لأردنيون يحتفلون بعيد الإستقلال
: يحتفل الأردنيون اليوم الاثنين 25 مايو / آيار 2009 بالذكرى الـ"63" لاستقلال الوطن الذي جاء على أيدي الغر الميامين من أبناء آل البيت الكرام.
وفي ذكرى الإستقلال، يطالع أهل الأردن صفحات مشرقة من المجد والحياة الفضلى الكريمة ويستلهمون في هذه الذكرى سيرة المجد والعطاء ويطالعون ملحمة الكفاح والنضال، وكلهم وعي بأن الإستقلال مشروع حياة، أراده الهاشميون منذ الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه، مفعما بالعطاء الموصول والنهوض الشامل والسيادة المطلقة على امتداد خريطة الوطن.
والأردنيون إذ يحيون هذه الذكرى الجليلة فإنهم يحيون ويتذكرون الغر من ملوك بني هاشم، عبدالله الأول، وطلال بن عبدالله والحسين الباني، وصولا إلى الملك عبد الله الثاني .
تاريخ الاستقلال
في الخامس والعشرين من شهر مايو / ايار من كل عام يحتفل الأردنيون ومعهم كل الشرفاء من العرب بمناسبة عطرة ألا وهي عيد استقلال الوطن، الذي يمثل يوم الوطن الاعز والاغر ونقطة تحول نوعية ومشرقة ليس على صعيد بناء الأردن وتقدمه وازدهاره فحسب بل على صعيد تاريخ المنطقة بأسرها.
فعيد الاستقلال الذي يحتفل به الأردن في جو عابق بالفخر والمجد والكبرياء وفي لحظات تاريخية مفعمة بالامل والمستقبل الواعد يعد رمزا للعطاء الموصول واستمرار لسلسلة الانجازات التي حققها على مدى اكثر من نصف قرن على طريق العزة والمنعة والنهضة الشاملة التي طالت كافة نواحي الحياة.
وإن الملك عبدالله الثاني المعظم الذي يضع نصب عينيه تحقيق المزيد من عناصر القوة والازدهار للأردن والامانة إنما يعبر بصورة قوية وواضحة عن معاني الاستقلال بالنسبة للاردن والامة .
الاستقلال ثمرة تضحيات الهاشميون
وأعلن بكر خازر المجالي مدير ادارة التوثيق في الديوان الملكي أن الإستقلال هو احتفال بالعمل والانجاز كما يقول الملك عبدالله الثاني ولم يأت إلا بعد تضحيات قدمها الهاشميون بتكاتفهم مع الاردنيين تعلقت بالارض والانسان .
واشاار المجالي حسبما جاء بجريدة " الدستور" الاردنية إلى أن " الإستقلال منحنا القدرة على بناء المؤسسات والقوات المسلحة الاردنية واننا اصحاب شرعية تاريخية ودينية وانجاز وعلينا ممارسة الدور الذي يليق بنا من اجل الوطن وازدهاره ".
وأضاف المجالي أن الأردن مر بثلاثة مراحل من الاستقلال أعوام "1923، 1946 ، 1957"، مشيرا للنجاح الذي حققه الملك المؤسس عام 1921 بعد ضغط لتعديل صك الانتداب البريطاني على الاردن وفلسطين .
وأوضح المجالي أن عام 1928 كان نقطة تحول في استقلالنا حيث تحول شرق الأردن الى امارة وصدر اول دستور وسميت الدولة والامير وكان الدستور الثاني عام 1947 الذي حول الامارة الى مملكة وبعد وحدة الضفتين عدل الدستور وصيغ من جديد ليصبح دستور عام 1952 الدستور الثاني الذي ما زلنا نسير عليه .
