- قضت رزان 11( عاما) أنفاسها الأخيرة فجر أمس السبت بعد رحلة عناء تنقلت فيها ما بين مستشفى الاميرة بسمة التعليمي الذي رفض استقبالها في البداية ومستشفى الاميرة رحمة للأطفال الذي عجز الأطباء فيه عن تحديد مرضها ، لتعود للتنقل بين المستشفيين وتتعرض لمضاعفات أدت الى وفاتها ، حسب ما روى والدها عبدالله محمود ، وذلك بعد ساعات من مواراتها الثرى أمس.
وذكر والد رزان انه أثناء عودته من عمله مساء الخميس الماضي أبلغته زوجته عبر اتصال هاتفي أن طفلته تعاني من مغص في بطنها ، وعند وصوله للمنزل قام بغلي أعشاب (ميرمية) وسقاها لابنته معتقدا أن ما تعانيه هو مغص عادي يعاني منه كل الأطفال في سنها.
وأضاف انه في حوالي الساعة الواحدة ليلا ازدادت حالة رزان سوءا مما دفع به للاستنجاد بأحد أصدقائه الذي حضر بسيارته الخاصة وقام بنقلها إلى قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الاميرة بسمة في اربد ، حيث فوجئ برفض العاملين في القسم استقبال الفتاة بحجة أنها دون الرابعة عشرة وان اللوائح والتعليمات تحول دون استقبال المرضى في سنها.
وأشار إلى انه رغم الإلحاح والتوسل إليهم بضرورة معالجة ابنته بشكل مبدئي ، إلا أن العاملين في القسم أصروا على موقفهم ، حيث قام صديقه بإجراء اتصال هاتفي مع احد أصدقائه الذي تربطه علاقة صداقة بأحد العاملين في المستشفى ليتم استقبال رزان حيث أدخلت إلى قسم الإسعاف والطوارئ وبدأت إحدى الممرضات تركيب أكياس مغذية في وريدها وقياس حرارتها وضغطها.
وأضاف: "مع أذان فجر يوم الخميس غادرنا المستشفى وبقيت رزان في المنزل وهي تعاني من حالة إرهاق شديد حتى عصر يوم الجمعة حيث بدأت حالتها تزداد سوءا ، وقمت مع صديقي بنقلها الى مستشفى الاميرة رحمة للاطفال حيث اصر العاملون على ان ننتظر لحين وصول دورها ، وبعد اخذ دور ادخلت الى غرفة الفحص حيث قامت احدى الممرضات بقياس حرارتها وضغطها وكانت تجري حوارا مع احد الاطباء الذي طلب اخذ عينة دم من رزان لارسالها للمختبر ، وبعد ساعة ونصف تم اعلامي من قبل الاطباء انهم بصدد نقلها الى مستشفى الاميرة بسمة للاشتباه بالتهاب الزائدة الدودية ، حيث تحركنا الى هناك حوالي الساعة الخامسة صباحا واصر العاملون هناك على عدم استقبالها الا بعد اجراء كافة الخطوات الروتينية رغم انها محولة من قبل مستشفى الاميرة رحمة".
وبين والد الطفلة انه تم ادخالها الى قسم باطنية النساء بناء على طلب الاطباء الذين قاموا بالكشف على حالتها لاجراء اللازم لها ، لافتا الى انه اثناء قيامه بالاجراءت المطلوبة اصروا على موقفهم وطلبوا منه اخذ رزان معه لحين الانتهاء من اجراءات فتح الملف.
ويضيف الوالد: "بعد ذلك تم فحص رزان واجراء صورة تلفزيونية لها حيث اعلمني الاطباء انها تعاني من التهاب حاد بالامعاء وطلبوا اعادتها الى مستشفى الاميرة رحمة ، وخلال مسيري في احد ممرات المستشفى ومعي رزان لحق بي احد الاطباء وطلب مني ارجاعها مرة اخرى الى قسم الاسعاف والطوارئ لاستكمال علاجها".
