صحيفة العرّاب

تأخر الطبيبة يعرض مولودة في اربد لمضاعفات تؤثر على صحتها

قصة جديدة تضاف الى قصص كثيرة تبقى مثار جدل بين الاطباء وادارات المستشفيات والمشتكين في ظل عدم وجود قانون للمساءلة الطبية ينصف الاطراف المتضررة ، لكن هذه المرة بفصول ربما تكون اقرب الى الخيال جرت احداثها في احد مستشفيات القطاع الخاص في اربد ، فبعد إدخال أم في حالة ولادة إلى المستشفى اشرفت على حالتها قابلة لتأخر الطبيبة التي من المفترض ان تقوم باجراء عملية الولادة ، كانت المفاجأة ظهور رأس المولودة من رحم الام لاكثر من ساعتين - حسب ذويها - الى ان اجريت لها الولادة ، لتصاب المولودة بعدة امراض نقلت على اثرها لاحد المستشفيات الحكومية ومازالت تتلقى العلاج بعد مرور شهر على ولادتها.والد الطفلة محمد الحموري الذي زار مكتب "الدستور" قدم شكوى مكتوبة مدعمة بما يقول انها وثائق تثبت صحة ما جرى مع زوجته. وأفاد ان القصة بدأت اثناء مراجعة زوجته للطبيبة التي ستقوم باجراء عملية الولادة لها واخبرته بظهور علامات مخاض وطلبت منه التوجه للمستشفى الذي رشحته لهم لكي تتم عملية الولادة ، غير انه عاد بزوجته الى المنزل استنادا الى توصيات القابلة بارجاعها مرة اخرى الى المستشفى عند اشتداد المخاض.وأضاف انه في الساعة الثالثة من ليلة السابع من الشهر الماضي اشتدت الام الولادة على زوجته وتم ابلاغ الطبيبة بحالتها الصحية وأعلمتهم بضرورة نقلها إلى المستشفى فورا وانها ستقوم باللحاق بهم إلى المستشفى ، مشيرا الى انه قام بنقل زوجته على الفور حيث تم استقبال الزوجة من قبل احدى القابلات التي قامت بالاتصال مع الدكتورة لمعرفة سبب تأخرها عن القدوم حيث بينت انها تقوم باجراء عملية في احد المستشفيات. وبعد فترة عاودت القابلة الاتصال مرة اخرى مع الدكتورة مع اشتداد الام المخاض حيث طلبت الطبيبة من القابلة اعطاءها ابرة وعلاجا محددا.واوضحت والدة الزوج التي كانت ترافق زوجة ابنها في كل زياراتها الى الطبيبة والمستشفى انه بعد اعطاء زوجة ابنها العلاج ازدادت حالتها سوءا وتم الاتصال مجددا بالدكتورة للاستغاثة بها من اجل الاسراع بالحضور للمستشفى ، لتكون المفاجاة باقدام الطبيبة على اغلاق هاتفها نهائيا حيث كانت الساعة حوالي السادسة صباحا ، مشيرة الى انها اضطرت للدخول الى غرفة الولادة حيث اعلمتها القابلة ان الفرج جاء مع ظهور رأس الطفلة من رحم زوجة ابنها حيث بقي ظاهرا لاكثر من ساعتين مما حدا بهم للتفكير بنقل الزوجة الى مستشفى اخر.وتتابع ان الوضع الصحي الذي كانت تعيشه الزوجة ووليدها حال دون قيامهم بعملية نقلها الى مستشفى اخر لاتمام عملية الولادة لاسيما ان ظهور راس الطفلة سيشكل خطورة اضافية على حياة الام والطفلة معا ، مشيرة الى ان الطبيبة المشرفة قدمت الى المستشفى في الساعة الثامنة صباحا وقامت باجراء الولادة قيصريا.واضافت انه منذ مشاهدتها للطفلة بعد ولادتها مباشرة بدا ملحوظا لها ان الطفلة تعاني من الإرهاق لاسيما ان جسمها اصفر ويديها وشفتيها تميلن الى اللون الازرق حسب قولها ، منوهة الى انها لم تسمع للطفلة أي بكاء ، ما يشكك في صحة الولادة ، مشيرة الى ان طبيب الاطفال قام باعلامهم ان الوضع الصحي للطفلة سليم اضافة الى اعلام الطبيبة لهم ان حالة الام جيدة وان بامكانهم مغادرة المستشفى ، منوهة الى ان الطبيب اخبرها انه في حال ملاحظة أي اعراض على الطفلة عليهم مراجعته فورا.