صدر قبل أيام لدى "دار الغاوون" الديوان الأول للشاعر اللبنانية الشابة زهرة مروّة وهو بعنوان "جنة جاهزة".
وكما يَعِدُ العنوان بمختلف الألوان والاشتهاءات والرغبات التي تعبق بها الجنة، وكذلك كما يَعِدُ الغلاف البهيج الذي أنجزه الفنان اللبناني الكبير إميل منعم، فإننا نجد في هذا الديوان حضوراً مميزاً للرغبة وللمخيّلة التي تمدُّ هذه الرغبة بكل أسباب اتقادها. تقول زهرة مروة: وقصيدة مروة قصيرة، لكنها تتجاوز قصيدة الومضة بسردية ذكية، مع أنها أحياناً تتخلّى عن ذلك لمصلحة القصيدة الومضة فعلاً، كقولها: لغة مروّة في هذا الديوان فيها طزاجة البدايات الناضجة، التي تشي بتجربة خاصة لها مستقبل مميّز، تقدّم صوت الأنثى بلا وسائط أسلوبية ذكورية. في قصيدة بعنوان "سأحتفل بهذا الجسد" تقول زهرة مروة دون أن تبتذل فكرة الجسد فتجعله سطحياً مطيّةَ الصراخ والبيانات التجارية: سئمت مواعيد الطعام والشراب. سئمت ريَّ أشجاري. وعندما أهرم سأذهب إلى الله حين يكون مشغولاً بتشكيل أجساد لأرواح أخرى. أقول له بصوت منخفض: لا أريد إزعاجك، أرجوك فقط إبدال هذا الغلاف بغلاف جديد. عندها سيُطرق لحظة. ثم ينتقي لي جسداً ملائماً لروحي. مناسباً لرقصها المبهم. فألبسه كفستان وأعود إلى الأرض جديدةً. أفرح بحركة دمي السريعة. لا ذاكرة لي، لا عشّاق سابقين ولا أوهام. ولن أتعامل مع جسدي الجديد كما تعاملتُ مع القديم. سأُحيطه بوافر الاهتمام... جدير بالذكر أن زهرة مروة من مواليد صيدا - لبنان العام 1983. تحمل ماجستير إدارة أعمال. وتتقن لغات عدّة، بينها الفرنسية والإنكليزية والإيطالية.
"عندما تعصرُ ثديي، يولد طفل.
ثدياي كبيران كثديي أمّي.
بينما كانت أمّي تُسخِّن الوقت، انقلبت القِدر وسالت عليها المياه الحارقة، فارتمت في الفراش سجينة.
ورحتُ أُعبِّئ جراري من المتعة، كي أوفِّرها لها من جديد...".
"الفكرة سفينة تشقُّ البحر
ولا يرفرف فوقها علم".
"ربّما على كوكب آخر مخلوقات من نوع آخر، سأقفز يوماً إلى هناك ونتبادل أجسادنا.
أريد جسداً يحرق جمره بوتيرة صاعقة.
سأحتفل بهذا الجسد، آه سأحتفل".