صحيفة العرّاب

حماس تعلن أسر جنديين إسرائيليين وجيش الاحتلال يعترف بسقوط 30 جريحا

 

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس انها تمكنت من أسر جنديين إسرائيليين اثنين في منطقة حي الزيتون ، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجنود إسرائيليين.

 

وقالت مصادر إعلامية مختلفة نقلاً عن مصادر في حركة حماس وكتائب القسام قولها إن مجاهدي القسام نجحوا في أسر اثنين من جنود الاحتلال الصهيوني في منطقة جبل الريس شرق مدينة غزة، حيث تم نقلهما إلى مكان آمن بعيداً عن ساحة المعركة.

 

وتحدثت معلومات أولية بأسر أكثر من جندي في منطقة جبل الريس شرق مدينة غزة، وذّكر أن مصادر صهيونية تتحدث عن فقد جيش الاحتلال الاتصال مع أحد جنوده.

 

اضافت أن مجموعة من كتائب القسام قامت برصد قوة خاصة صهيونية راجلة شرق مدينة غزة في منطقة ما تعرف بجبل الريس وتم تفجير عبوة أفراد في القوة فوقعت القوة بين قتيل وجريح وأسير، ويجري الحديث الآن عن عملية تمشيط واسعة للمنطقة التي استهدفت بها القوة الراجلة.

 

وإذا ما تم تأكيد هذه العملية رسمياً؛ فإنه سيكون بحوزة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ثلاثة جنود صهاينة أسرى، لا سيما وأن المقاومة تمكنت من أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط منذ أكثر من سنتين وفشلت كل جهود الاحتلال في الكشف عن مكانه.

 

وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" قد حذّر جنود الاحتلال الصهيوني قبل توغلهم في غزة من أن أي حماقة صهيونية ضد غزة فإنه سيواجه الجنود مصيراً أسود إما قتلاً أو جرحاً أو أسراً، وقال "قد يكون هناك شاليط ثاني وثالث ورابع ..".

 

 جندي اسرائيلي اصيب خلال اجتياح غزة  

 

من جانبه، أكد "أبو عبيدة" الناطق الرسمي باسم "كتائب القسام" أنه لن يعطي أي معلومات مجانية للاحتلال بشأن أسر الجندي من عدمه، وقال "سيسمع شعبنا وأمتنا بمفاجآت في الساعات القادمة"، حسب تأكيده. وقال بشأن شهداء القسام "إن القتلى الصهاينة في جنود الاحتلال أكبر من عدد شهدائنا".

 

وقال في تصريح له: "كم كان العدو غبياً عندما أقدم على هذه الخطوة ودخل براً إلى قطاع غزة، لأننا نحن كنا نعد منذ سنوات لمثل هذا التوغل الصهيوني"، مشيراً إلى أن العدو "يتخبط ويدخل إلى مناطق فارغة ويقصف المنازل ويحاول الابتعاد عن نيران المجاهدين".

 

وأوضح: "قمنا بالتصدي في النصف ساعة الأولى من التوغل بتفجير عدة عبوات وسمعنا عبر موجات اللاسلكي التي أخرقها مجاهدونا وهم يصرخون بأن هناك أكثر من 5 قتلى و20 جريحاً"، وقال: "إذا استمر هذا العدوان ستسمعون عمليات لأسر ليس لجندي واحد أو اثنين إنما سيكون هناك أصدقاء كثر لشاليط". 

 

وكانت الكتائب أكدت في وقت سابق ، أن مجاهديها يتصدون للقوات الصهيونية المتوغلة شرق وشمال قطاع غزة، حيث كبدوها خسائر بشرية فادحة.

 

وأضافت في بيان عسكري: "قام مجاهدونا بتفجير عبوة مضادة للأفراد بقوة صهيونية خاصة قرب معبر "إيريز" (بيت حانون) الصهيوني وعندما حاولت الآليات إسعافها تم تفجير عبوة ناسفة بإحدى الدبابات".

 

 قتيل إسرائيلي بفعل صواريخ المقاومة  

 

وتابعت: "تم تفجير عبوة مضادة للأفراد بقوة صهيونية خاصة شرق حي الزيتون شرق مدينة غزة، وتم أيضاً تفجير عبوة مضادة للأفراد بقوة صهيونية خاصة في منطقة العطاطرة شمال غرب بيت لاهيا".

 

موضحة أن النتيجة كانت "تمكن مجاهدونا من اختراق موجات اللاسلكي للعدو، واستمعوا للجنود وهم يولولون ويصرخون ويتحدثون عن 5 قتلى وعدد كبير من الإصابات، وقد أكد مجاهدونا مشاهدتهم للجنود القتلى والجرحى".

