قالت مصادر مقربة من وزير الصحة الأردني السابق، الراحل أشرف الكردي أن الأخير كان ينوي الكشف عن مسودة كتاب عن اللحظات الأخيرة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، قبل نقله الى العاصمة الفرنسية باريس، لتلقي العلاج في مستشفى بيرسي العسكري من مرض غامض ألم به في أيامه الأخيرة، وسط ترجيحات شبه رسمية وشعبية أن عرفات قتل مسموما على يد مقربين منه، لم يخضعوا خلال لقاءاتهم مع عرفات لإجراءات أمنية مشددة كانت تتخذ عادة مع ضيوف عرفات.
وبحسب مسودة كتاب الكردي الذي لم ير النور بوفاته قبل نحو شهرين، حيث كان الكردي أكثر أطباء عرفات الموثوقين قبل أن يغيب عن معالجته بإيعازات من جهات غامضة فلسطينة ودولية رأت في بقاء الكردي الى جوار عرفات أمرا مثيرا للريبة، ومفسدا لخطط تغييب عرفات، التي وضعت بتنسيق مباشر بين قيادات فلسطينية وأميركية وإسرائيلية، إذ يؤكد الكردي أنه بمجرد إبلاغه في أواخر شهر أكتوبر من العام 2004 أن الرئيس عرفات يطلبه للحضور مباشرة الى مقر المقاطعة، فقد تذكر أن الرئيس عرفات كان في آخر لقاء بينهما قبل أشهر من هذا الإتصال قد أبلغه أن القرار الدولي قد صدر بقتله والتخلص منه.
ويؤكد الكردي أنه بمجرد إدخاله على الغرفة التي كان يعيش بها عرفات فقد كان مرهقا للغاية، ومتعبا، وأن علامات التسمم كانت بادية عليه، لكنه كان بحاجة الى إجراء تشخيص وتحليلات ضرورية، إلا أنه فوجئ بأن شخصيات فلسطينية حاضرة، وأخرى عبر الهاتف تطلب منه غض النظر عن هذه التحليلات والأشعات نظرا لحالة الرئيس الصحية، بل وأكدوا له أن الفريق الطبي من مصر وتونس قد أجروا هذه التحليلات، وأنه من المرهق لصحة الرئيس إعادتها، إذ طلب الكردي الإطلاع عليها، إلا أنه لم يزود بها، إذ كانت هذه الحوارات تجري أمام الرئيس عرفات الذي كان منهكا بشدة، لكنه أسر للكردي، بأنهم تمكنوا منه هذه المرة، وأنه يعيش آخر أيامه، وعندما حاول الكردي الإستفسار عما يقوله عرفات قال له الأخير: ان فضيح (….) ورفاقه قد خانوه وغدروا به، وعندما استفسر الكردي عمن يكون فضيح (….) فأجاب عرفات أنهما محمد دحلان ومحمد رشيد.
يشار الى أن قيادات فلسطينة أكدت أن الراحل أبوعمار كان يستخدم هذا الوصف فعلا في مخاطبة دحلان في حضوره، وغيابه، وأن عرفات لم يكن يعطي الأمان غالبا لدحلان، لكنه كان يستخدمه لإيصال رسائل الى الأميركيين والإسرائيليين، خصوصا وأنه فرض عليه في السنوات الأخيرة من قبل واشنطن وتل أبيب اللتان كان يبحث معهما عرفات مواضيع السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية.