أحداث كبيرة تمر بها الحركة الاسلامية ، ومن يرصد المشهد العام يظن ان هناك توترا أوتباينا حادا او خلافات قد تدفع الحركة الاكثر شعبية الى افاق جديدة ، لكن سرعان ما ينجح عقلاء الجماعة بالوصول الى حلول توافقية تستند الى احكام الحالة الديمقراطية. المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين سالم الفلاحات لم يخرج عن صمته منذ حل مجلس شورى الاخوان وها هو يبوح بما في صدره تلبية لدعوة من "الدستور" التي اردات محاورته في هذه المرحلة بكل ما تحمله من تداعيات وتاليا نص الحوار:
الدستور: ما الذي يجري داخل الجماعة وما الذي تعيشه الآن؟
الفلاحات: ان الحراك التنظيمي في الجماعة مستمر منذ فترة طويلة ، ويزداد هذا الحراك التنظيمي الداخلي كلما دخلت الجماعة في شؤون المعترك السياسي وداخل المجتمع بشكل جاد وفعال ولا شك ان انتقال الجماعة عمليا في الاردن من جماعة تربوية وعظية اخلاقية ذات رسالة اصلاح مجتمعي وتربية اسلامية ، ودخولها المعترك السياسي عام 1989 فانها بذلك دخلت تجربة وممارسة جديدة.. ان هذه الممارسة لها استحقاقات استدعت مراجعات مباشرة اوغير مباشرة في داخل التنظيم وربما هذا هو ما يلفت انظار المراقبين لهذه الناحية ويأتى هذا السؤال.. ما الذي يجري داخل الحركة الاسلامية. ولا شك ان المشاركة في معترك العمل السياسي الجاد له تكاليفه واستحقاقاته خاصة على الجماعة.
كما انه من المبرر أن يطرح على الجماعة مثل هذا السؤال في ظل مراقبة مثل هذه التحولات التي تجري في الجماعة..ان الدخول في المعترك السياسي استدعى وجهات نظر متباينة ومختلفة سواء في دخل الجماعة اوفي خارجها ، وبالتالي فالرؤى المختلفة زادت من وتيرة الاختلاف في وجهات النظر في تناول القضايا العديدة..الدخول في المجلس النيابي يترتب عليه ربما مشاركة وزارية بشكل اكبر ويترتب عليه مشاركة في احداث سياسية وليس فقط "التربوية"..
وهذا سبب احتكاكا مع جهات اخرى سواء لها وجهات نظر مختلفة في العمل السياسي اومع وجهات نظر حول المعيشة اليومية للمواطن وبالتالي فان هذا يسبب مراجعات وتحولات في وجهات النظر ادت الى وجود اكثر من وجهة نظر في الحركة الاسلامية.
الدستور: نلاحظ ان هذه التحولات غريبة وان هناك من كان يحسب على الوسط اوعلى الاعتدال.. الآن اصبح يحسب على التيار المتشدد وان كان التشدد يميل الى الاعتدال فما هي التغييرات التي تحدث الآن؟.
- الفلاحات : ان ابناء الحركة الاسلامية بشكل عام وفي الاردن بشكل خاص يمكن تصنيفهم سياسيا في ميدان الاعتدال.. وحتى وبالرغم من الفوارق التي يراها البعض ويبررون لانفسهم تقسيم الاخوان الى معتدل وغير معتدل فحقيقة ان جميع ابناء الحركة الاسلامية يؤمنون بالاصلاح التدريجي.. ثم هذا هو قرارهم المؤسسي الذي لم يختلفوا عليه.. وهذا يعني انهم ما حادوا يوما عن الاصلاح التدريجي ولم يفكروا في غير ذلك.. فالتعبير عن هذا المنهج ربما يختلف من شخص لآخر وبالتالي ربما يصنف الناس أبناء الحركة الاسلامية لاكثر من معسكر وربما لاكثر من وجهة نظر..
- هذا التعبير عن وجهة النظر احيانا يكون بصوت عال أو مرتفع ومتشدد ، او اكثر تحيزا او تسرعا وربما قد يتيح ذلك للمراقب ان يفرق بين الاشخاص في الاتجاهات ، وانا لم اجد حتى اللحظة في الحقيقة مثل هذا التباين.. فالانتقال من وجهة نظر الى اخرى اوكما يطلق الاعلاميون اوالصحفيون على تيارات الحركة الاسلامية..
