عُثر على رسالة بخط يد بيتهوفن يشكو فيها من قلة الراتب ويبحث عن اثرياء يدعمون نتاجاته الجديدة. وكتب بيتهوفن الرسالة في تموز/يوليو 1823، قبل اربع سنوات على وفاته، الى صديقه الموسيقار فرانتس شتوكهاوزن. وسوَّد بيتهوفن صفحات الرسالة الست كلها تقريبا بمناشدة صديقه ان يساعده في العثور على ممولين لقداس ميسا سولمنيس الذي كان يعتبره أهم اعماله.
ولكن الرسالة تتضمن تفاصيل شخصية ايضا عن حياة بيتهوفن الذي حمَّل صممه قسطا من المسؤولية عن مشاكله المالية.
وكتب بيتهوفن الذي كان في الثالثة والخمسين وقتذاك أن قلة راتبه ومرضه يتطلبان جهودا لتحقيق وضع مالي أفضل.
وعُثر على الرسالة التي تُقدر قيمتها بنحو 188 الف دولار بين تركة تبرعت بها ريناتة فيرت حفيدة شتوكهاوزر الى معهد برامز في مدرسة لوبيك للموسيقى. وقال مدير المعهد فولفغانغ ساندبرغر ان الرسالة ذات قيمة تاريخية استثنائية وانه جرى التحقق من صحة التوقيع.
وقال شتيفان ويمار الباحث في معهد برامز ان بيتهوفن لم يكن موسيقارا صاحب خط جميل واصفا خط يده بالعفوية. واضاف انه كان يكتب ويشطب ويصحح نفسه وكانت افكاره تتغير في مجرى الكتابة وهذا هو الانطباع الذي تتركه الرسالة.
كما يتحدث بيتهوفن عن مشكلة في احدى عينيه ويعبر عن احباطه لعدم تمكنه من الوصول الى عنوان طبيب يحب الموسيقى قام بمراسلته. ثم يعود الى مشاكله المالية ليشكو من كلفة تعليم ابن اخيه متسائلا من سيرعاه بعد رحيله.
ويعكس قلق بيتهوفن بشأن وضعه المالي حقيقة انه لم يكسب الكثير من موهبته رغم صيته الذي ذاع بوصفه من اعظم المؤلفين الموسيقيين في اوروبا.
ولكن بيتهوفن إذ يدرك شهرته يختتم الرسالة بالقول ان اول حرفين من اسمه يكفيان لوصول جميع الرسائل المعنونة اليه ويقول انه يستلم كل شيء على عنوان "بيتهوفن، فيينا". وكانت قائمة تسوُّق من ست كلمات بخط يد بيتهوفن بيعت العام الماضي مقابل 75 الف دولار.