ما زال الفن حاضراً في يوميات الثورة، وعشرات الأغنيات والأصوات تظهرُ تباعاً، من القاشوش الذي أسكت النظام صوته، إلى فرقة المندسين السوريين التي أسمت نفسها بهذا الاسم سخرية من النظام.
وأعادت "فرقة المندسين" إنتاج إحدى أغنيات حرب العام 1973، والتي غُنيت لدعم الأسد الأب في حربه مع إسرائيل، لكن الأغنية ذاتها عادت بعد أربعين عاماً باختلاف بسيط في كلماتها، لتنال من جيش النظام في عهد الأسد الابن.
في العام الماضي غنى إبراهيم القاشوش أغنية "يالاّ ارحل يا بشار" وبات المتظاهرون يرددونها في كل مكان، سارع النظام يومها إلى الانتقام من القاشوش باعتقاله واقتلاع حنجرته مات القاشوش وأغنيته أصبحت سمفونية في تاريخ الثورة السورية.
ورغم أن أغنية القاشوش ليست سيمفونيةً من إحدى دور الأوبرا، لكن صدى حنجرته أقض مضجع النظام السوري في يوليو الماضي ليمثَّل بجثّة صاحبها.
حين صدحت حنجرة إبراهيم القاشوش التي أطلقت أشهر أغنيات الثورة السورية قبل أكثر من عام "يلا إرحل يا بشار"، لتصبح الأغنية الأيقونة في مسار الثورة، لم ينفك الثوار يرددونها وإن غابت حنجرة صاحبها عن ترديدها.
رددها الآلاف، وأعادوا توزيعها بأشكالٍ مختلفة، لترافق بقية ما أنتجه الثوار من أغنيات، باتت ترياقهم في مواصلة ثورتهم، قبل أن يقوم الموسيقار السوري مالك جندلي بتحويلها إلى سيمفونية "الحرية" إحياءً لذكرى القاشوش، ودعماً للثورة بفنّه.
ومع أن القاشوش رحل مع آلاف القتلى، وباتت أغنيته مع بقية أناشيد الثورة طريق الثوار في رحلة خلاصهم من قبضة النظام إلى جنة الحرية.