قال عضو مجلس هيئة مكافحة الفساد المستقيل د. عبدالرزاق بني هاني ان اسباب استقالته عديدة ومتراكمة, ولكنه كان يؤجل اتخاذ قرار الاستقالة على امل تغيير قناعاته مع الوقت, خاصة انه قابل رئيس الوزراء السابق د. معروف البخيت, وشرح له ملاحظاته على عمل هيئة مكافحة الفساد, وقابل رئيس الوزراء الحالي د. عون الخصاونة, وقال له: راتبي حرام ولا اريد ان اعمل في هذه الهيئة, واستمع الخصاونة الى تفاصيل كثيرة عن عمل الهيئة, وكان بني هاني يتمنى ان لا يحذو الخصاونة حذو البخيت, ويهمل تفاصيل ما تحدث به اليه, الامر الذي اوصل بني هاني الى قناعة بضرورة الاستقالة بعد ان اهمل رئيسا الحكومة السابق واللاحق ملاحظاته حول ما يجري في الهيئة.
حادثة بعينها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير, ودفعت بني هاني في تلك اللحظة الى الاستقالة, وذلك حينما قال حسبه لرئيس الهيئة سميح بينو مطلع الشهر الحالي بانه آن الاوان لفتح ملف برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي, فليس من المعقول وفقه انفاق مبلغ 579 مليون دينار من دون اية نتائج على ارض الواقع, فما كان من بينو كما يقول بني هاني الا ان رد عليه بالقول:
انا ساسافر الى بريطانيا وفرنسا, وانت ستصبح رئيسا للهيئة بالوكالة خلال فترة سفري, فاستدعِ باسم عوض الله للاستجواب.
لم يعلق بني هاني على كلام بينو, فمباشرة قدم استقالته, فطريقة بينو حسب بني هاني في الحديث لم يكن فيها جدية اضافة الى اشياء اخرى, وبذلك استقال بني هاني وترك الجهة التي لطالما تمنى تركها منذ ان التحق بالعمل فيها منذ عامين, وحدد في تصريح لـ'العرب اليوم' الاسباب الحقيقية لاستقالته, وتتمثل في غياب المؤسسية في الهيئة, وعدم توزيع قضايا الفساد حسب التخصص, واستبداد رئيس الهيئة برأيه , وفتح قضايا فساد واستثناء اخرى من التحقيق, وطغيان العلاقات الشخصية في العمل
ونصح بني هاني بالغاء هيئة مكافحة الفساد لانها تشكل عبئا على خزينة الدولة