ليست حربا بالتأكيد لكنها ساحة مفتوحة على كل الإحتمالات يمكن أن يحصل فيها أي شيء تلك المنطقة شبه العازلة بين الحدود الأردنية السورية حيث تتواجد بكثافة وعلى مدار الساعة كل الأجهزة والمؤسسات الأردنية الأمنية والبيروقراطية على أمل ضبط إيقاع هذه النقطة الحدودية الساخنة جدا والتي بدأت تشغل أوساط صانع القرار في عمان ودمشق.
قبل أيام فقط تكفلت الأجهزة الأمنية الأردنية بالكشف عن شحنة عملاقة من المسلتزمات الطبية المرسلة كتبرعات للاجئين السوريين على الحدود الأردنية حيث تبين بعد الفحص والتمحيص أن الشحنة المكونة من قطن طبي وأنابيب مخصصة لنقل الدم فاسدة تماما وغير صالحة للإستهلاك البشري فطلبت المؤسسات الأمنية في المنطقة إتلافها فورا.
ويبدو أن كميات دم تصل على شكل تبرعات مع مواد غذائية وملابس وكل أنواع البضائع تتحفظ عليها السلطات الأردنية بسبب دور محتمل لها في تلويث البيئة أو بسبب إنتهاء صلاحيتها كما حصل مع شحنة معلبات دخلت عبر إحدى دول الخليج.
وحسب مسئول أردني مطلع تحدث للقدس العربي فالأجهزة الأردنية تعمل على مدار الساعة ليلا نهارا بعد بروز ملامح على هجمة عاصفة في المنطقة تحاول إستغلال الإطار الإنساني.
وحسب نفس المسئول تتشكل هذه الهجمة عبر عصابات تهريب متخصصة تحاول المتاجرة بكل شيء ممكن تقديمه لأكثر من 100 الف لاجيء سوري دخلوا الأراضي الأردنية وفي مساحة كانت نشطة جدا أصلا في التهريب وعمليات التهريب هنا تشمل كل ما يخطر على بال من طعام ولباس ومخدرات وسلاح وذخائر وحتى بشر حسب المصدر الذي يشير إلى ان المئات من السوريين لديهم طموحات تجارية يحاولون التسلل عبر الحدود على شكل (لاجئين).
ومن الواضح أن السلطات الأردنية تأخذ بالإعتبار إحتمالية تسلل عملاء للأجهزة الأمنية السورية عبر اللاجئين وهؤلاء يقال أمنيا بأنهم يشكلون خلايا نائمة تثير رعبا صامتا في الأردن الذي يحاول قياس تصرفاته تجاه النظام السوري بالقطارة وسط ضغط يومي سياسيا ودبلوماسيا من معسكر دول الخليج الساعي لتثوير وتأزيم العلاقة الأردنية – السورية.
لذلك ألقت السلطات المحلية القبض على مواطن سوري حاول تسميم خزانات المياه ولاحقا إعتقل ثمانية نشطاء من التيار السلفي الجهادي الأردني حاولوا التسلل مع أسلحتهم للمشاركة في الجهاد في سوريا وضد نظام بشار الأسد حيث رفعت السلطات درجة الإنذار والطواريء الأمنية بعدما إنتشرت في مناطق شمال الأردن دعوات الجهاد في سوريا على مقياس دعوات الجهاد في أفغانستان.
لكن الأمور لا تقف عند هذه الحدود فالنشاط السلفي المفاجيء على الحدود تطلب إجراءات أمنية وعسكرية أردنية مضاعفة تحدثت عنها أمس وكالة الأنباء الألمانية وفي حوادث محدودة سمع إطلاق الرصاص من قبل الجيش السوري ضد متسللين أو هاربين مفترضين على الجانب الحدودي.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد فالتمييز أصبح صعبا بين اللاجيء والزائر السوري العائد فإتفاقيات الحدود بين البلدين لا تتطلب تأشيرة لأي مواطن سوري ويتزايد الشعور العام في أوساط السياسة الأردنية بأن الأمن السوري يمكن أن يعمل أيضا بنشاط في المنطقة مع النشاط الذي يخلو من عناوين السياسة ويحاول المتاجرة بالأزمة تحت عناوين التهريب ونشاط العصابات الطموحة بإستغلال الموقف.
لذلك يقول أبناء مدينة الرمثا التي أصبحت شبه سورية ديمغرافيا مع وجود آلاف اللاجئين فيها بأن المواجهات أصبحت يومية مع طبقة (البحارة) وهم نشطاء التهريب وصغارهم ويبدو أن مواجهة أمنية إنتهت مساء أمس الثلاثاء مع بعض هؤلاء بإطلاق رصاص ووقوع إصابات.
لكن التطور اللافت لا يتحدث عنه الإعلام الأردني ويثير مخاوف أوساط القرار الأمني وسط تسريبات عن شبكات (دعارة) نشطة في سوريا تحاول هي الأخرى إستثمار النقطة الحدودية الواسعة والساخنة عبر تنشيط تجارتها وبعض اللاجئين والأردنيين في مناطق اللجوء بدأوا يتلقون عروضا مغرية من فتيات إختلطن باللاجئين فيما يتبادل سهارى الليل في عمان القصص والأحاديث عن الوجود الملحوظ لفتيات سوريا في أندية عمان ومرافقها المخصصة للسهر مؤخرا.