- الانتقال هو مؤشر على ان هذا التقسيم غير حقيقي وان هذا الانقسام غير حقيقي.. ولا نجد اجنحة متباينة تماما في الحركة الاسلامية في تعاطيها للمواضيع والدليل على ذلك ان اناسا اكثر لا تستطيع ان تحكم عليهم بمنهج نمطي انهم في الاعتدال اوانهم في غير الاعتدال اوفي المرونة اوغير المرونة.. بمعنى تغير المواقف من القضايا المختلفة ليس نمطيا انما تجد اشخاصا ربما كانوا محسوبين على المرونة والاعتدال تجدهم في موقع آخر والعكس صحيح.. واعتقد ان هذا ربما يكون تفسيرا.. ولا شك انه تفسير ايجابي للتقسيم او لما يقال انه التقسيم. الدستور: في أي اتجاه تصنف نفسك ضمن التسميات المطروحة؟ - الفلاحات: انا في الحركة الاسلامية.. وفي الاخوان المسلمين.المرحلة الاخطر
- الدستور: كيف ترى ما يجرى في الحزب.. هناك استقالات وهناك امين جديد ومكتب تنفيذي جديد.. هل هذا نتاج مرحلة اواستحقاق؟
- - الفلاحات: لا نستطيع ان نخفي ان اختيار زكي بني ارشيد أمينا عاما لجبهة العمل الاسلامي في اول ايام اختياره كان مختلفاً عليه.. وكانت هناك اجتهادات بأن هناك من هو أولى بادارة دفة الحزب واكثر قدرة من الشاب زكي بني ارشيد وبخاصة في هذه المرحلة التي كانت ربما الاحرج والاخطر فيما يتعلق بالحركة الاسلامية.. فكانت وجهات نظر قوية ربما تكون منصفة لم تكن ترى ان هذا هو موقع زكي بني ارشيد الآن ولكن عند انتخابه بالطرق الشورية المعهودة اصبح امينا عاما والتزم الجميع بأن ينجحوا مسيرة الحزب لأن الحزب ذراع من أذرعة الحركة الاسلامية.. ذراع سياسي معروف.. وانا أعزو ما جرى في جبهة العمل الاسلامي وخاصة ما ظهر في الايام الاخيرة من استقالات الى الخلاف في وجهات النظر حول قضايا ادارية .. ولا اعلم ان قضية سياسية داخلية في الاردن اوحتى خارجية فيما يشاع كانت وراء ايجاد خلاف في المكتب التنفيذي ادى الى استقالته اوالطلب منه ليستقيل اوالاستعداد للاستقالة اوغير ذلك ، انما كان الخلاف اداريا في كيفية توزيع المهام والصلاحيات ومن صاحب الحق بالتصريح..
- وهذه القضية قضية بحث.. وهل يصح ان ينفرد بها شخص أمين عام اونائب امين عام اوغير ذلك ، هذه الخلافات الادارية بالرغم من المحاولات الكثيرة منذ عام 2006 للتغلب عليها لم يفلح الحزب وادارة الحزب وقيادة الحزب في التغلب عليها وبقيت معلقة.وكانت هناك محاولات للتوفيق الاداري في كيفية التعاطي مع القضايا وليس اخذ القرار في القضايا والآليات الادارية في التعامل مع القضايا المختلفة ، الا ان استطاعوا وجزاهم الله خيرا ان يصلوا بالشورى بعضهم الى بعض طوال هذه الفترة اي حوالي 3 سنوات ، لكن ان يصبح الخلاف الاداري هوالشغل الشاغل وان يصبح محل اهتمام الاعلام والمجتمع الاردني فهذا ليس من مصلحة الحزب ولا مصلحة البلد ، مما اقتضى ان يغادر أعضاء المكتب التنفيذي بعض اللجان ولا اقول انهم استيقظوا وقدموا استقالاتهم فهذا لا يستطيع ان يخفيه أحد..
- وليس هناك ما نخشى على اخفائه ، لكن هذا الخلاف بقي مستمرا والتوافق لم يكن على حاله.. ان هذا الخلاف الاداري يضعف مسيرة الحزب مما استدعى الوصول الى هذه التيجة وتقديم الاستقالات.. فأنا قراءتي في الحقيقة وبدون مواربة وبكلام صريح.. نعم هناك وجهات نظر مختلفة في تناول القضايا في الحركة الاسلامية ، فهناك قضايا معقدة ولا بأس باختلاف وجهات النظر حيال التعامل معها.. وهذا لا شك فيه وهو موجود في الحركة الاسلامية.. اما ما يعني الحزب وما جرى من استقالات في قيادة الحزب فليست من هذا النوع.. ليست خلافا على القضايا المطروحة وكيفية التعامل معها سواء داخليا اوخارجيا وهذا حقيقة وسأثبت لمن ينشد الحقيقة ان هذا هو الاصل والاساس.الاستقرار والثبات.
