دعوة الى معالي وزير النقل الأردني السيد علاء البطاينة لحضور حفل توزيع جوائز مطارات العالم 2012 في فيينا في 19 من الشهر الجاري، والمعد من قبل مؤسسة 'سكاي تراكس' العالمية الرائدة في مجال تقييم المطارات وشركات الطيران في العالم .
إننا ندعو معالي وزير النقل، الى التوجه الى فيينا لكي يحضر هذا الحدث الجلل لا سيما انه من إختصاصه كوزير للنقل وإن النقل الجوي هو أهم قطاع في وزارته، وتجدر اهمية حضوره هذه السنة لسبب أن مطار الملكة علياء الدولي قد تم تصنيفه كأسوأ مطار في العالم من قبل نفس الشركة المنظمة للحفل .
وهذه الحالة حصلت في ظل إدارته، وتحت نظر عينيه وان جل ما فعله معاليه انه طلب من الشركة المشغلة للمطار (AIG) ان تأخذ اقصى الإجراءات والتدابير الحازمة من أجل إصلاح وضع النظافة في أهم مرفق جوي في البلاد، وواجهة الاردن الى العالم. (وذلك بكتاب شديد اللهجة وجهه بتاريخ 12/3/2012).
لكن كان خافيا عن معاليه أن الشركة المشغلة للمطار (وهي شركة اوروبية عريقة لها باع طويل في شؤون الطيران) ADP-Aeroports de Paris والتي يرأسها السيد بيارغراف المخضرم في شؤون الطيران المدني في فرنسا، كانت تحضر لعملية فساد واسعة الحيلة في هذا الصدد.
فهذه الشركة تدير المطار عبر إئتلاف شركات اسمه مجموعة المطار الدولي والتي تمتلك فيه (ADP) حوالي 10 % وتقوم بالتنفيعات المباشرة للشركات الداخلة معها في الإئتلاف.
فهي قد دفعت لشركة (J&P) اليونانية مبلغ 650 مليون دولار اميركي لبناء المطار الجديد بعقد منفصل، وفي نفس الوقت تمتلك شركة (J&P) ما مقداره 20 % من الإئتلاف، اي انها ستقوم بتحصيل 20% من ارباح المطار لمدة 25 سنة (مدة عقد التشغيل مع الحكومة الاردنية). فهل يعقل ان تقوم شركة ببناء مطار وتتقاضى اجورها كاملة عن ذلك ومن ثم تأخذ 20% من ارباحه لمدة 25 سنة؟
ومن باب توزيع المنافع ايضاً على الشركات الأخرى معها، تحاول مجموعة المطار الدولي الان، حصر جميع خدمات النقل من تاكسي ونقل ركاب في شركة تمتلكها شركة نور الكويتية للإستثمار، لا سيما ان شركة نور هذه مفلسة ومديونة لبنك الخليج بمبلغ 62.5 مليون دينار كويتي اي ما يعادل 235.6 مليون دولار اميركي وكانت قد توصلت مؤخراً الى إتفاق مع البنك المذكور على إعادة جدولة ديونها لتسدد على 6 سنوات تنتهي في 30/6/2017 وذلك من مداخيلها في المطار المتوقع ان تكون ارباحه مليار ونصف مليار دولار اميركي خلال 25 سنة، (مع الإشارة ان الحكومة الأردنية تتفاوض مع البنك الدولي من اجل الحصول على قرض بـ 50 مليون دولار اميركي وهي الاحق اصلاً بهذه الأرباح بدل ان تستدين).
اما بالنسبة الى الشركة الثالثة وهي مجموعة إدغو، فهي تمتلك شركة النظافة التي تعمل في المطار الآن والتي كان لها الفضل الاكبر في تردي حالة المطار الى مستوى اسوأ مطار في العالم من حيث النظافة، لا سيما بسبب سوء نظافة المرافق الصحية فيه.
