أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ، أنه ينبغي أن لا يكون هناك المزيد من الفرص الضائعة ، ولا المزيد من عملية سلام بلا نتائج ، فالمطلوب هو فعل يقود إلى نتائج ملموسة ، وخطة واضحة لمفاوضات شاملة ، والتزام بالعمل للتوصل إلى حل نهائي.
ودعا جلالته في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الاوسط في منطقة البحر الميت امس بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله ، إلى التعامل بجدية وفاعلية لوضع حد للصراعات وصولا إلى سلام شامل وعالم آمن ومزدهر وبما يضمن أن تشكل منطقة الشرق الأوسط مركزا لإنتاج الطاقات والكفاءات ، وقوة حاسمة في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي.
وأكد جلالته أن استمرار الاحتلال ، وانتهاك الحقوق الأساسية في الحرية والكرامة وامتلاك الفرص ، يحرم منطقتنا من السلام الذي تحتاجه ، ويحد من قدرتها على تحقيق ما تستطيع من تطور وإنجاز.
وقال جلالته "أن التحديات جسيمة لكنها لن تكون قادرة على هزيمة منطقتنا وتحديد مستقبلها فقرار الانهزام أو النهوض بأيدينا نحن ويمكننا ، بل يجب علينا ، إذا اتخذنا الاختيارات الصحيحة ، وامتلكنا الشجاعة والإرادة ، أن نصنع المستقبل الذي تستحقه شعوبنا".
وقال جلالته: في مثل هذا اليوم ، الخامس عشر من أيار ، وفي كل أنحاء العالم ، يحيي الناس ذكرى النكبة ، تلك الكارثة التي حلت بالفلسطينيين قبل 61 عاما.
واضاف جلالته "حول موائد العائلات في هذه الليلة ، سيتحدث كبار السن عن حياة كاملة من الأحزان والفقدان. أما المواليد الجدد الذين يشكلون الجيل الرابع للنكبة ، الجيل الرابع، فقد ولدوا ليشهدوا الصراع ولينظروا لمستقبل غير واضح المعالم. إن هذا التاريخ ليس بالكارثي بالنسبة للفلسطينيين فحسب ، وإنما لكامل الشرق الأوسط ، بل ويمكنني القول للعالم أجمع ، فبينما نتشارك معاً في تذكر كل ما ضاع ، وبينما تغمرنا مشاعر التعاطف مع جميع من عانى ، دعونا نلزم أنفسنا بأن نسهم في إيجاد الحل".
وقال جلالته "لقد التزمنا نحن بالسلام ويجب على إسرائيل أن تلتزم بالسلام أيضا فقد قدمت مبادرة السلام العربية لإسرائيل مكاناً في الجوار ، وأكثر من ذلك ، القبول من 57 دولة ، هي ثلث أعضاء الأمم المتحدة ، لا تعترف بإسرائيل حتى الآن وهذا ما يوفر الأمن الحقيقي ، الأمن الذي لا تستطيع أن تحققه الحواجز ولا الجيوش المسلحة.
وفي فعاليات اليوم الاول للمنتدى ، رعى جلالته بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله ، إطلاق "صندوق ائتماني مخصص لتعليم الأيتام في قطاع غزة بقيمة 10 ملايين دولار ، تبرعت بها مجموعة "أبراج كبيتال" التي تتخذ من دبي مقرا لها.
من جانبه قال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب ان دور جلالة الملك في تحقيق الرفاه والسلام لا يقتصرعلى الاردن بل يمتد الى دول المنطقة كافة ، مشيرا الى اللقاء الذي جمع جلالته مع الرئيس الاميركي باراك اوباما ، حيث كان اول قائد من منطقة الشرق الاوسط يلتقي الرئيس الجديد. واضاف "الوقت صعب حاليا لكنه مليء بالفرص".