يترقب عشاق الفن السابع بشوق الـ18 فيلما التي ستُعرض تباعا على مدار أماسي مهرجان الجزائر للفيلم الملتزم المستمر إلى غاية الخامس كانون الأول/ديسمبر القادم، واحتكاما إلى البرنامج العام ستكون سينماءات ستة دول حاضرة بباقة منّوعة من الأفلام الروائية والتوثيقية والموزّعة على مناحي سياسية، اقتصادية، تاريخانية وبيئية.
ويريد مهندسو مهرجان الفيلم الملتزم، إعطاء دفعة للسينما الفكرية المرافعة عن المبادئ والقيم والمنافحة عن الحقوق وسط احباطات وتعثرات الانسان الحديث، لكنّ هؤلاء على لسان "زهيرة ياحي" محافظة المهرجان ترفض أن يتم إخضاع هذا التوجه لتأويلات وقراءات سياسية أو إيديولوجية.
وبحسب إفادات حصلت عليها إيلاف، فإنّ وجوها سينمائية من أمريكا، سويسرا، فرنسا، بلجيكا، فلسطين أكّدت حضورها، في وقت جرى استبعاد الأعمال ذات الصلة بالربيع العربي بغرض عرضها برسم مهرجان وهران السينمائي في النصف الثاني من الشهر المقبل، لكن أفلاما كثيرة ستناقش الراهن الإنساني كالضياع والحرية وقيم التمرد والانفتاح، على منوال "غبار الحياة" لمخرجه الجزائري البارز "رشيد بوشارب"، و"الأرض المفقودة" و"نهاية الفقر" للمخرجين الفرنسيين "بيار إيف" و"فيليب دياز" على التوالي.
ويشير الناقد السينمائي الجزائري المخضرم "أحمد بجاوي" إلى أنّ مضامين هذه التظاهرة الأولى من نوعها، هامة للغاية في ظلّ ما يشهده الكون من تثوير وأزمات وانسداد آفاق، وتوقع بجاوي الذي يرأس المهرجان شرفيا، أن يكون للحدث شأنا أكبر مع منحه نسقا دوليا اعتبارا من العام 2012 المتزامن مع اليوبيل الفضي لاستقلال الجزائر.
وفي وقت خصّص المنظمون أيقونة خاصة بالمخرج الأمريكي المعروف "أوليفر ستون" الذي ستُعرض ثلاثة من أفلامه "القائد"، "شخص غير مرغوب فيه" و"الحدود الجنوبية"، سيتسنى استكشاف السينما الافريقية والأمريكو جنوبية من خلال فيلمي "ناميبيا" و"إكوادور"، إلى جانب سلسلة من أفلام مخرجات فلسطينيات لإبراز السينما النسوية هناك.
إلى ذلك، يقترح العدد الأول لمهرجان الفيلم الملتزم، هامشا للسينما التاريخية التحررية من خلال عرض أفلام تتناول أهم ثورتين في التاريخ الحديث ويتعلق الأمر بثورتي الجزائر والفيتنام، كما ستكون المناسبة مواتية لعرض الفيلم الوثائقي المثير للجدل "الجزائر، ديغول والقنبلة" (52 دقيقة – إنتاج 2011) لمخرجه الجزائري "العربي بن شيحة"، الذي كشف حيثيات الجريمة النووية في صحراء الجزائر قبل نصف قرن التي تسببت في مقتل 24 ألف شخص، بجانب آثارها الإشعاعية الكارثية بيئيا وصحيا.
وحرصا من عرّابي الموعد على فتح فضاءات تواصل وتبادل، سيجري تنظيم لقاءات مفتوحة مع المخرجين في سائر صباحيات المهرجان، فضلا عن نقاشات تتلو العروض، علما أنّ الحدث سيكون ذا طابع استعراضي وسيخلو من أي تنافس، خلافا لمهرجان وهران الذي سيشهد متغيرات كثيرة في طبعته الخامسة المزمعة بين 15 و22 كانون الأول/ديسمبر الداخل.