ولفت مدير ادارة التوثيق في الديوان الملكي إلى أنه ومع مطلع عام 1928 بدأت احداث فلسطين بسبب الهجرة الهيودية وحينها أعلن الأمير عبد الله الأول التعامل مع القضية الفلسطينية باتجاهين الاول، حيث تم تأسيس صندوق الامة ردا على الصندوق القومي اليهودي وكان هدفه جمع التبرعات من العرب وتبرع بنصف راتبه الشهري لشراء الارض التي لا يملكها احد في فلسطين وتقديم المعونات والمساعدات حتى لا يخضع احد لاي اغراء ويبيع ارضه والاتجاه الثاني دعوة العرب الهجرة الى فلسطين .
مظاهر الاحتفالات
وقام الأردنيون اليوم خلال احتفالهم بعيد الاستقالا، بمواصلة مسيرة بناء الأردن الحديث، مستمدين الثقة والعزيمة من رؤى قيادتهم الهاشمية الفذة التي نهضت بالوطن عبر مسيرته نحو مزيد من البناء والتطور والإنجاز، متجاوزة كل التحديات، وليكون وطنهم على الدوام العضد القوي لنصرة قضايا أمته العادلة.
وبنور الأمل والعزيمة لمستقبل مشرق وواعد لأردن العرب والأمة الذي يقود مسيرته الملك عبدالله الثاني، يحيي الأردنيون ذكرى استقلال مملكتهم، تلك الذكرى، التي تمنحهم العزم لمزيد من البناء والعطاء لنهضة أردن العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان ودولة المؤسسات القائمة على قيم الانتماء والولاء النابعة من عطاءات الهاشميين الموصولة وتضحياتهم الجسام في مواجهة مختلف التحديات والظروف الإقليمية والدولية.
ففي هذه المناسبة المشرفة والغالية على قلب كل أردني، يستنهض الأردنيون بحسب جريدة " الرأي" الأردنية همم الرجال الرجال مستلهمين عزيمة الرجال الأوائل؛ أولئك الذين هبوا لنجدة وطن يمتد من البحر إلى البحر، فكانت ثورة عربية كبرى في وجه الاستعمار وقوى الهيمنة.
ويستذكر الأردنيون كل عام في مثل هذا اليوم، رجالا تسلموا الراية، فكانوا لها خير وارث يحمونها بالمهج والأرواح سعيا لتحقيق المبادىء التي انطلقت من اجلها الثورة العربية الكبرى، تحرير الأمة وتحقيق وحدتها، وتوفير الحياة الفضلى لها.
ويستظل جيل ثالث من الأردنيين بكنف الهاشميين؛ ملوكا توارثوا العز والكرامة كابرا عن كابر، يفخرون بجذور تمتد إلى خير البشر، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويطمحون إلى غد يحمل الأردن إلى مزيد من التقدم والازدهار.
ويأتي الاحتفال بعيد الاستقلال اليوم، ليشكل دفعة قوية للأردنيين لمزيد من العطاء والإنجاز في مسيرة البناء وحماية المكتسبات التي حققها الأردن ووثب الخطى نحو مستقبل الوطن في ظل القيادة الهاشميه.
وجسدت الإنجازات الوطنية ، التي تحققت خلال الفترة الماضية، معالم الدولة الحديثة القائمة على الانتماء للوطن والتمسك بالمبادىء القومية والمحافظة على الثوابت، لتجعل من الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني دولة مؤسسات قائمة على الشورى واحترام الآخر، رغم التحديات التي واجهته عبر مسيرته، ليكون على الدوام ملاذ أحرار العرب.
ولعل ما حققه الأردن خلال السنوات الماضية، رغم التحديات التي تواجهه، سواء الطبيعية منها او السياسية ، مكنه من أن يكون السند والعضد القوي، بفضل قيادته الحكيمة، في مساعدة الأشقاء العرب وحل الخلافات بينهم، وكان وما يزال الداعم والسند القوي للأشقاء في فلسطين في سعيهم لنيل حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة، وللعراقيين للحفاظ على وحدة أراضيهم وسيادة دولتهم وتثبيت أمن العراق واستقراره.
الأردن والاستمرار
الملك عبد الله
ويأتي العيد هذا العام في وقت بلغ فيه الأردن بقيادة ابي الحسين ذرى شامخة في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والعمرانية وتكريس الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان وبناء منابر الحوار البنّاء .
فأولى ابي الحسين جل اهتمامه لترسيخ النهج الديمقراطي وحرصه الشديد على ايصال الاداء النيابي في الاردن الى وضع يصبح معه قادرا على التعبير بصدق عن آمال وطموحات الشعب الاردني في ممارسة التعددية السياسية وتطوير التشريعات المتعلقة بحرية الفكر وحقوق الانسان.
وكذلك بدأ الملك والحكومة الرشيدة جهودا متسارعة ومتواصلة في تطوير وتحديث التشريعات الاقتصادية وبرامج التصحيح والنظم المالية والجمركية لإعداد الأردن لمواجهة الاستحقاقات المترتبة على عضويته في منظمة التجارة العالمية ومشاركته مع مجموعة الدول الاوروبية وكان ما تحقق في هذه الجوانب اعجازا قدره العالم ايما تقدير.
ومثلت جولات الملك الدولية وسيلة عمل فاعلة لتنمية وتطوير التعاون الثنائي بين الاردن والدول التي زارها.
ما لفتت هذه الزيارات النظر إلى أهمية دعم الاردن اقتصاديا وسياسيا لتمكينه من الاستمرار بدوره كعامل رئيس في استقرار المنطقة برمتها .
القضية الفلسطينية
وبشأن قضية العرب الاولى قضية فلسطين فقد كانت منذ وجدت الهم الأكبر للأردن والشغل الشاغل له انطلاقا من تفهمه الكامل لهذه القضية وتأييده المطلق للقرار الفلسطيني ودعم الشعب الفلسطيني على جميع المستويات وصولا الى نيل حقوقه وبلورة كيانه السياسي المستقل على ترابه الوطني، ووقف الأردن مع فلسطين الشقيقة طول هذه السنين ووقف ايضا مع اشقائه العرب في كل قضاياهم .
وفي غمرة احتفالات الأردنيين بمناسباتهم الوطنية الغالية، لا تغيب عنهم قضايا أمتهم وهمومها، ولأن القضية الفلسطينية تمثل جوهر الصراع في المنطقة، وان حلها سيسهم في حل الملفات الاخرى العالقة، فإن الملك يدعو إلى حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، واعطاء الشعب الفلسطيني الشقيق كامل حقوقه العادلة، واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، لينعم بالحرية والحياة الكريمة، كشرط لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة، وهذا ما اكده الملك في جميع تحركاته واتصالاته في مختلف المحافل والاوساط الدولية، وخطاباته التاريخية أمام الكونجرس الأمريكي والبرلمان الاوروبي والقمم العربية، وفي لقاءاته مع قادة السياسة والاقتصاد والفكر في العالم، وفي لقائه التاريخي الاخير مع الرئيس باراك اوباما.
وحمل الملك رسالة أردنية عربية للإدارة الأمريكية الجديدة، شدد فيها على ضرورة العمل لتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط، وحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس مبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، واستئناف عملية السلام دونما ابطاء، حيث أكد الرئيس الأمريكي التزامه ودعمه لحل الدولتين، ووعد بان تنخرط الولايات المتحدة بالعملية السلمية بشكل جاد.
كما يدعو الملك إلى ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب العراقي، وايجاد حل لمشكلته والحفاظ على وحدة اراضيه وشعبه، وتمكين جميع مكوناته من الاسهام في بناء عراق مستقر وآمن ومتعاون مع جيرانه.
