صحيفة العرّاب

الحرب العالمية الثالثة على الابواب وامريكيا بدأت من قلب روسيا

 :حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الخميس المعارضة من ان اي فلتان سيقمع "بكل الوسائل الشرعية" واتهم الولايات المتحدة بتدبير حركة الاحتجاج على الانتخابات في ما اعتبره سيناريو "فوضى". وراى المرشح الرئاسي، بوتين، ضرورة معاقبة مَن يتدخل في الحياة السياسية الروسية بإيعاز من جهات خارجية.

 اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة يوم الخميس بالتشجيع على التظاهر ضد استمراره في السلطة منذ 12 عاما وقال ان دولا أجنبية أنفقت مئات الملايين من الدولارات للتأثير على العملية الانتخابية في روسيا.

وفي أول تصريحاته العلنية عن المظاهرات اليومية التي ينظمها محتجون يقولون ان الانتخابات التي اجريت يوم الاحد كانت مزورة وغير نزيهة قال بوتين ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون شجعت "مرتزقة" من معارضي الكرملين بانتقادها للانتخابات.

وأضاف بوتين لانصاره وهو يحدد خطط حملته الانتخابية للعودة الى الرئاسة الانتخابات التي تجرى في مارس اذار أن كلينتون "حددت توجهات بعض نشطاء المعارضة وأعطتهم الاشارة واستقبلوا الاشارة وبدأوا العمل

وقال بوتين في اجتماع مجلس التنسيق لتنظيم "الجبهة الشعبية" اليوم: "نحن مُلزمون بالدفاع عن سيادتنا، وعلينا أن نفكر في تشديد العقوبة ضد مَن ينفذ مهام دول أجنبية للتأثير على العمليات السياسية الداخلية".

واضاف في اجتماع مع ممثلي حركته الجبهة الشعبية ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي انتقدت منذ الاثنين سير الانتخابات، "اعطت اشارة الانطلاق" للاحتجاجات التي جرت على نتائج الانتخابات التشريعية.

واكد ان المعارضين يتصرفون "بدعم" من واشنطن، مضيفا انهم "تلقوا الاشارة وبدعم من وزارة الخارجية بدأوا التحرك بشكل نشط".

وتابع "ندرك ان جزءا من المنظمين (التظاهرات) يتحركو وفق سيناريو معروف لكننا نعرف ايضا ان الناس لا يريدون ان يتطور الوضع كما حدث في قرغيزستان ومن فترة ليست بعيدة في اوكرانيا".

ويلمح بوتين الى الثورتين اللتين شهدتهما الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان في 2005 و2004 ورأت فيهما موسكو يدا للغرب.

وقال رجل روسيا القوي الذي يطمح الى العودة الى الكرملين في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في آذار/مارس "لا احد يريد الفوضى".

وتظاهر الاف المعارضين منذ الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد احتجاجا على نتائجها، وقامت الشرطة بتفريق التظاهرات واعتقال المئات.

واكد بوتين ان من حق المعارضة التعبير عن نفسها بما في ذلك بالتظاهر، لكنه حذر من ان اي تجاوزات ستعاقب، بحسب ما نقلت وكالات الانباء.

وقال بوتين "اذا تحرك الناس في اطار احترام القانون، فينبغي منحهم الحق في التعبير عن رايهم. اما اذا خالف احد ما القانون فيجب على قوات الامن والسلطات ان تفرض احترام القانون بكل الوسائل المشروعة".

تقرير انباء موسكو

وأورد موقع "انباء موسكو" الاربعاء التقرير التالي الذي كتبته ريما ميتا عن موجة الاحتجاجات:

امتلأت شوارع العاصمة الروسية أمس بالمحتجين الذين جسدوا بتجمعهم امتدادا للتظاهرات التي نظمت الاثنين الماضي اعتراضا على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في البلاد التي اعتبرتها المعارضة مزورة ولا تعكس واقع إرادة الشعب.

وبين صرخات "روسيا بدون بوتين" وأخرى اتهمت بوتين بالسرقة وأحيانا شعارات تقول "الثورة" تجمع أول أمس عدة آلاف من المحتجين على نتائج الانتخابات في الرابع من كانون الأول (ديسمبر) والتي انتهت بفوز الحزب الحاكم على خلفية تصريحات بشأن حالات انتهاكات وتزوير كثيرة.

وبدت نتائج الانتخابات ذات وجهين غير مرضيين سواء للحزب الحاكم أو للمعارضة.

