انطلقت فعاليات الدورة 43 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب, أمس الأول, لتستمر إلى 7 شباط المقبل, بمشاركة ناشرون من 30 دولة, وكانت الدورة الثالثة والأربعون للمعرض قد ألغيت العام الماضي عقب إندلاع ثورة 25 يناير, وكان مقررا أن يفتحها الرئيس المصري السابق يوم 29 كانون الثاني 2011 بعد جمعة الغضب التي إجتاحت مصر, ثم نجحت الثورة في خلع الرئيس ونظامه.
ويمثل محور الثورة النشاط الرئيسي لفاعليات المعرض هذا العام, ليحتفل بثورات الربيع العربي, وإختيار تونس ضيف شرف الدورة ,43 وعقد لقاءات فكرية وندوات ثقافية عن ثورة 25 يناير, التي نجحت في إنهاء حكم مبارك, وتحرير الشعب المصري من سنوات إستبداد وتسلط إستمرت ثلاثة عقود.
وتناقش الأنشطة الثقافية قضايا: أثر الفضاء الإليكتروني في صناعة الثورة, ودور الفكاهة والسخرية في الثورة, وأحزاب وائتلافات ما بعد الثورة, والعلاقات المصرية الأفريقية بعد الثورة , ووثائق الأزهر والوفاق الوطني, وأزمة صياغة الدستور الجديد.
ويحتفل معرض القاهرة الدولي للكتاب بمرور 150 عاما على ميلاد الناشر, والكاتب اللبناني الأصل, مؤسس دار الهلال جورجي زيدان, و100 عام على رحيل الزعيم أحمد عرابي, أول من قاد حركة رفض داخل الجيش المصري وقاد ثورة شعبية ضد سلطة الخديوي لتحرير الشعب المصري من الفقر والجهل والتمييز الصارخ لصالح الأجانب, ومرور 50 عاما على رحيل شاعر العامية بيرم التونسي, ومرور 100 عام على ميلاد عميد الرواية العربية نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1988.
ومن جهة أخرى, إعتذر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن عدم المشاركة في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام, وبعد أن وجهت الهيئة العامة للكتاب المنظمة للمعرض, دعوة للكاتب بعقد لقاء فكري ثقافي مع رواد المعرض, من خلال ندوة لمناقشة كتابه الجديد الصادر الأسبوع الماضي بعنوان مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان..
وعلمت العرب اليوم أن رفض هيكل للمشاركة في المعرض يرجع لأسباب يراها إنسانية في الوقت الراهن, ولشعوره بالحرج إزاء مشاركته في المعرض الذي منع منه طوال السنوات الأخيرة من حكم مبارك, وأنه لا يقبل أي تصور بأن يكون في صورة من يهرول إلى المعرض الرسمي للدولة بعد سقوط مبارك, كما يرحب بأن يحل ضيفا على معرض القاهرة الدولي للكتاب في العام المقبل.
وقال هيكل إنه غير لائق إنسانيا إقامة ندوة لمناقشة كتابه الجديد مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان, الذي يتعرض فيه للهجوم على فترة حكم مبارك وهو الآن يحاكم أمام القضاء, وأنه ربما إن فعل ذلك فسيكون كأنه يريد أن يتشفى فيمن حاصره ماديا ومعنويا.