رغم الحروب والدماء والثورات والاحداث السياسية المتلاحقة فان انظار العالم تتجه الليلة الى عاصمة السينما هوليوود لمتابعة حفل الجوائز الاكبر في عالم الفن السابع والمتمثل في جوائز الاوسكار وبعيدا عن صراع النجوم والنجمات والافلام المميزة سيحظى حفل الليلة باهتمام سياسي اكثر من فني من خلال المنافسة على جائزة افضل فيلم اجنبي (غير ناطق بالانجليزية), حيث يدخل المنافسة الفيلم الايراني (الانفصال) وهي المرة الاولى التي تنافس فيها ايران على جوائز الاوسكار من خلال فيلم انتج وعرض في ايران ويحمل افكارا تتماشى مع نظام الحكم, حيث جرت العادة ان تفوز الافلام الايرانية بجوائز المهرجانات لكن هذه الاعمال تكون لفنانين ايرانيين معارضين بالخارج.
ويرى المراقبون ان فيلم (الانفصال) ربما يكون فوزه بالاوسكار ضمن خطة سياسية للتقارب بين الولايات المتحدة وايران خاصة في الظروف السياسية الحالية نظرا لان جوائز الاوسكار لطالما كانت مكانا خصبا للاهداف السياسية الامريكية ويكفي القول إن فوز العديد من الفنانين اصحاب البشرة السمراء بجائزة افضل ممثل او ممثلة كان تمهيدا لوصول اوباما للبيت الابيض وربما يكون فوز (انفصال) هو رسالة للشعب الايراني بانه لا توجد عداوة بين الولايات المتحدة وبينهم مهما ارتفعت حدة التصريحات السياسية.
ومما يزيد الموضوع حساسية وجود الفيلم الاسرائيلي (نوت فوت) في المنافسة وبالتالي فان فوز فيلم ايراني على حساب فيلم اسرائيلي ربما هذا يعطينا مدلولا سياسيا اخر ومن الممكن ان تكون هناك فكرة اخرى تتمثل باعطاء الجائزة للفيلم الاسرائيلي لتأكيد انحياز السياسة الامريكية وحلفائها والتي تزعم حاليا بان اسرائيل هي اكثر دول الشرق الاوسط (ديمقراطية) وفوز فيلم اسرائيلي يؤكد هذا المفهوم وربما يخسر الفيلمان ويكون هناك فائز ثالث وبالتالي تبعد الصبغة السياسية عن جوائز الاوسكار نوعا ما.