فإن مجموعة المطار الدولي تحضر لتجديد عقد النظافة مع نفس الشركة لمدة ثلاث سنوات جديدة في المطار الجديد وذلك عبر طرح عطاء صوري و وهمي لا يمت الى المصداقية بصلة، اوهمت الشركات المشاركة فيه انها تتوخى فيه الجودة والإحترافية، لكنها قامت بعزل كل الشركات الأردنية من المرحلة الإبتدائية، بدون إبداء الأسباب، وابقت الشركة نفسها (المملوكة من إدغو) فقط مع شركتان خليجيتان، لا يوجد لهم مشاريع في الاردن ولا يوجد لهما موظفين والاخطر من ذلك ان هاتين الشركتين غير مسجلتين في الاردن، وذلك كي لا يعترض اي منهما في حال أحالوا العطاء على الشركة التابعة لمجموعة إدغو متذرعين بأن سوء النظافة بسبب المطار القديم نفسه وان الشركة ستثبت جدارتها في المطار الجديد (بعد ثلاث سنوات ونصف من الفشل المتواصل في المطار القديم).
و على ما يبدو فإن وزير النقل لا علم له بهذه الصفقات المشبوهة والفاسدة والتي تحصل في ظل إدارته لقطاع النقل الجوي في البلاد، لكن السيد ناظم فواز القدسي والذي هو مدير عام شركة إستثمار ابو ظبي ورئيس مجلس إدارة مجموعة المطار الدولي (وهو أكبر مستثمر فيه عبر شركة إستثمار ابو ظبي) تنبه لهذا الامر، وحاول إيقافه لكنه بدا عاجزاً أمام نمر البترول الشرس عمر المصري صاحب شركة إدغو وصاحب شركة النظافة (الشركة العربية للأنظمة اللوجيستية – ليبانت) السيئة الجودة، ولم يستطع ثنيه عن عزمه من التجديد لشركته 3 سنوات إضافية مع العلم بان السيد ناظم مشهود له بقوة إدارته وصرامة جأشه وحسن تدبيره للأمور ونجاحه الكبير في إدارة بنك ابو ظبي وإدارة شركة إستثمار ابو ظبي، لذلك يبقى تقاعسه عن مكافحة الفساد في مجموعة يرأسها غير مفهوم وغير مبرر.
السؤال هنا، هل مكافحة الفساد في الاردن حصراً على المؤسسات والقطاعات العامة ام إنها ايضاً معنية في القطاع الخاص والشركات الخاصة ذات المسؤولية العامة؟
وهل الخصخصة لمؤسسات الدولة والمرافق العامة هي رخصة فساد للمتنفذين أن يؤسسوا شركات خاصة ويعيثوا فساداً كما يريدون دون ان يكونوا تحت سلطة الدولة والرقابة؟ .... ففساد القطاع الخاص مبرر !!!!!!!!
هل فساد القطاع الخاص لا يضر بالإقتصاد الاردني؟؟
هل فساد القطاع الخاص والمتخصخص لا يضر بالمواطنين؟؟
هل الحث المستمر لجلالة الملك في محاربة الفساد والفاسدين لا يشمل القطاع الخاص؟؟!!
هل مظهر مطار الملكة علياء مهم ام غير مهم؟؟
فإذا كانت نظافة المطار لا تهم احداً في الدولة عندها هذا المطار لا يستحق ان يطلق عليه اسم ملكة كانت من احب الملكات على قلب جلالة الملك الحسين المعظم رحمه الله.
هل يمكن ان نقنع العالم بأننا أمة في تراثها مقولة 'إن النظافة من الإيمان' وما حجتنا عندما تكون مرافق دولتنا بأسوأ حالاتها واوسخها؟
عذراً سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ، إنك تكافح الفساد بنفسك وتأمر المسؤولين ان يحذوا حذوك لكنهم نائمون.
عذراً سيدي جلالة الملك الحسين المعظم، رحمك الله، لقد اردته انظف مطار في الدنيا، لكننا خذلناك.