.
واكد نائب البطريرك لطائفة الروم الارثوذكس الارشمندت الكندوس في مأدبا إن زيارة البابا إلى الاردن لها مكانة مهمة على الخريطة السياحية والدينية العالمية وتذكرنا دائما برحلة الحج المسيحي الأولى مرورا بالأراضي المقدسة في الأردن إلى مدينة القدس الشريف لافتا إلى ان الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حققت نجاحات كبيرة وغير مسبوقة في مجال التعايش الديني الإسلامي المسيحي.
وأضاف "حان الوقت إلى المصالحة التاريخية بين المسيحية الغربية والإسلام مشيدا بالتعايش بين المسلمين والمسيحيين الذي كرس منذ قرون " متعاونين ومتجاورين اخوة بكل معاني الكلمة".
وقال الدكتور ابراهيم الشوابكة إن ما نعيشه اليوم يؤكد حكمة وقوة سياسة قيادتنا الهاشمية الرشيدة واعتدالها في مخاطبة العالم والتي وضعت الأردن على الخارطة العالمية للسياحية الدينية بما يحتويه من أماكن دينية مقدسة إسلامية ومسيحية بالإضافة إلى الإرث الأثري التاريخي، معتبرا ان زيارة البابا تفتح أبوابا جديدة في السياحية الدينية للأراضي المقدسة في الأردن ولها ايجابيات في تحسين الاقتصادي الوطني.
وقال رئيس مجلس أمناء جامعة الدارسات العليا بالإنابة يعقوب ناصر ان المشاركة في استقبال البابا في زيارته التاريخية إلى المواقع الدينية تظهر عمق العلاقات الأخوية الإسلامية المسيحية في اردن الخير والإنسانية داعيا كل أصحاب القلوب الإنسانية في العالم الحر للعمل سويا من اجل إحلال السلام العادل في المنطقة حتى تعيش شعوب المنطقة بسلام حقيقي.
من جانبها، قالت الناشطة في العمل الاجتماعي النسائي تريز حدادين "طوبى للأردن وقيادته الهاشمية الماجدة على نهجها في تعزيز وترسيخ القيم الأصيلة في التسامح الديني"، مطالبة قداسة البابا دعم السياسية الأردنية الداعية إلى السلام العادل والشامل في المنطقة .
وقالت السائحة الفرنسية جاك افرام ان ما شاهدته اليوم في الأردن ومأدبا يبعث على السعادة، لافتة الى أنها ستكون رسولا للأردن في دولتها وفي جميع الدول التي تزورها لنقل صورة العيش المحب للسلام وحالة الاستقرار في الأردن والفريدة من نوعها في منطقة الشرق الاوسط.