- الدستور: أليس من اللافت للنظر ان المراقب العام لم يكمل ولايته؟. والامين العام لم يكمل ولايته هل هذا أمر طبيعي في سياق حركة اعتادت على الاستقرار والثبات طوال المراحل الماضية ولماذا؟.
- - الفلاحات: اولا في الحركة الاسلامية جرى التوصل الى تشريع جديد وانا كنت مراقبا عاما وقتئذ وكنت مع نجاح هذا التشريع وهوعدم اتاحة الفرصة لاستدامة تأييد الموقع القيادي للشخص القيادي ، والتجربة البشرية العالمية أثبتت سوء هذا الاستمرار لاي جهة كانت.. وهذه تجربة نستفيد منها ، والحكمة دالة المؤمن ولكل مجتهد نصيب..
- ثم ان القيادات في هذا الوقت وفي هذا الزمن ليست قيادات موسوعية ولا عبقرية ، هي من جنس البشر وبالتالي تأييدها بمعنى انك تقول ان هذا الشخص هو خير الناس فهذا غير صحيح وغير منطقي ومن باب اولى ان الحركة الاسلامية تنتبه لنهج جديد ، لذلك دفعنا باتجاه هذا التشريع وفصلنا حتى بين رئاسة مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين وبين قيادة جماعة الاخوان المسلمين وأنا كنت مراقبا عاما.. لهذا دفعت بهذا الاتجاه وصوّت معه وصوّت معه الكثيرون وليس هناك حسابات للمستقبل من يخسر أومن يربح.. لا شك ان هذا شجع على فكرة التغيير..
- نعم ربما يكون التغيير سريعا اكثر من اللازم.. كنا في اقصى اليمين فأصبحنا في اقصى اليسار بموضوع التغيير ، فبدلا من عشرين اوثلاثين عاما اصبحنا في (4) سنوات أو(3) سنوات. ولا شك ان هذا يعد انتقالا غير طبيعي.. فالذي جرى بالنسبة للاخوان المسلمين أعزوه بالدرجة الاولى الى - موقف الحكومة - فيما يتعلق بالحريات العامة وما نجم عنه من انتخابات نيابية وانتخابات بلدية والموقف منها وتقييد الحريات العامة ، والتضييق على الحركة الاسلامية بحيث شعر قطاع كبير من الاخوان في الحركة الاسلامية ان هذه القيادة لم تستطع تحقيق مصالح الجماعة ، وبالتالي ليس هناك شخص مقدس ويمكن ان يعاد النظر فيه وبالتالي قدم مجلس الشورى استقالته..ايجابيات كثيرةوقال .. هذه الاستقالة بهذه الصورة فيها ايجابيات كثيرة للحركة لتجدد دماء جديدة فيها وينتخب مجلس شورى ومكتب تنفيذي جديد وقيادة جديدة.. فهذا ما جرى في موضوع الاخوان المسلمين.. وبالنسبة للعمل الاسلامي الموضوع مختلف..
- ثم قلنا في جبهة العمل الاسلامي ان الاستقالات ليست في الموضوع وليست في المحتوى وليست في صلب الرسالة ولا المبدأ انما هي في شكله وفي شكل الادارة وبالتالي رأيت ان ترشيح شخص مثل د.اسحاق الفرحان الذي يتميز بالجانب الاداري والقدرة على الاستيعاب ، لا يشك احد في اردنيته ولا في اهتمامه بالقضية الفلسطينية ولا في مرونته السياسية ولا في خبرته ، وبالتالي هذا الاختيار لم يكن اختيار لاتجاهنا اواتجاهه ، هذا التغيير في جبهة العمل الاسلامي اعتقد اذا كان الممارسة الادارية اليومية في علاقة تسعة اشخاص يلتقون مرة اومرتين اوثلاثة على الاقل تشكل هي صلب العمل من حزب.
