"لم اكن اتصور ان تتحول براءة الطفولة عند اطفال الى مخالب تدمي قلبي على فلذة كبدي بعد ان افقدته عدوانيتهم وعبثيتهم إحدى عينية"، بهذه الكلمات وصف نصر عربيات مشاعره بما الم بطفله صالح ذي الـ 9 اعوام .
ويضيف " لم يكن ذنب ابني الا انه كان يشق لوحده طريقه نحو منزل عمه في منطقة البقيع بالسلط ، حيث صادف ثلاثة أطفال تمردوا على براءة طفولتهم فقطعوا عليه الطريق".
وبحسب الطفل صالح الذي كان يتحدث ببراءة لـ"الغد" ان " ثلاثة اولاد سكروا علي الشارع وقالوا لي ان امشي في شارع ثاني فرفضت وبقيت امشي، فقام احد الاولاد بسبي وشتمي قبل ان يهددني بالحرق ان بقيت في طريقي".
واضاف صالح ان "احد الاولاد قام برمي عبوة بلاستيكية علي اعتقدتها ماء، تبين فيما بعد انها كاز، ما دفعني لمعاركته، فقام مباشرة بضربي بقطعة من زجاج الإضاءة " نيون" على عيني ففقأها وأخرجها ".
وبعد نقل صالح الى إحدى المستشفيات الخاصة في عمان ،حيث أجريت له عمليتان جراحيتان لم تسعفاه بعودة البصر الى عينه ، فقد تبين ان هناك تلفا في جزء كبير من الشبكية التي تحتاج الى اعادة زراعة، بحسب ما اخبر الاطباء والد الطفل، الذي قال ان "العائلة لا يمكنها ذلك في ظل ارتفاع تكاليف العملية وضيق ذات اليد ".
وقال والد الطفل انه قدم شكوى لدى المدعي العام بحق الطفل المعتدي .
"أين أصول التربية وأين الامان الإجتماعي" بهذه الكلمات بدأت السيدة "ام معتز" المكلومة بفلذة كبدها تتحدث بحسرة عما آل اليه مصير ابنها الصغير.
وقالت "لم اتخيل ان يكون هناك طفل مؤذ بقصد، خاصة في بيئة ترتبط بعلاقات اجتماعية قوية مثل منطقتنا ، ولكني أتساءل من المسؤول عن مثل هذه التصرفات فهل هو الطفل نفسه أم الأهل الذين لم يردعوه عن التصرف بتلك العدائية مع الآخرين"
واختتمت ام معتز حديثها قائلة" ما هو ذنب طفلي ليفقد عينه ،ومن سيعوضه عن بصره، وهل سيحرم اطفال آخرون من نظرهم كما حرم ابني، وهل ستزرع هذه الاعمال حسرة في قلوب امهات آخريات كما زرعت في قلبي ".
من جانبه قال استاذ علم اجتماع في الجامعة الاردنية مجد الدين حمش ان " الاطفال يتعلمون بعض السلوك العدوانية من خلال اماكن سكناهم "، مشيرا الى ان " كثرة وجود الاطفال في مكان واحد دون رقابة يزيد من المشاحنات بينهم ويؤدي الى تصرفات مرفوضة اجتماعيا".
وزاد الدكتور ان"اللوم يقع على الاهالي في تعليم أبنائهم معنى التسامح والتعاون وعدم العدوانية بين الاطفال ".
ولفت الى " ضرورة تخصيص وقت من قبل اولياء الامور للجلوس مع ابنائهم لتعليمهم مهارات التعامل مع الاطفال الآخرين ".
واقترح حمش"اشغال الابناء في افلام الكرتون بدلا من نزولهم الى الشارع "، مشيرا ان "الدراسات اثبتت ان الافلام الكرتونية تساعد الطفل في الابتعاد عن السلوك العدواني". الغد