 

في هذه الأثناء، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة 28 جنديا آخرين بجروح منذ بدء اجتياحه البري لقطاع غزة مساء أمس السبت، وذلك في الوقت الذي أكدت فيه المقاومة الفلسطينية ان جيش الاحتلال يخفي خسائره الفادحة التي تكبدها على أيدي رجالها.

 

وبحسب ما نُشر في وسائل الإعلام العبرية، التي تخضع للرقابة العسكرية في نشر أي معلومات عن سير المعركة أو عدد الجنود القتلى أو الجرحى إلا بإذن عسكري؛ فإن الجنود الذين أصيبوا هم من قوات المشاة والمدفعية والهندسة والمدرعات، حيث وًصفت جروح معظمهم بالمتوسطة.

 

 الارهابي باراك يتفقد أثر صواريخ المقاومة  

 

في نفس السياق، ذكرت مصادر إعلامية إن الألوية المشاركة في العدوان البري هي لواء جولاني، ولواء اجوس، ولواء رجلانيم "المشاة"، وجميعها من النخب، حيث تشارك في الحرب البرية على القطاع، بأعداد كبيرة جداً من الجنود.

 

وذكرت مصادر صحفية اسرائيلية ان سلطات الاحتلال بدأت باستدعاء عشرات الالاف من جنود الاحتياط للمشاركة في العملية العسكرية البرية على قطاع غزة، موضحة انه سيتم تجنيد الجنود في الوحدات القتالية وفي الجبهة الداخلية الاسرائيلية.

 

وجاء في بيان عسكري صادر عن جيش الاحتلال كما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان جيش الاحتلال مستعد لتنفيذ المرحلة الثالثة من هذه العملية كلما اقتضت الضرورة ذلك، كما سيتم ايضا تحديث وحدات مخازن الطوارئ والمعدات العسكرية.

 

من جانبه، أكد مشير المصري، القيادي في حركة حماس، على أن فصائل المقاومة، وعلى رأسها "كتائب عز الدين القسام"، تخوض المعركة البرية مع الاحتلال الصهيوني "وفق التكتيكات العسكرية للمقاومة"، مشيراً إلى أنها تسير بكل هدوء وروية واطمئنان.

 

 عناصر من القاومة الفلسطينية  

 

وقال المصري في تصريحات له صباح اليوم الأحد: "لقد حاول العدو أن يفاجئ المقاومة، حيث كثف قصف المدعية ومارس سياسية الأرض المحروقة، حيث تقدم مئات الأمتار في مناطق مفتوحة ومكشوفة؛ لكني أؤكد أنه في بعض المحاور تراجع العدو أمام شراسة المقاومة وأمام تكبيد القسام والمقاومة له خسائر كبيرة".

 

وأشار إلى اضطراب العدو، وقال: "إن العدو مضطرب فهو يتراجع بين الفينة والأخرى عن أهدافه، تحدث عن تغيير المعادلة في غزة، وأيضاً عن إسقاط المنظومة القائمة بشطب المقاومة".

 

وأضاف: "واضحة أن التصريحات الأخيرة هناك تراجعت أمام قوة المقاومة، وبدأ الاحتلال يتحدث عن إضعاف حماس وربما بعد قليل يقول إنه فقط أراد تلقين حركة حماس درس"، على حد تعبيره.

 

وشدد المصري على أن "العدو فشل في تحقيق أهدافه، والمقاومة استطاعت أن تفاجئه بالقليل مما لديها"، لافتاً إلى أن تسخير العدو للمدفعية والطائرات بأنواعها والزوارق الحربية في قصف شريط ساحلي ضيق هو "دليل فشل وإفلاس من قبل العد". وقال: "ستأتي اللحظة التي يعلن فيها العدو فشله في تحقيق أهدافه والمقاومة ستعلن النصر". 

 

فيتو أمريكي جديد في وجه العرب

 

  

من ناحية أخرى، رفضت واشنطن المشروع العربي المقدم الى مجلس الامن لوقف القصف الاسرائيلي على غزة، وذلك في الجلسة الخاصة لبحث الصراع في الشرق الاوسط بعد ساعات من شن القوات الاسرائيلية هجوما على ثلاث محاور بريا وبحريا على القطاع.

 

وقال دبلوماسيون ان المجلس ناقش بيانا اعدته ليبيا العضو العربي الوحيد في مجلس الامن يعرب عن القلق البالغ ازاء تصعيد الوضع في غزة ولاسيما بعد الهجوم البري.

