الاقتراح الصهيوني باعتبار "الأردن دولة للفلسطينيين" أثار ردي فعل حكوميين أردنيين لا تربطهما رابطة، إن لم يكونا متناقضين. الناطق الإعلامي باسم الحكومة د. نبيل الشريف رأى قبل عدة أيام أنها "هذيان شيطاني لا يستحق حتى مناقشته"، في حين قررت الحكومة لاحقاً، يوم الثلاثاء، اتخاذ إجراء دبلوماسي يعتبر قاسياً بالنظر إلى معايير الدبلوماسية الأردنية الناعمة جداً، واستدعت السفير الصهيوني في عمان، وأبلغته الاحتجاج الرسمي، وطالبت بتفسير.
وفي رد فعل شبه فوري تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية (بي بي سي، فرانس برس، رويترز، ...إلخ)، الرد الأردني وأبرزته كخبر رئيسي، وكأن الكل كان يستغرب الصمت الرسمي الأردني، وكأن الجميع متلهف على سماع ماذا سنقول. ورغم هزالة الرد، فقد ترك كل ذلك الأثر.
ترى كيف احتجت الحكومة على ما اعتبرته قبل أيام شيئاً لا يستحق الرد؟ وهل الشريف في حكومة وجودة في حكومة أخرى؟ أم أن جودة اكتشف أشياء لم يكتشفها الشريف؟ وهل المشكلة في الشريف أم في جودة؟ أم في الحكومة نفسها؟
يبدو أن الحكومة تتعامل بأسلوب غير منظم، ولا تمتلك رؤية واضحة ولا موقفاً من الأحداث التي تجري حولنا، وعلينا!