صحيفة العرّاب

فساد (وفضيحة) في اتفاقيات استغلال حقول الغاز في الأردن..

  شركة البترول الوطنية، شركة مساهمة عامة؛ أسست بتاريخ 21-6-1995م برأس مال مقداره 20 مليون دينار, وساهم في تأسيسها الدكتور فايز سحيمات والمهندس مبارك الطهراوي المتخصصون فعلا بمجال البترول والطاقة، يترأس مجلس إدارتها الآن تاجر السيارات حسن الطباع، وهذه اول التجاوزات التي لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، فحسن الطباع يعمل ضمن القطاع الخاص وتعيينه بمنصب رئيس مجلس ادارة شركة مملوكة للحكومة يعتبر مخالفة واضحة للقوانين والتعليمات المعمول بها.

الشركة وضعت تحت تصرف حسن الطباع رئيس مجلس الادارة، وزهير خليفة نائب رئيس مجلس الادارة، وتحسين القطارنة، وعبد الله العدوان، وعدنان بشناق، ومحمود العيص اعضاء مجلس الادارة، وعبد الرحمن أبو نوار مدير الدائرة المالية والإدارية، وتفويضهم بالتوقيع على الشيكات والمعاملات المالية للشركة.

تم تدمير حفارات بترول بقيمة 40 مليون دينار، إذ منذ سنوات لم يتم حفر ولا بئر، لان جميع اعضاء مجلس الادارة من غير اصحاب الاختصاص، وكلهم من القطاع الخاص، واهم ما في الأمر: تعيين الموظفين في المكاتب، ولا يوجد اي طواقم في الميدان.. تدير الشركة محطة غاز الريشة التى بنتها كوادر سلطة المصادر الطبيعية، وحفرت جميع الآبار المنتجة للغاز، ودخل الشركة نصف مليون دينار شهري من الغاز، تذهب مصروفات للشركة؟

تم هدر 100 مليون دينار نقدا منذ تأسيس الشركة، بالإضافة الى ممتلكات الشركة: 3 حفارات بترول تقدر ب50 مليون دينار، ومعدات حفر، ومواد كيماوية، ومجاميع مستلزمات حفر آبار البترول، واستلام حقل غاز ينتج 38 مليون قدم مكعب يوميا، وهذه موثقة في سجلات سلطة المصادر الطبيعية عند تأسيس الشركة؟

اتفاقية شركة البترول الوطنية مع شركة بريتش بتروليوم:

بريتش بتروليوم هي شركة بريطانية صاحبة امتياز استخراج البترول والغاز من حقول متعددة في الأردن؛ منها حقل الريشة، وتنص الإتفاقية على استغلال الحقول الأردنية بنسبة 70% حتى عام 2046 وبيع الغاز بواسطة الشركة البريطانية دون أن تستفيد منه حكومة المملكة، مما يستدعي شراء غاز من مصر.. وبمعنى أدق؛ قمنا ببيع حقول الغاز للأجنبي الذي باعه بأعلى الأسعار، ورحنا نستورد الغاز من مصر وبأعلى الأسعار.

- تنازلت شركة البترول الوطنية عن مبلغ 400 مليون دينار وفق نصوص الإتفاقية، وفوق المبلغ؛ خروج الشركة من حقل الريشة لصالح الشركة البريطانية.

- تستثمر شركة البترول الوطنية في حقل الصفاوي دون أن يكون لدى الشركة أموال كافية للإستثمار.

- رواتب الموظفين في شركة بريتش بتروليوم غير خاضعة للضرائب الأردنية، التي يدفعها فقط المواطن الأردني ليوفر لغيره من أجانب وعرب امتيازات هائلة لا يتمتع بها المواطن في حياته كلها؟! تتجاوز في حدها الأدنى 30 ألف دينار شهرياً لموظفي الشركة الإنجليز، ورواتب الأردنيين بالمئات؟

- إتفاقية استغلال الحقول الأردنية كتبت باللغة الإنجليزية؟ وفق رغبة الإنجليز، وليس وفق رغبة صاحب الشأن.. سؤال إلى الحكومة؛ لماذا نوافق على شروط الأجنبي مع أن الحقول أو الثروات المباعة هي من أملاك الأردنيين، ومن يريد أن يسرق ثرواتنا بحجة الخصخصة فليسرقها باللغة العربية وليس باللغة الإنجليزية، لأن السيادة الأردنية أهم من كل شركات العالم؟!

- هناك بنود مكتوبة باللغة الإنجليزية وفق العقود المبرمة بين الطرفين، لو تم ترجمة أحد النصوص لتغير النص لصالح الشريك الإستراتيجي، ومع ذلك؛ لو نشب نزاع بين الأطراف سيكون مكان حل النزاع في بريطانيا، وتخضع للقوانين البريطانية، أو منظمة التجارة العالمية..

نعيد ونكرر؛ لقد باعت حكوماتنا غير الوطنية ثروات البلد لصالح الأجنبي والعربي، ولا يوجد في الإتفاقيات ما يفش غل المواطن الأردني، بل استعمار واحتلال من نوع جديد فرضناه بأنفسنا على مقدراتنا، وثرواتنا، وسيادتنا على الحدود والماء والهواء..؟!

نيرون نيوز