ندد حزب الجبهة الأردنية الموحدة بالممارسات والدعوات التي ترمي الى تهويد الأراضي الفلسطينية من البحر الى النهر وتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهلها الأصليين.
واعتبر الحزب في بيان صادر عنه الأحد أن هذه الممارسات بمثابة خطر حقيقي على الأمن الوطني الأردني بل وتمس جوهر وجوده وربما تشكل خطرا على الأمن القومي العربي برمته.
وقال الحزب أنه ينظر وبقلق الى آخر التطورات السياسية في اسرائيل وما أفرزته من انكفاءات تمثلت بالتغييرات الجذرية في الحياة السياسية الإسرائيلية ، وفي مقدمتها الإنحراف الحاد الواضح للناخب الإسرائيلي باتجاه اليمين المتطرف ، واستمرار النظرة والممارسات العدوانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والمتمثل بالحفريات المستمرة تحت المسجد الأقصى ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات.
وأشار الى الدعوات والمبادرات التي أطلقها قادة هذا الكيان العنصري من كافة الإتجاهات والمسارات، خصوصا الدعوة الى اعتراف المنظومة الدولية والسلطة الفلسطينية بيهودية الدولة العبرية وإجبار الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الإحتلال على الإذعان قسرا لهذا الإعتراف ، مما يشكل حالة فريدة في العالم المعاصر ، ويؤكد حقيقة هذا الكيان العنصري.
وأشار الحزب الى تحذير سابق له في مؤتمره للعام 2007 من هذه الممارسات كما حذر من مبادرة (أراد) المستشار للأمن القومي الإسرائيلي وغيره من قادة الكنيسست بإقامة المملكة الهاشمية الفلسطينية.
واكد الحزب أن هذه المبادرة والتي تنسجم مع ماتضمنه كتاب نتنياهو مكان تحت الشمس الذي اعتبر فيه المملكة الأردنية الهاشمية جزءا من أرض اسرائيل التاريخية مما يؤكد تمسك الدولة العبرية بحلم اسرائيل الكبير بالتمدد والتوسع ودعوات أخرى منها اقامة الإتحاد الكونفيدرالي بين المملكة الأردنية الهاشمية والشعب الفلسطيني بدون أرضه وادخال عرب الـ 48 في هذه المعاهدة الكونفيدرالية.
وسجل الحزب اعتزازه بجهود الملك في تبني قضايا الأمة وتوحيد مواقفها وقال " ونحن إذ نقدر للحكومة هذه المواقف والإجراءات التي اتخذتها الى الآن إزاء هذه المواقف العدوانية بما فيها استدعاء السفير الإسرائيلي لإبلاغه استياء الأردن من التصريحات الإسرائيلية الرسمية ، الا أننا في نفس الوقت نطالب الحكومة بأن تتصدى بشكل أكبر وأقوى لهذه الإستفزازات التي تجاوزت كل حدود اللياقة والأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها ، فضلا عن النظرة الإسرائيلية المستهترة الى الجار الأردني الذي بذل كل جهد ممكن لإحترام اتفاقية وادي عربة، جريا على عادة الأردن في احترام عهوده ومواثيقه مع الدول ".
وطالب الحزب الحكومة ببذل كل الجهود الدبلوماسية الضرورية لإيضاح موقف الأردن بصورة سيادية حول كل المخالفات والممارسات الإسرائيلية والخروقات الكثيرة والمتكررة للمعاهدات والتي تتمثل في مخالفة بنود من إعلان واشنطن وبنود من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، مشددا على أنه من خلال استمرار الحفر تحت المسجد الأقصى لتغيير المعالم الدينية والتاريخية للأماكن المقدسة سيعرض الأردن للإنتقاد باعتباره الراعي هناك ناهيك عن التلاعب بحصة الأردن من المياه كما ونوعا.
وشدد الحزب على ضرورة أن تفهم إسرائيل أن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية قد وقعت لتحترم من كلا الجانبين ، ولم تكن تكريسا لهيمنة طرف على آخر ولا لاستخدامها لتمرير مخططات على حساب أي من الأطراف الموقعة ، وأن أي مساس بأي بند من بنود المعاهدة المذكورة يعتبر مساسا بمجمل الإتفاقية والعلاقات باعتبارها حزمة واحدة غير قابلة للتجزئة والإنتقاء.
وطالب الحكومة بوقف التطبيع، وقال " ليس من ضير في أن تبدأ الحكومة بوقف التطبيع غير المبرر والذي لا يحظى بأي تقدير اسرائيلي ، ووقف الدعوات والزيارات المتبادلة ، والبدء بإعداد الشعب الأردني وتجهيزه للدفاع عن ترابه الوطني باعتبار أن ما يجري في الجانب الآخر هو بمثابة حالة اعلان حرب ويعطي كل المبررات القانونية والأخلاقية للحكومة الأردنية للنظر الى اتفاقية وادي عربة بنفس الطريقة التي تنظر اليها بها اسرائيل ".