وفقا لموقع "جراسا نيوز" الاخباري فقد اقيمت سهرة في بيت السفير الاسرائيلي ، في عمان ، بمناسبة انتهاء اعمال المستشار للشؤون السياسية والاعلامية ، في السفارة ، وقدوم ملحق اخر ، والسهرة حضرتها فعاليات من جهات مختلفة ، واستمرت حتى ساعة متأخرة من الليل.
لا يعرف الانسان ما هي "طينة" اولئك الذين يذهبون لحضور سهرة في بيت السفير الاسرائيلي ، فاسرائيل التي تحرق مزارع غور الاردن ، وتسمم مياه الشرب ، عدة مرات ، واسرائيل التي تهدد الاردن ، في امنه واستقراره ، وتطمع فيه ، وبارضه ، هي نفسها اسرائيل التي تقتل من الفلسطينيين ، يوميا ، وتعتقل وتسرق الارض والمياه ، وتحتل بلدا كاملا ، وهي نفسها التي تقتل من الشعب اللبناني ، وقتلت من الاردنيين واللبنانيين والفلسطينيين والمصريين والسوريين ، وما زالت تواصل مهمتها ، حتى يومنا هذا بوسائل مختلفة ، فما هي "طينة" هؤلاء الذين يحضرون مثل هذه السهرة ، وبأي شرعية يذهبون ، وعلى اي اساس ، ووفقا لاي ضمير مستحدث ، لا يخالفهم في هكذا افعال.
العلاقات مع السفارات الاجنبية والعربية في عمان ، لها انواع مبررة ومفهومة ، لكنها في موضوع السفارة الاسرائيلية ، في عمان ، لها مغزى اخر ، يختلف تماما ، عن اي قاعدة ، فمن المبرر ان يذهب رجل اعمال الى حفل للسفارة الايطالية او النمساوية او اي سفارة عربية ، لوجود علاقات تجارية تربطه بالبلد الذي يقيم الحفل ، ومن المفهوم ان تدعو السفارات فعاليات سياسية واقتصادية واعلامية ، في حالات محددة تتعلق بمناسبات ، دون ان تتحول هذه الصلات الى علاقات في الحديقة الخلفية لاي سفارة ، على حساب البلد الذي تعمل فيه ، وفقا لقواعد العمل الدبلوماسي ، في حين ان الشعب الاردني بأكمله ، الذي له موقف سلبي جدا من اسرائيل ، ومن التطبيع ، لا يقبل هكذا اختراقات ، تتم على حساب مشاعر الناس ، التي يسعى كثيرون ، لاعادة انتاجها بحيث يقبل الاردني المنتج الاسرائيلي ، ويقبل التسلل الى بلده ، تدريجيا ، وهو امر مؤسف جدا ، ويرقى الى خانات تبلد الاحاسيس ، ان لم يكن اشياء اخرى ، ليس هنا مكان حسمها او تأكيدها او نفيها ايضا.
لا يكفي ان نبقى نطالب بمحاسبة هذا او ذاك ، من اي فعالية تذهب لهكذا مناسبات ، اذ ان المعيار الاخلاقي يبدو معدوما ، لدى أي طرف يذهب الى هكذا مناسبات ، فعلى الرغم مما تفعله اسرائيل ، على كافة الجبهات المفتوحة والمؤجلة ، الا ان هناك من يتصرف متجاوزا كل الحدود ، ومتصرفا بشرعية اردنيته ليتسبب برأي يقول ان هناك اردنيين يطبعون مع اسرائيل ، وهنا وجه من وجوه التجاوز باسم المجموع ، من جانب قلة قليلة ، لا تمثل البلد واهله ، في مشهد مخز يقوم على التسلل ليلا ، للاحتفال.
اذا لم تستح فافعل ما شئت