من الافلام التي لفتت الانتباه في مهرجان برلين السينمائي فيلم "الغاضبون" للمخرج الغجري الفرنسي ذي الأصل الجزائري توني غاتليف.
ويستوحي فيلم "الغاضبون" كتيب المؤلف والدبلوماسي السابق ستيفان هسل (94 عاما)، الذي تُرجم الى 40 لغة على الأقل بينها العربية بعنوان "إغضبوا!" والانكليزية بعنوان "حان وقت الغضب". ويدعو هسل الذي عمل في صفوف المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي، الى التمرد على ظلم المجتمع الحديث وأصبح كتيبه انجيل الحركات المدنية التي احتلت ميادين وساحات عامة في انحاء العالم.
يروي فيلم "الغاضبون" قصة المهاجرة الأفريقية بيتي التي يرميها البحر على شاطئ اليونان يحدوها الأمل بحياة أفضل في اوروبا. وتتبع الكاميرا رحلة بيتي ابنة العشرينات من العمر التي ليس لديها جواز سفر أو أي اوراق ثبوتية أخرى، وهي تتنقل من بلد معاد الى آخر لا يقل عداء.
جرى تصوير الفيلم في اليونان وفرنسا واسبانيا وكان من التقتهم بيتي في رحلتها عبر هذه البلدان كلهم تقريبا اشخاصا حقيقيين، مهاجرين ينامون في عربات قطار تتحول الى مجمدات في زمهرير الشتاء أو شبانا غاضبين يحتلون ساحة بورتا ديل سول وسط مدريد.
وتقوم بدور بيتي لاجئة حقيقية من السنغال هي مامبيتي اونورية ديالو التي اكتشفها غاتليف في شوارع باريس العام الماضي. وقالت ديالو ان الفيلم يعكس خبرتها الحياتية رغم انها كانت تحمل وثائق صحيحة للانتقال الى فرنسا في عام 2005 بعد وفاة زوجها. واضافت في تصريح للصحفيين على هامش مهرجان برلين ان ما مرت به شخصيتها أتاح لها التعبير عن الغضب والسخط الذي تشعر به على الوضع الحالي.
وجاءت مشاهد عديدة من الفيلم بلا إخراج سينمائي بل جرى تصويرها بعد زج ديالو في غمرة احداث جارية، متزاحمة مع اللاجئين في اليونان للحصول على فرصة عمل، أو مادةً يدها لطبع بصمات اصابعها بعد القبض عليها في باريس بلا وثائق. وتتخلل هذه المشاهد لقطات طليعية مثل تدحرج آلاف البرتقالات في زقاق منحدر لتنتهي على قارب ينتظر بالتفاتة رمزية تستحضر بائع الفاكهة المتجول التونسي محمد البوعزيز الذي فجر بإحراق نفسه انتفاضات الربيع العربي، وكذلك اللاجئين الذين خاطروا بحياتهم محاولين الوصول الى اوروبا من افريقيا.