نكحّل العيون حين نراه يضحك من القلب .. إنه ابن الحسين وأبو الحسين.. إنه الملك.. تتدفق دموعنا غبطة حينما يبادلنا الإحساس بالإحساس.. ترجمة لقناعته أنه سيدٌ مِن الأمة .. وللشعب السيادة.. هكذا دوماً يتكامل اللقاء بين القائد وأبناء الوطن.. إنه عبدالله.. وله المطلق مِن الوفاء والولاء.. تعلموا منه.. واستعيدوا وعي عقولكم المتخمة بالأنا، وانزلوا للشارع وتعرفوا على أناسه، فأي متعة تجدونها بإغلاق الأبواب على كراسيكم، وانفصالكم عمن حولكم، أم أنها نظرة علوكم المسطح التي لا تمكنكم إلا من رؤية ذواتكم فقط، ومصالحكم، ورغباتكم، متناسين أن الوطن أكبر من حجومكم مهما بلغتم من وهمٍ لا ينتج إلا مركبات نقصكم، وعُقدكم المفرطة بالسلطة، وعدم إدراككم لدوركم فيها.. فتعلموا.. تعلموا منه يا أسياد الغموض والتفرد، يا تلاميذ "ميكافيلي".. انه الملك المتحدي الراسخ في موقفه كما هي الجبال -وهذه قد تلين- لكنه حينما يتعلق الأمر بالأردنيين والوطن.. لا يلين للهزة ولا للإعصار.. تعلموا يا عبدة "الكراسي" و"المناصب".. تعلموا مِن صاحب النفس الرضية، والروح الهنية..تعلموا منه تدبير شؤون الناس، وبناء وطن المحبة والتسامح، والفضيلة.. تعلموا من سيد الوطن "أردن الإنسان، والهوى، والإباء" تعلموا منه ما ينبغي أن تتعلموه، فهو وعد وما أخلف، وأخلص ولن يخن، ومدّ يداً للعون ما فعلت إلا لتحقيق المأمول من امتدادها، فأي أخلاق تلك.. فتعلموا.. إنه عبدالله .. وله العهد كما هو عهد الآباء والأجداد.. أجل تعلموا كيف يصيغ من كبريائه إباء الرجال في عزّ المحن، وكيف يذلل الصعاب، ويوقظ المستحيل ليسخره للمجد، وكيف يبعث الثقة إشعاعات من رحمة وضياء يتغلغل في الشريان لينفخ بالآخر الطمأنينة والراحة، ويجعله يستنشق الأمل، تعلموا أن توسعوا مسامات جلودكم، وتلقوا مكوناتها ومتناقضاتها، وحدودها المغلقة، وترفضوا مغريات من تراب، خذوا منه القليل جداً، فهذا يجنبكم الكثير جداً.. فتعلموا.. إنه الملك.. ابن الملك.. ابن الهواشم.. أشراف الأمة وسادتها.. انه عبدالله.. ويا له من مَثلٍ صالحٍ حينما ينطلق لغرس الأشجار في عيدها.. والمنتظر شارة المرور الخضراء ليجتاز الشارع.. والمتابع للمصانع والمعامل والمؤسسات.. وراعي الشباب والحريص على متطلبات حياتهم القادمة.. والمهتم بالفنون والثقافة.. وزائر المريض ومغيث المستنجد.. والحاني على الأيتام ومعيل الثكالى.. فأيّ ملك هذا ومَنْ يجاريه في نبله؟.. فتعلموا يا سادة "الأنا"..تعلموا بدل أن تنظّروا، وتغنوا وتتغنوا، للشعب وعلى الشعب، وفي الوطن وعلى حساب الوطن، تعلموا منه ما هي الوطنية الحقّة، لأنه هو المثال وليس انتم، لأنه هو الفخر وليس أنتم.. إنه عبدالله.. وهو عشقنا وله مكانة النبض في قلوبنا.. تعلموا .. واعلموا أننا نحبه بالصفاء والإيمان، لأنه بيننا في كل مكان، نحبه بالشعور والإحساس، لأنه فينا بضحكنا وحزننا، معنا يأكل، وعلى أسرّتنا ينام، وفي عملنا يرافقنا، يصفق لنا إن نجحنا، ويعتب إن أخفقنا، يريدنا أن نبدع، وننتج ونعطي، ونترفع،ونتألق، ونأخذ دورنا في مسيرة الوطن العظيم.. أيّ قائد عظيم أنت يا سيدنا؟.. شموخ متأجج، وتواضع جليل، وعظمة معاني الإنسان.. فيا لها من نسائم عليلة نتنسمها بعذوبة أنفاسك وهي تعطر نسيم الوطن.. عاش سيدنا .. عاش الوطن..