ذكرت صحيفة "هآرتس امس أن الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفقا خلال لقائهما الأخير على 'صفقة' سرية تقضي بموافقة إسرائيل على تعيين وزير الثقافة المصري فاروق حسني أمينا عاما لـ'اليونسكو' مقابل بوادر نية حسنة 'جوهرية' تقدمها مصر لإسرائيل 'بالعملة ذاتها'.
ونقلت 'هآرتس' عن مسؤول رفيع المستوى في مكتب نتنياهو تأكيده لهذه التفاصيل وقوله 'لقد حصلنا على مقابل مناسب ومجدٍ، وما كنا سنفعل ذلك لو أن المصلحة الإسرائيلية لم تحقق مكاسب'.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإنه تم الاتفاق بصورة نهائية على 'الصفقة' بين نتنياهو ومبارك خلال لقائهما في شرم الشيخ في 11 أيار(مايو) الحالي، لكن تم الاحتفاظ بسرية تفاصيلها 'على الرغم من حدوث تغيير متطرف في سياسة إسرائيل'.
وقال المسؤول في مكتب نتنياهو إن هذا التغيير في الموقف الإسرائيلي من تعيين حسني أمينا عاما لـ'اليونسكو' جاء في أعقاب طلب شخصي من مبارك وتوجهات زعماء أوروبيين، كما أن الاتفاق الإسرائيلي المصري يتناقض مع موقف وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وقالت 'هآرتس' إن وزارة الخارجية الإسرائيلية بعثت في 14 أيار(مايو) برقية سرية إلى عدد من السفارات الإسرائيلية التي تشارك في حملة إعلامية ودبلوماسية ضد تعيين حسني، جاء فيها أنه 'استمرارا لزيارة رئيس الحكومة نتنياهو لمصر، وبناء على طلب الرئيس مبارك وبموجب التفاهمات مع مصر، قرّرت إسرائيل إزالة معارضتها لتعيين فاروق حسني أمينا عاما لـ'ليونسكو' وتحويل الموقف إلى هدم معارضة'.
وتمت مطالبة الدبلوماسيين الإسرائيليين بذكر تفاصيل ما جاء في البرقية فقط في حال تلقيهم أسئلة بشأن تغيير الموقف الإسرائيلي.
ووصفت 'هآرتس' حسني بأنه 'معاد لإسرائيل' ونقلت عنه قوله أمام مجلس الشعب المصري في 10 أيار (مايو) من العام 2008 'إنني مستعد لحرق كتب إسرائيلية في حال عثرت عليها في المكتبات المصرية'.
كما نقلت الصحيفة عن حسني قوله لوسائل إعلام إن 'إسرائيل واليهود عديمو الثقافة وينهبون تراث الشعوب'.
وربطت 'هآرتس' بين موافقة نتنياهو على التوصل إلى هذا الاتفاق مع مصر بتهجمات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على مصر خلال السنوات السابقة ومطالبته بقصف السد العالي وتهجمه على مبارك بالقول 'فليذهب إلى الجحيم'. وتوقعت الصحيفة أن يؤدي تعيين حسني أمينا عاما لـ'اليونسكو' إلى 'موجة جديدة من المبادرات المعادية لإسرائيل'، بعد أن وجّهت 'اليونسكو' في الماضي انتقادات لإسرائيل خصوصا فيما يتعلق بالحفريات الأثرية في القدس الشرقية والضفة الغربية.( يو بي اي)