التنمية الاقتصادية
وتجسيدا للمضامين السامية للاستقلال، يقوم الملك بجهود متواصلة للنهوض بالمملكة، وتحقيق آمال وتطلعات الانسان الأردني، وتحسين ظروف ومستوى معيشته، وقد حقق الاردن في عهد الملك الميمون، قفزات نوعية في كل المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والطبية والعمرانية، وخطت المملكة خطوات كبيرة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، حيث أولى عناية خاصة بالتنمية الاقتصادية والاستثمار، من خلال تهيئة بيئة استثمارية ملائمة وجاذبة، توفر اسس وعوامل النجاح للمشاريع الاستثمارية.
وكانت نتائج هذا الاهتمام، بحسب جريدة " القبس " الكويتية، تحقيق الإقتصاد الأردني نجاحات ملموسة تمثلت بنمو سنوي حقيقي في الناتج المحلي الاجمالي، بنسبة 6% خلال السنوات العشر الماضية .
وفي سعيه ليأخذ الاردن مكانته على الخارطة الاقتصادية والاستثمارية، قام الملك خلال زياراته العديدة للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وشرق آسيا ودول الخليج العربي، بعقد لقاءات مع المستثمرين ورجال الاعمال في تلك الدول، وعرض البيئة الاقتصادية والاستثمارية الجاذبة في المملكة، وتضمنت طروحاته، المزايا النسبية والقدرات التي تتمتع بها المملكة.
كما حرص الملك على المشاركة في العديد من المؤتمرات والمنتديات والفعاليات الاقتصادية على مستوى العالم، ومنها القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، التي عقدت في دولة الكويت الشقيقة مطلع العام الجاري، ومشاركة جلالته الفاعلة واسهامه الايجابي في انجاحها.
وكذلك مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي الاسلامي الرابع، الذي احتضنته الكويت في النصف الأول من العام الماضي، ونستذكر في هذا المقام خطاب جلالته المهم أمام المنتدى، والذي حظى بتقدير واعجاب جميع الاوساط العربية والاسلامية، لما تضمنه من رؤية وتشخيص لواقع الأمة الاسلامية الاقتصادية، وضرورة النهوض به.
ما نجح الملك، في وضع الاردن على خارطة الاستثمار العالمي، حيث اصبح موئلا لعقد المحافل والمنتديات الاقتصادية العالمية، حيث استضافت المملكة خلال الشهر الجاري المنتدى الاقتصادي العالمي، في منطقة البحر الميت، وللمرة الخامسة، وشارك فيه هذا العام اكثر من 1300 شخصية من قادة السياسة والاقتصاد والفكر وصناع القرار، يمثلون الدول والحكومات والمنظمات والهيئات المدنية من أكثر من 80 دولة، افتتحه الملك، بخطاب مهم تضمن واقع المنطقة وظروفها السياسية والاقتصادية، والدعوة إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار فيها، وتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية لشعوبها.
برقيات تهنئة
وتلقى الملك عبدالله الثاني ، برقيات تهنئة بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاستقلال المملكة من قادة الدول العربية والإسلامية والصديقة، عبروا فيها عن مباركتهم للملك بهذه المناسبة الوطنية، سائلين الله العلي القدير أن يعيدها عليه بالخير واليمن والبركات وعلى الشعب الأردني بالمزيد من الرفعة والتقدم والازدهار .
وثمن مرسلو البرقيات الإنجازات التي حققها الأردن في عهد الملك عبدالله الثاني الميمون، ودوره في تعميق روابط التعاون والصداقة مع مختلف دول العالم، مثمنين الجهود الكبيرة التي يبذلها لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط .
كما أكد قادة هذه الدول، عمق العلاقات الثنائية التي تربط ما بين بلادهم والأردن ، والحرص على تطويرها في شتى المجالات .
كما تلقى الملك، برقيات تهنئة بهذه المناسبة الوطنية، من رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب ورئيس المجلس القضائي وقاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومديري الأمن العام وقوات الدرك والمخابرات العامة والدفاع المدني والمؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء والفعاليات الرسمية والشعبية.