ازدادت المخاوف من وصول مرض انفلونزا الخنازير إلى الأردن رغم أن وزارة الصحة مطمئنة إلى الإجراءات، وقامت بفرض رقابة مشددة على كافة المعابر إلى الأردن، من بينها تركيب مجسات حرارية تساعد في اكتشاف المسافرين المصابين. وقد وصل المرض إلى الكويت، والسعودية، ولبنان، والضفة الغربية، مما يعني أنه أصبح قريباً جغرافياً من الأردن.
ومع تواصل ظهور حالات إصابة جديدة بمرض إنفلونزا الخنازير في العالم، اجتاحت حالة من الهلع العديد من دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر، فجعلها تتخذ المزيد من الإجراءات الاحترازية لوقف الانتشار السريع للمرض الذي تستعد منظمة الصحة العالمية لإعلانه وباء عالميا.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء الأربعاء عن اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس "إنفلونزا الخنازير" في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الدكتور أسعد الرملاوي، مدير عام الرعاية الصحية، والناطق الرسمي باسم وزارة الصحة، إنه تم اكتشاف أول حالة "إنفلونزا خنازير" في الأراضي الفلسطينية وفي منطقة بيت لحم تحديدا بجنوب الضفة.
وأضاف الرملاوي في تصريحات صحفية نقلتها قدس برس أن المصابة طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات، وقد عادت قبل ثلاثة أيام من الولايات المتحدة، وقد أصيبت بأعراض المرض؛ حيث تبيّن بعد إجراء الفحوصات اللازمة إصابتها بالمرض.
وأوضح أن طواقم الوزارة تعرفت على الحالة، وقامت بالتأكد من حملها لفيروس المرض بعد إجراء الفحوصات اللازمة، وهي قيد العلاج والمتابعة الآن، بينما تجري متابعة من خالطها لإعطائهم المعلومات والإرشادات اللازمة، واصفا وضع الطفلة المصابة بالجيد، وهي تحت المراقبة الدائمة.
ودعا د. رملاوي أي مواطن تظهر عليه أعراض المرض إلى التوجه على الفور إلى أقرب مستشفى لمتابعة حالته، وتقديم العلاج اللازم له.
جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل اليوم الخميس اكتشاف خمس حالات إصابة جديدة بمرض إنفلونزا الخنازير، وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن المصابين بينهم ثلاثة شبان.
وباكتشاف الحالات الجديدة يرتفع عدد حالات الإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير في إسرائيل إلى 68 بينهم 18 شخصا أصيبوا بالفيروس داخل إسرائيل.
وباتت منظمة الصحة العالمية قريبة من إعلان درجة الاستنفار السادسة والقصوى من الفيروس الذي أصاب 27737 شخصا في 74 بلدا، وتسبب في وفاة 141 شخصا، بحسب آخر حصيلة للمنظمة حتى الآن.
وفي مصر أعلنت وزارة الصحة الأربعاء اكتشاف إصابتين جديدتين بإنفلونزا الخنازير بمدينة القاهرة ومحافظة الإسكندرية، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات التي اكتشفتها مصر حتى الآن إلى عشر حالات، بينهم 7 من طلاب الجامعة الأمريكية في مقر السكن المخصص لهم في حي الزمالك بالقاهرة.
وقد أوصت اللجنة العليا لمتابعة إنفلونزا الخنازير بإغلاق مترو الأنفاق أو تقليل أعداد مستخدمي المترو لضمان عدم انتشار المرض.
وناشد مجلس الوزراء المصري المواطنين ضرورة الابتعاد عن الأماكن المزدحمة ضعيفة التهوية، وتجنب السعال بدون استخدام واق أو قناع.
وطمأن وزير الصحة كل المصريين بأن الإجراءات الصحية التي تجرى على جميع منافذ ومطارات مصر هي إجراءات مشددة وكافية، وهناك حرص على متابعة الركاب القادمين من الدول الموبوءة خلال فترة إقامتهم بمصر ولمدة عشرة أيام؛ حيث إنه يصعب اكتشاف الحالات الحاضنة للمرض في بدايته.
وقد سادت حالة من الذعر والخوف بعض مناطق القاهرة الكبرى مثل حي الزمالك؛ حيث ارتدى الكثير من قاطنيها الأقنعة الواقية، كما خلت بعض الشوارع من المارة، وأغلقت بعض المحال التجارية أبوابها.
وفي الأردن أعلنت وزارة الصحة أنها ستعمل على تشديد الرقابة على القادمين عبر المعابر، فضلا عن إجراءات الكشف عن أي حالات محلية موجودة عن طريق الرصد والفحوصات.
ويعقد خبراء منظمة الصحة العالمية اجتماعا طارئا اليوم الخميس 11-6-2009، لمناقشة تفشي المرض في مؤشر على أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة ربما تكون مستعدة لإعلان أول وباء عالمي خلال أكثر من 40 عاما.
(وكالات)