وزادت انه بعد مغادرة المستشفى وفي مساء اليوم الاول لولادة الطفلة اخذ وضعها يزداد سوءا وتم نقلها الى مستشفى آخر حيث قام الاطباء بنقل الطفلة فورا الى قسم الخداج من اجل معالجتها."الدستور" بدورها قامت بزيارة الدكتورة المشرفة على حالة الحمل والولادة حيث قالت ان مسؤوليتها تنتهي بمجرد اجراء عملية الولادة لتنتقل المسؤولية بعد ذلك الى طبيب الاطفال من اجل الاشراف على المولود وتقييم وضعه وحالته الصحية.وفيما يتعلق بتأخرها عن القدوم الى المستشفى من اجل اجراء العملية ومحاولة اقرباء الام وقابلة المستشفى الاتصال معها للاسراع في القدوم ، قالت انها تقوم بالتنسيق بخصوص عمليات الولادة مع ادارة المستشفى من خلال ارقام معينة تبلغ من خلالها لاجراء العمليات ، معتبرة مسألة تبليغها من قبل المواطنين بخصوص حالات الولادة غير جائزة حيث ان المسؤول عن تشخيص حالة الولادة هم طواقم المستشفى وليس المواطنين.وأكدت ان الطفلة بكت بعد ولادتها بخلاف ما يدعي ذووها ، مشيرة الى ان الادعاءات المتعلقة بمعاناة الطفلة من نقص الاكسجين يمكن حسمها من خلال اجراء صورة طبية للتأكد من ذلك منوهة الى ان اصابة الطفلة بجرثومة من الممكن ان يكون انتقل اليها اثناء معالجتها في مستشفى اخر خصوصا ان الجرثومة انتقلت للطفلة بعد 20 يوما من الولادة.من جانبه قال طبيب الاطفال الذي اشرف على الطفلة لحظة ولادتها انه تم اخراج الطفلة من المستشفى بعد اجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من وضعها الصحي ، مشيرا الى ان والد الطفلة قام بنقلها الى مستشفى اخر لدى ملاحظته ان وضعها الصحي غير مستقر ، وانه تم قبل اخراج الطفلة اعلام والدها وزوجته بضرورة مراجعته فورا عند ملاحظة أي اعراض غير طبيعية على الطفلة وهو اجراء روتيني يتبع مع جميع حالات الولادة.وبين الى ان الطفلة تعاني من نقص في انزيم الخلق الذي يرفع نسبة الاصفرار وهو من الاعراض التي تظهر على غالبية المواليد الجدد ، مؤكدا انه لو نقلت الطفلة اليه من اجل الكشف على حالتها قبل نقلها الى مستشفى اخر لتلقي العلاج لكانت اجريت لها الفحوصات والمعالجات اللازمة ، غير ان والدها فضل معالجتها في مكان اخر.رئيس اللجنة الفرعية لنقابة الاطباء في اربد الدكتور امجد عبيدات قال ان النقابة تستقبل أي شكوى من قبل المواطنين وتقوم بالنظر فيها من خلال لجنة اداب المهنة للتأكد من حقيقة الشكوى ، وحال ثبوتها فانه يتم توجيه عقوبة الى الطبيب المسؤول بحسب الضرر الذي يلحق بالمريض ، مؤكدا ان النقابة تنظر في أي شكوى بحيادية تامة ، اذ ينظر لمصلحة المواطن كما ينظر لمصلحة الطبيب.وشدد على اهمية التمييز بين "الخطأ الطبي" و"الاختلاط الطبي" ، مشيرا الى ان الاول يعني حدوث نتائج سلبية للمريض بسبب اتخاذ اجراء طبي غير صحيح مثل ان يكون الم معين في الكلية اليمنى ويتم معالجة الكلية اليسرى ، اما الاختلاط فيعني ان يكون الطبيب صاحب الاختصاص عمل ما بوسعه لمعالجة الحالة المرضية ولكن تحدث مضاعفات جانبية اثناء المعالجة ، موضحا ان ذلك يعتبر امرا طبيعيا وموثقا ومكتوبا في الادب الطبي ، اذ ان هناك نسبا محددة وثابتة لاية مضاعفات بحسب طبيعة المرض والمعالجة.