بدأ المخرج السينمائي جود سعيد بتصوير مشاهد فيلمه الجديد (صديقي الأخير) بتأليف مشترك مع نص الكاتب الفارس الذهبي وإنتاج المؤسسة العام للسينما وفردوس للإنتاج والتوزيع الفني.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة انتحار طبيب يقوم صديقه بكشف أسرارها بعد سنوات طويلة حيث تبدأ أحداث الفيلم بيوم رأس السنة لعام 2010 مع عودة المحقق العقيد يوسف إلى دمشق بعد عشرين عاماً من الغياب عنها ليعاود اكتشاف حياة صديقه الطبيب خالد الذي انتحر وهو شخصية محبوبة جداً وتحظى بحب الناس وتقديرهم ولديه ابنة جميلة رقيقة لكنه يعيش حياة عداء مع عائلته الغارقة في الفساد وينتحر بشكل مفاجئ ومخالف لمسيرة حياته الهانئة، وتتكشف تفاصيل قضية رحيل الطبيب مع العقيد يوسف الذي يفتح العديد من التحقيقات والشكوك بمساعدة المحقق الشاب أمجد المواكب للتكنولوجيا وعبر انكشاف الكثير من الأحداث تتراكم المواقف الإنسانية والمشاعر الحقيقية في كل دقيقة من متابعة حياة الطبيب المنتحر. وأشار سعيد إلى أن تصوير مشاهد الفيلم سوف يتركز في حارة دمشقية قديمة هي الديوانية بينما هناك مشاهد سوف يتم تصويرها في اللاذقية وأماكن أخرى حيث من المتوقع أن يستمر التصوير مدة شهرين ليدخل الفيلم بعدها في طور المونتاج ويكون جاهزاً للعرض في ربيع العام المقبل.
وقال المخرج جود سعيد لـ"إيلاف" إن ما يحمله الفيلم من عودة بالزمن وكشف حقائق قضية الانتحار تقودنا إلى إعادة اكتشاف كل ما تراكم في دمشق خلال سنوات طويلة وبالتالي فإن القضية التي تحمل خصوصية ما تقودنا لرؤية أفق عام في المدينة، وأن الفلم يبحث عن إشكالية الهوية للمواطن السوري.
ويلعب أدوار البطولة في الفيلم كل من عبد المنعم عمايري، مكسيم خليل، عبد اللطيف عبد الحميد، لورا أبو أسعد، سوسن أرشيد، فادي صبيح، جرجس جبارة، جمال العلي، مديحة كنيفاتي، مأمون الخطيب بالإضافة للفنانة التونسية عائشة بنت أحمد بدور الفتاة الفرنسية.
وتقول الفنانة لورا ابو أسعد بطلة الفلم وشريكة في إنتاجه بأنه يمكن تصنيف الفلم في خانة الأفلام الاجتماعية الحديثة والمشوقة في نفس الوقت، هي قصة علاقة تنشأ بين طبيب منتحر ومحقق على وشك التقاعد يحاول حل لغز انتحار الطبيب، وفي السياق نكتشف جوانب كثيرة لنماذج عديدة في المجتمع ،ودوري هو (سارة) حبيبة الطبيب (خالد) الذي يجسده(عبد المنعم عمايري) وهي صاحبة مجلة خاصة وتحاول مساعدة المحقق في كشف ملابسات انتحار حبيبها، وفي أثناء ذلك تصطدم بأهل حبيبها الذين يمثلون الطبقة الفاسدة في المجتمع وتحاول فضحهم مما يعرض حياتها للخطر، هي شخصية متمردة للغاية ،لكن الفيلم يحاول كشف الوجه الآخر لجميع الشخصيات التي قد نراها قاسية أو متمردة، الوجه الذي يحمل الإنسانية والطيبة.
وقال الفنان فادي صبيح المشارك في الفيلم إن هذا الفيلم يعتبر تجربة سينمائية هامة حيث تبدو شخصياته من خلال النص واقعية وتعبر عن الكثير من مشكلاتنا وقيمنا موضحاً أن مشاركته في الفيلم ستكون هامة على صعيد عمله في السينما وخاصة أنها جاءت بشكل مباشر بعد مشاركته في فيلم العاشق مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد.
يذكر أنه في رصيد المخرج سعيد فيلمان قصيران بعنوان مونولج عام 2007 ووداعا عام 2008 بالإضافة إلى فيلمه الطويل الأول مرة أخرى والذي حصل على جائزة مهرجان دمشق السينمائي 2009 كأفضل فيلم عربي طويل وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وسعيد من مواليد اللاذقية عام 1980 خريج كلية الهندسة درس السينما في فرنسا بجامعة لوميير.