وبين انه لدى عودته الى المستشفى الساعة السابعة صباحا تم ادخال ابنته وفحصها من قبل عدد من الاطباء دون اعطائها اية علاجات ، حيث بدأت تستفرغ مادة سوداء اللون ثم دخلت مرحلة الهلوسة ليعلمه الاطباء بعد ذلك انهم يشتبهون بفشل كلوي.
ويضيف: "بعد فترة من الوقت تفاجأت باستفسارات حول ما اذا كانت رزان قد تناولت اية ادوية بقصد الانتحار فصعقت وابلغتهم انه لايوجد في المنزل اية ادوية بخلاف علاجها الخاص بمرض حمى البحر الابيض المتوسط الذي اصابها منذ ثلاث سنوات وكانت تواظب على مراجعة طبيبها وتلتزم بمواعيد علاجها وحالتها مستقرة تماما. وفي الساعة الواحدة فجر امس السبت لم تكن رزان قد اعطيت اية علاجات تسهم في خفض حراراتها او تساعد على ثبات تدهور صحتها لافاجأ مرة اخرى حوالي الثانية فجر امس بابلاغ الاطباء لي انهم يشتبهون بجرثومة في الدم مما زاد من الامي واحباطي وتراجع الحالة النفسية لوالدتها التي لازمتها طيلة الساعات العصيبة حيث غادرت الى المنزل الساعة الثالثة واعلمتني والدتها ان الاطباء يحيطون برزان ، فعدت مسرعا الى المستشفى لاجد الاطباء يتجمعون حولها وأحدهم يقوم بعملية الضغط المتواصل على صدرها من ناحية القلب ، وبعد ذلك اعلموني بانهم قاموا بكل شيء لكن امر الله كان نافذا".
ولم تنته معاناة والد رزان عند هذا الحد ، حيث تفاجأ بطلب الأجهزة الأمنية تشريح الجثة ، لافتا الى انه تمنع في البداية من هول الصدمة ، ثم وافق عم رزان على ذلك ، وان نتيجة العينات التي تم اخذها من رزان تحتاج الى حوالي اسبوعين لحين ظهور نتائج الفحوص المخبرية في مختبرات البحث الجنائي في عمان.
وفي هذه الاثناء جاء من يبلغ والد رزان ان فتاة في السابعة والعشرين من عمرها تحتاج الى قرنية لمساعدتها على الابصار ، فقبل على الفور معتبرا ذلك "صدقة جارية عن روح فارقت جسدا لم تفارقه حرارته بعد ، وتم الاتصال مع ذوي الفتاة الذين حضروا للمستشفى شاكرين تعاون والد رزان لتكون الفاجعة الجديدة للوالد الذي قال "انهم اعتذروا عن قبول ابنتي بعد ان اعلمهم بعض العاملين في مستشفى الاميرة رحمة انها تعاني امراضا سارية قد تنتقل الى ابنتهم فاعتذروا لي وغادروا المستشفى".
مدير مستشفى الاميرة بسمة التعليمي الدكتور اكرم الخصاونة قال انه تم استقبال رزان في قسم الاسعاف والطوارئ واجريت لها الفحوصات اللازمة وغادرت المستشفى.
وقال مدير مستشفى الاميرة رحمة للاطفال الدكتور عبدالله الشرمان انه تم استقبال الطفلة واجراء الفحوصات اللازمة حيث ادخلت الى قسم العناية الحثيثة لعدم استجابة حالتها للعلاج واجريت لها كافة الفحوصات الطبية اللازمة ، مشيرا الى ان حالتها الصحية تدهورت نتيجة معاناتها من صدمة جرثومية دموية وصدمة في نقص السوائل ادت الى حدوث تسمم في الدم مما ادى لوفاتها.
من جهة ثانية بين تبليغ عن واقعة الوفاة ان سبب الوفاة مبدئيا "قصور التنفس الحاد والالتهاب الرئوي الحاد"