 

وقد انهى المجلس اجتماعه من دون التوصل الى اتفاق على نص يدعو الى وقف العمليات العدائية، حسب ما اعلن رئيسة سفير فرنسا جان موريس ريير.

 

وكان هشام يوسف الناطق باسم الجامعة العربية قد اشار الى أن هناك عدة مشاورات عاجلة مع أطراف عربية وأجنبية بدأت مساء السبت فور الإجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة- لبحث الموقف بهدف الوقف الفوري لهذا العدوان وحقن الدماء الفلسطينية.

 

 ضحايا المجازر الإسرائيلية  

 

ومن جانبه اعلنت وزارة الخارجية الامريكة انها تعمل على التوصل الى وقف دائم لاطلاق النار ولا يسمح بالعودة الى ما كان عليه سابقا.

 

وقالت الخارجية الامريكية في بيان لها الاحد انها تعمل على التوصل الى مثل هذا الاتفاق بحيث لا يسمح لحماس بمواصلة اطلاق الصواريخ من غزة والحكم بالتعاسة على سكان القطاع.

 

واعربت عن قلقها العميق بشأن الوضع الانساني وحماية المدنيين، وقالت انها اعربت عن هذا القلق للحكومة الاسرائيلية ونبهتها الى انه ينبغي ان تأخذ اى عملية عسكرية تقوم بها في الحسبان العواقب المحتملة على المدانيين.

 

وفي أول رد فعل لها على هذا الفشل، أكدت حركة حماس أن رفض مجلس الامن إصدار قرار يدين العدوان الصهيوني على غزة، ويطالب بإيقافه، يعد مهزلة حقيقة، وهو يوضح مدى هيمنة أمريكا والاحتلال الصهيوني على قرارات المجلس، وانحيازه التام  للكيان الصهيوني.

 

وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة في بيان صدر عنه اليوم الأحد إن ما صدر عن مجلس الامن "إنما يؤكد على انحيازه التام للكيان الصهيوني"، وهو يشكل غطاء للعدوان على غزة، "ويعطي فرصة للاحتلال لاستكمال مجزرته فيها".

 

مواقف أوروبية متباينة من العدوان

 

وقد كانت المواقف الأوروبية من العدوان متباينة، وتراوحت ما بين مؤيد للعدوان ومعارض له، وموقف ثالث محايد.

 

فرنسا أدانت الهجوم البري الذي بدأته اسرائيل في قطاع غزة يوم السبت وذلك بعد ساعات فقط من اعلان جمهورية التشيك التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي ان هذه العملية "دفاعية وليست هجومية."

 

واشارت هذه البيانات المتضاربة الى عدم وجود وحدة بين الشركاء الاوروبيين قبل زيارات منفصلة يقوم بها للمنطقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووفد من الاتحاد الاوروبي برئاسة وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرج.

 

وقادت فرنسا التي سلمت رئاسة الاتحاد الاوروبي الى جمهورية التشيك في اول يناير/ كانون الثاني دعوات لوقف اطلاق النار واستضافت اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي لتعزيز هذه الرسالة يوم الثلاثاء.

 

وفي براج قال ييري بوتوزنيك المتحدث باسم الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي انه يبدو ان اسرائيل التي شنت غارات جوية على قطاع غزة قبل اسبوع ردا على هجمات صاروخية من القطاع الذي تسيطر عليه حماس تتحرك بشكل دفاعي.

 

واضاف "في الوقت الراهن ومما بدت عليه الامور في الايام الاخيرة نتفهم أن هذه الخطوة عمل دفاعي وليس هجومي".

 

 

ودعا صائب عريقات وهو مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس العالم الى ادانة الموقف التشيكي. وقال لتلفزيون العربية ان هذا عدوان وحشي على الشعب الفلسطيني ولا يمكن للمجتمع الدولي ان يقف صامتا وان موقف الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي يستحق الادانة.

 

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان "فرنسا تدين الهجوم البري الاسرائيلي على غزة كما تدين استمرار اطلاق الصواريخ." وأضافت "ان هذا التصعيد العسكري الخطير" عقد الجهود الرامية الى انهاء القتال وادخال مساعدات الى المنطقة.

 

وفي لندن حث وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند كلا من اسرائيل وحماس على الموافقة على وقف العمليات القتالية. وقال في بيان "تطورات الاحداث تثبت الحاجة الماسة الى الوقف الفوري لاطلاق النار الذي طالبنا به. تصعيد الصراع سيسبب ذعرا وفزعا".