- فما جرى هو اصلاح في الجانب الاداري. وانا في الحقيقة اقدم شكري وتقديري لاعضاء المكتب التنفيذي جميعا بما فيهم الامين العام الذين يسروا حل مثل هذا الاشكال وعدم جعله قضية تنشغل بها الحركة الاسلامية فترة طويلة وحزب جبهة العمل الاسلامي والاردن لتتاح الفرصة لقيادة جديدة واعتقد ان من كان لديه القدرة على العمل في حزب جبهة العمل الاسلامي سواء كان قائدا اوفردا فيجب ان يقوم بهذا الدور لخدمة الحزب وخدمة البلد.
- الدستور: ما هوالاشكال الاداري؟.
- - الفلاحات: الاشكال الاداري هوالقدرة على الاستيعاب اليومي في الاستماع الى الآراء والتعامل معها واخذ الموقف والقدرة على استيعاب الاشخاص ، وبعض الاشخاص يطرح رأيه ثم يكتفي بطرح رأيه أيا كان القرار ، وبعضهم يريد ان يكون رأيه هوالقرار ، وبعض القيادات لا تريد فقط ادارة الجلسة بل ان تكون موجها لكل ما يجري فيها ، والذي جرى في جبهة العمل الاسلامي من خلال اطلاعي ملاحظاتي ان ماجرى هو ان الامين العام ومعظم اعضاء المكتب التنفيذي لم يستطيعوا التفاهم في الجانب الاداري. واقول لك وبصراحة لم احس ولم اسمع حتى هذه اللحظة وكنت مؤخرا جالسا مع نائب الامين العام ولم اسمع ان قضية جوهرية طرحت واختلف عليها ليس هناك قضايا اساسية نختلف عليها ، الموقف مثلا من غزة وما جرى في حرب غزة لم يختلف عليه معظم الاردنيون ، ليس هناك انتخابات نيابية مطروحة ، وليس هناك انتخابات بلدية.. ليس هناك عرض من الحكومة للمشاركة في وزارة ، وليس هناك ما يختلف عليه وبالتالي سواء الآن اوقبل ذلك الخلاف كان في الجوانب الادارية.الانتخابات النيابية .
- الدستور: هناك من يقول ان الامين العام بالحزب تحمل مسؤولية موقفه في الانتخابات النيابية ، ولذلك هذا ليس اداريا وانما موقف تجاه ما حصل بالانتخابات؟. - الفلاحات: الموقف من الانتخابات النيابية تقضي فيه المحاكم الخاصة بالحزب وهذا ما لم تقض به حتى هذه اللحظة ، لا اعتقد ذلك.. مضى علينا على الانتخابات الآن قرابة السنة والنصف ، فلو كانت نتائج الانتخابات السبب لادى ذلك الى انفجار اوالى حل المكتب التنفيذي في وقت مبكر ، ولا اعتقد ان احدا يتحدث في ذلك الان.
- الدستور: ما فهمته من كلامك مسؤولية ايصال قيادة الصقور الى قيادة الجماعة هي من مسؤولية الحكومة؟. - الفلاحات: اولا لا يوجد في الجماعة صقورا وحمائم لانه لو راقبت تصريحات ومواقف اعضاء الحزب فانت مضطر الى اعادة تصنيفهم تصنيفا جديدا ، نعم ان موقف الحكومة من الحركة الاسلامية لا شك انه كان عاملا مؤثرا في ان يطرح سؤال حول ما الذي جنيناه من هذه المرونة وما الذي جنيناه من هذا الصمت وهذا السكوت اذا كانت الحكومة لاتتعاون وقد انسحبنا من الانتخابات البلدية ثم جئنا الى الانتخابات النيابية ، وكان هناك مخالفات انتخابية عديدة وهذا ما عاناه ليس الحركة الاسلامية فقط وانما كثيرون من المرشحين في تلك الدورة .
- ولا شك ان الحكومة اسهمت في اضعاف مجمل مكونات المجتمع الاردني لان يكونوا باتجاه واحد سواء الحركة الاسلامية اوغيرها مما فرغ مجلس النواب من الكفاءات المختلفة ، سواء من الحركة الاسلامية اومن الاحزاب الاخرى وهذا فيه خسارة بشكل عام على الوطن وعلى الحركة الاسلامية ، فاذن حتى المعتدل ربما يفكر بان هذا المنهج ليس الاسلم وهذه المرونة يجب ان تقابل بعقل ووعي وادراك سياسي بعيد عن النزق السياسي وبعيد عن المواقف المتصلبة المحددة.