فالمعارضة تتهم حزب "روسيا الموحدة" بتزوير النتائج وبالاستهزاء بصوت الشعب الروسي بينما يمكن القول إن النتائج كانت صفعة لـ"روسيا الموحدة" بتراجعه بنسبة كبيرة عن نتائج الانتخابات السابقة.

في الحالة التي عاشها الشارع الروسي لمدة يومين دليل على أن المشهد السياسي في روسيا لم يعد كتلة واحدة وأن الشعب أصبح "مسلحا" للدفاع عن صوته.

"سلاح" الشعب أمس وأول أمس كان الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي سمحت للمحتجين والساخطين والمعارضين بالتنظيم للتحرك وبالدعوة له وبنقل محطاته من الشارع بعد أن تعرض عدد من وسائل الإعلام المعارضة للقرصنة وأقفلت مواقعها قبل الانتخابات وخلالها.

هل ما يحل بروسيا اليوم هو ثورة أم احتجاج سيخفت أو تستأصل حنجرته؟

من حجم الحشد العسكري والأمني الذي أرسل للتمركز في وسط العاصمة الروسية أمس يبدو أن السلطة تأخذ هذا التحرك على محمل الجد حتى يمكن الذهاب إلى القول إنه يخيفها إلى حد ما.

فكيف إذا يمكن تفسير "انكباب" الشرطة على الشخصيات البارزة التي قد تترك أثرا في الحشد وبالتالي بمقدورها الإخلال بالتوازن السياسي الذي يصب حاليا لمصلحة طرف واحد حسب ما تراه الجهات المعارضة باختلاف انتماءاتها السياسية؟

ومن هذه الشخصيات اعتقل المدون الروسي ألكسي نافالني الذي نظم مدونة على غرار "ويكيليكس" هدفه منها "مكافحة الفساد"، وأحد قادة المعارضة إيليا ياشين.

أما أمس، اليوم الذي شهد آلاف المعارضين في جزء من وسط موسكو مقابل آلاف من الشباب الموالي للسلطة في الطرف الآخر، فطالت الاعتقالات رئيس حزب "يابلوكو" الروسي الذي يدعو رسميا إلى التظاهر في السابع عشر من الشهر الجاري وإلى إقالة رئيس اللجنة المركزية للانتخابات فلاديمير تشوروف. كما طالت النائب الأول الأسبق لرئيس الحكومة الروسية بوريس نيمتسوف الذي كتب اليوم على مدونه بعد أن أفرج عنه تعليقا يشير فيه إلى اعتقال أكثر من ألف مواطن روسي محتج ويتساءل ما التالي.

غير أن التالي بدا أكثر من واضح على مواقع التواصل الاجتماعي حيث بدأ التنسيق لتظاهرة يوم السبت المقبل في وسط العاصمة وأكد حوالي 10 آلاف مستخدم حضورهم إلى التجمع.

هل يعني شيئا أن يكون هذا التجمع الأكبر في تاريخ روسيا كدولة على "ساحة الثورة"؟ هل تعيش البلاد فعلا حالة من الانقلاب ومن رفض "محدلة" النظام ؟

يمكن اعتبار سخط الشعب قد بدأ كما الجنين يكبر ويتخذ شكلا مع إعلان ترشيح بوتين للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ربما بدأ المواطنون يدركون قيمة أصواتهم في صناديق الاقتراع وهم يطالبون الآن من السلطات ومن اللجان المعنية عدم الاستهزاء بها.

ربما تنضج الآن في ثنايا المعارضة الروسية ثورة من نوع آخر، ثورة تفرض على السلطة الاعتراف بالشعب وبمواقفه.

وعن هذا الاعتراف كتب نيمتسوف على مدونته:"نحن ملزمون بتغيير نتائج الانتخابات المزورة التي سرق فيها 13 مليون صوت ونحن ملزمون بإقالة ومحاكمة تشوروف".

ويلتقي نداء نيمتسوف أمس بنداء أطلقه نافالني الاثنين الماضي:" نحن أثبتنا أننا موجودون! هم يعتقدون أنهم السلطة ولكننا سنثبت لهم أننا نحن السلطة!".

أصوات قليلة تروي ما في أذهان الكثير من المواطنين الذين حسب المواقع والتعليقات يزدادون من تظاهرة إلى أخرى.

 

 

وحذر سياسين من انلاع حرب ثالثة في حال حدث اصتدام عسكري ما بين الجيش الامريكي والروسي