أنهى مجلس الأمن الدولي إجتماعًا حول الوضع في غزة من دون التوصل إلى إتفاق على نص يدعو إلى وقف العمليات القتالية، على ما أعلن رئيسه سفير فرنسا جان موريس ريبير. وقال ريبير للصحافيين بعد حوالى أربع ساعات من المشاورات في مجلس الأمن "لم يحصل اتفاق بين اعضاء المجلس". لكن السفير الفرنسي أضاف " كان ثمة تلاق كبير جدًا في وجهات النظر للتعبير عن قلقنا الكبير من التصعيد ومن تدهور الوضع" و"للدعوة الى وقف فوري ودائم لإطلاق النار ويتم احترامه ". وقال دبلوماسي غربي إن اعضاء مجلس الأمن كانوا متفقين على "الجوهر ولكن ليس على الشكل". واشار الى ان الولايات المتحدة لم تكن ترغب بالتوصل الى " شيء " رسمي. لذا انتهى الاجتماع بملخص بسيط عرضه رئيس مجلس الامن على الصحافيين. واوضح الدبلوماسي نفسه ان ليبيا اصرت من جانبها على صدور " اعلان من مجلس الامن الى الصحافيين على الاقل " اذ ان اي وثيقة رسمية تحتاج الى توافق الاعضاء الـ 15 في مجلس الامن. وشددت طرابلس على ان الوضع في غزة والهجوم البري الاسرائيلي عليها يبرران هكذا اعلان. واسف السفير الليبي جاد الله الطلحي للعجز في التوصل الى اتفاق محملا الولايات المتحدة مسؤولية ذلك. ووجه رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ميغيل ديسكوتو بروكمان، فجر االيوم انتقادات نادرة ولاذعة للهجمات العسكرية الإسرائيلية وكيفية تجاوب مجلس الأمن الدولي للعمليات العسكرية الواسعة على القطاع. وجاء رد بروكمان على سؤال بشأن ردة فعله على الهجوم البري الإسرائيلي الذي أطلقته إسرائيل قبيل ساعات: أعتقد إنها بشاعة فائقة.. وليس هناك تسمية أخرى لذلك.." ووجه انتقادات حادة لمجلس الأمن الدولي قائلاً: مرة أخرى يُراقب العالم وبفزع عدم فعالية مجلس الأمن جراء محاولات بعض الأعضاء حماية مصالحهم السياسية الخاصة." وشدد بروكمان على ضرورة إجراء إصلاحات عاجلة في مجلس الأمن الدولي، قائلاً إن عدم الالتزام بالقرارات الدولية يقف وراء العنف الذي يجتاح غزة. وكان مجلس الأمن الدولي قد فشل خلال جلسته الطارئة مساء السبت التوصل لقرار حول العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي. ووصفت حماس ما جرى في مجلس الأمن بأنه "مهزلة" توضح مدى هيمنة أميركا واسرائيل على قراراته. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في تصريح له إن هذا الموقف (لمجلس الأمن) "يؤكد على انحيازه للاحتلال ويعطي عطاء وفرصة للاحتلال لاستكمال مجزرته في غزة".وكانت واشنطن رفضت مجددا المشروع العربي الذي تقدمت به ليبيا باسم المجموعة العربية إلى مجلس الأمن ويطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة. ويعبر مشروع القرار عن "القلق البالغ" إزاء تصعيد الوضع في غزة ولا سيما بعد شن الهجوم البري الإسرائيلي ويدعو إلى وقف لإطلاق النار وكل الأنشطة العسكرية "فورا". وقد انتقد رئيس الجمعية العامة مغويل ديسكوتو وبشدة فشل المجلس في وقف "الاعتداءات" الإسرائيلية على غزة. وقال إن ذلك يسيء إلى صورة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.