- الدستور: هناك من يرى أن صيغة التفاهم التي تمت في حزب جبهة العمل الاسلامي حمت الجماعة من الانشقاق.. هل كنتم تخافون من الانشقاق في الجماعة؟.
- - الفلاحات: الانشقاق في جماعة الاخوان المسلمين بالاردن شبه مستحيل.. فقد تعرضت الجماعة والحركة الاسلامية بشكل عام في الاردن الى مواقف اكثر تعقيدا واكثر صعوبة منذ عام 1945 حتى اليوم ولم يحصل بفضل الله سبحانه وتعالى اي انشقاق.. اخيرا جميع ابناء الحركة الاسلامية يحتكمون الى نظام اساسي داخلي وفي خلفياتهم المحافظة على المصالح العامة ويعلمون خطر الفرقة والاختلاف والتشرذم والانقسام الذي يشهدونه عند الكثيرين من حولنا في الاردن..
- فالناس في الاردن بشكل عام هذه هي منهجيتهم بشكل عام فكيف بالاخوان المسلمين.. انا لم اكن خائفا على الحركة الاسلامية يوما من الانشقاق.. واعتقد ان ليس هناك ظروف ربما توصل لهذه الحالة .. اقول أنا الآن فيما مضى لم يكن هناك خوف من انشقاق في الحركة الاسلامية وكان التوافق من اسهل ما يمكن. وكان التوافق على اختيار امين عام من اسهل ما يمكن.. وتقديم الاستقالات لم يأخذ وقتا طويلا وكانت جلسات قليلة محدودة ، وانتهى الامر بفضل الله سبحانه وتعالى وآمل سواء من ابناء الحركة الاسلامية ومن غيرهم ان يميلوا الى الاتفاق والوحدة والاجتماع.ظروف خاصة
- الدستور: هل من الممكن ان تتعرض الجماعة لمخاض جديد؟.
- - الفلاحات: اعتقد ان الجماعة لا تفكر باعادة انتخابات جديدة قبل اكمال الولاية الحالية.
- الدستور: هناك من قال انكم اختلفتم في عمان والتقيتم في باكستان.. في اشارة لك وللمراقب العام في احدى المناسبات ونشرت بعض الصحف تعليقات على ذلك ما رأيكم؟.
- - الفلاحات: اذا اردت ان تعزو الى المصدر هذا.. هم يقولون اختلفنا في باكستان.. أولا نحن لسنا نسخة واحدة ، ونحن بشر ولسنا ملائكة.. ولنا وجهات نظر مختلفة ومتباينة ، واذا كان العالم كله مرتبك وخاصة القيادة الاميركية اذا فمن باب اولى ان يحدث ذلك للتنظيمات السياسية والحزبية المحاصرة والتي لا تملك حرياتها والتي تحمل اكثر من طاقاتها .. ان اختلاف وجهات النظر موجود ، ولولا الاختلاف في وجهات النظر طبعا ما حصل في قيادة سابقة وقيادة حالية وهذا امر طبيعي.. ولسنا نادمين عليه.
- الدستور: كان قد طرح اسمك واسم المراقب السابق عبدالمجيد ذنيبات لمواقع بحركة الاخوان المسلمين.. هل هناك طروحات بشأن ذلك؟.
- - الفلاحات: لقد طرح اسمي واسم الاخ زكي بني ارشيد.. وهذه كذبة كبيرة جدا غير مطروحة وغير مبحوثة وغير موجودة ولا اصل لها.المرشد العام .
- الدستور: ما هي قصة الحديث عن ان التدخل في حل قضية الاخوان اوالمرشد العام لحل الخلافات القائمة بين جناحي الجماعة؟.
- - انا اعتقد ان المرشد العام يقوم بدور عالمي فيما يخص العالم الاسلامي.. لكن معروف ماهي المساحة المتاحة للمرشد العام في مصر.. فانه لا يستطيع ان يخرج حتى من بلده لاداء الحج وحتى لو توفي أحد ابنائه خارج البلد لا يستطيع الوصول اليه.. للاسف هذا هو حال الديمقراطية العربية.... لكن هو بالوسائل الممكنة يتحدث عن غزة ويتحدث عن العدوالصهيوني ويتحدث عن جمع كلمة المسلمين ويتألم لألم افغانستان ويصيبه ما يصيب الجميع لحال الامة ولا بد ان يقول كلمته. نعم نحن ندعوالى وحدة العالم الاسلامي.. انا قرأت رسائل للمرشد العام التي تبث على موقع الجماعة وغير ذلك أو من خلال لقاءات نقابية اونيابية تجمع نواب فكان حرصه ونصيحته لي واتصالاته الهاتفية لحل الخلافات.. وانا طبعا قلت له هذه الصورة مكبرة من الخلاف وليس لها قيمة وان شاء الله لن تصل الى ابعد من ذلك ، ولن يسمح بأن يتشفى اعداؤنا بالحركة الاسلامية وهي صمام الامان.
