صدر عن "كالمان ليفي باريس" للنشر كتاب "كل الضربات مسموح بها من ميتران إلى ساركوزي" للصحافيان الفرنسيان رونو دولي وهنري فيرنيه، والذي يقع في295 صفحة من القطع المتوسط.
وبحسب جريدة "البيان" الإماراتية ، يتناول الكتاب العنف الكلامي الذي يمارسه رجال السياسة حيال خصومهم، وفي بعض الأحيان حيال أصدقائهم إذا كانوا يرون أنهم قد يشكّلون بطريقة ما، عقبة أمام تقدمهم.
وتحت عنوان "الفرسان الثلاثة" الذي اشتهر عالميا من خلال رواية "الكسندر دوما" التي تحمله يكتب المؤلفان عن الخصومات بين أربعة "الفرسان الثلاثة". وفي رواية دوما كانوا أربعة وليس ثلاثة كما يدل العنوان- عن أربعة من الساسة الفرنسيين الذين كانوا يحيطون بالرئيس السابق جاك شيراك.
وهم يضعون اليوم أنفسهم في خدمة نيكولا ساركوزي، الرئيس الحالي. الأربعة المقصودون هم: جان فرانسوا كوبيه رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم، فرانسوا باروان، كريستيان جاكوب (الوزيران)، برونو لومير مدير مكتب دومينيك دوفيلبان رئيس الوزراء الأسبق. وهؤلاء الأربعة تبادلوا الجمل الجارحة من نوع: "اعتبرته صديقي"، كما قال لومير عن باروان الذي ردّ بالقول ان لومير "تجاوز الخط الأصفر". المعركة الكلامية تطلّبت تدخل الرئيس نيكولا ساركوزي نفسه.
وهيرفي موران وزير الدفاع لن ينسى، كما يقول المؤلفان، ذلك المساء من شهر أبريل 2010 في قصر الاليزيه. كان الرئيس ساركوزي يريد أن يسبر نوايا موران، رئيس حزب الوسط الجديد، حيال الترشيح للانتخابات الرئاسية عام 2012. وكان موران يريد أن يبيّن للرئيس نيّته في الترشيح.
وهذا ما لم يكن يرغبه الرئيس في إطار بحثه عن أن يكون المرشح الوحيد لليمين. قال ساركوزي مرّات: حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية حزبه- وحزب الوسط الجديد شيء واحد. هذا ما علّق عليه موران بالقول: كان ساركوزي في غاية البرود بموقفه وعنيفا في أطروحاته.
ووصل إلى حد التهديد بالقول: الوسطيون لا وجود لهم وإذا تابعت بهذه الطريقة سوف أطردك- أي من الحكومة. وأضاف موران: صمت نيكولا ساركوزي وحدّق بي لمدة 15 أو 20 ثانية طويلة. كان ذلك بمثابة دعوتي للانضباط دون أن يقول: عليك أن تخفض بصرك وتطيع.
وقبل التعديل الوزاري الذي جرى بتاريخ 14 نوفمبر 2011 بثمانية أيام. استدعى ساركوزي وزير دفاعه وبادره بالقول: "ما هو موقفك؟ فأجاب: لم أغيّر رأيي وفهمت جيدا أنه يتم إقصائي. أضاف ساركوزي: كلاّ، لقد فهمتني خطأ، أريد الاحتفاظ بك وسيتم تكليفك بحقيبة وزارية أخرى، وكلود غينا أمين عام قصر الاليزيه- سيقل بك غداً".
وعن علاقة فرانسوا ميتران ورئيس وزرائه لسنوات ميشيل روكار فيعبّر عنها المؤلفان أنها كانت علاقة الأب السيئ والابن العاق. وحكايات كثيرة أخرى عما يقال وراء الأبواب في الحياة السياسية الفرنسية حيث "كل الضربات مسموح بها".