- في الحقيقة انا اتمنى ان ازور المرشد العام ولا استطيع.. واتمنى ان يزور المرشد العام بلاد المسلمين كأي مواطن ولكنه لا يستطيع.. لاشك ان لديه خبرة وتجربة وتاريخ كبير يمكن ان يستفاد منه.. ومرونة سياسية مشهودة .. جماعة متماسكة .
- الدستور: هل ترى ان الجماعة متماسكة الآن وليس هناك اي خلاف؟.
- - الفلاحات: هناك خلاف وانا لاقول انه لا يوجد خلافات ، ولكن الجماعة متماسكة..وما يحدث هو خلافات ليست جوهرية.. لا شك أننا بشر.. ونحن جماعة متماسكة وهذه حقيقة.. وانا اقول لك بشكل صريح.. ان قوة اي تنظيم تتأثر بقوة النظام السياسي الموجود.. وحجم الديمقراطية الموجود..
- ولا شك ان وضعنا العربي لا يسر صديقا وهذا يقينا ينعكس على التنظيمات السياسية ومنها الاخوان المسلمين.. لا شك ان الذي يدعي اننا نحن على احسن الحالات فهذا غير صحيح.. الكل يتألم للاحداث الجارية الآن في غزة في فلسطين.. وما نسمعه اليوم مثلا ان مشروع اوباما الذي يصفق له الناس والذي ينتظره الناس هو توجيه (57) دولة عربية واسلامية ان تمنح تأشيرات لليهود وان تسمح لشركة الطيران الاسرائيلي "العال" بأن تهبط في المطارات العربية والاسلامية مقابل ماذا.. مقابل اقناع اسرائيل بتجميد المستوطنات وتأجيل موضوع القدس وحق العودة..
- واعتقد ان الاردن بلد مسيس وتعلم دروسا عميقة في السياسة لاسباب كثيرة.. منها: انه بلد عروبي - وبلد قومي - وثانيا قرب حدوده مع العدوالصهيوني.. مما يجعله يرى اليهود رؤي العين صباح مساء.. لا شك ان هذه احداث مؤثرة ولا بد من التوقف عندها. الدستور: هل ترى ان هناك تباينا في التضييق على الجماعة الان؟. - الفلاحات: يعني في منتصف العام الماضي في نهاياته لمست ان الحكومة قامت بمراجعات حول موقفها في الانتخابات النيابية والبلدية وموقفها من الحركة الاسلامية و من حركة المقاومة الاسلامية "حماس".. واجرت لقاءات عديدة مع ممثلين واعضاء في المكتب السياسي لحركة حماس وارجعت عددا من خطباء الاخوان (20) خطيبا وانا كنت واحدا منهم ، لكن هذا كان على الورق لم يسمح لي بالخطبة ولو مرة واحدة..
- ثم عادت ومنعتهم جميعا وكان آخرهم حمزة منصور رئيس كتلة نواب الحركة الاسلامية.. واعتقد انه لم يبق الآن واحد اواثنين من الذين أعيدوا.. كلهم بلغوا بالتوقف عن الخطابة. الدستور: ما هي اسباب المنع؟. - الفلاحات: لا ندري تستطيع ان تسأل الحكومة.. انا اعتقدت ان هناك مراجعة او اعتقد البعض في الحقيقة ان هناك مراجعة حقيقية لدى الحكومة في موقفها من الحركة الاسلامية وفي العمل السياسي بشكل عام.. يعني نتيجة لبعض هذه الاجراءات ، لكن ذلك لم يترجم على ارض الواقع .. نعم لم يكن هناك احتكاك مباشر ، وانا في الحقيقة كنت اظن وكان البعض يظن خيرا بأن الحكومة راجعت موقفها واقول لا مصلحة لها باستبعاد ومعاداة وتحجيم البعض والاصغاء لاولئك الذين يفرقون المجتمع الاردني ولا يريدون له الاستقرار..