لقد تابع حزب الوسط الإسلامي كباقي الغيورين من أردننا الصامد وأمتنا العربية الإسلامية أحداث المجزرة البشعة التي اقترفها العدو المتغطرس، لتنتهي هذه الهجمة الهمجية الشرسة مخلفة وراءها شبة دمار كامل للشجر والحجر والإنسان ، فلم ترحم طفلاً ولا شيخاً ولا أمرأة ، ولم تستثني مسكناً ولا مدرسة ولا مسجداً ولا مستشفى ،وعاثت فساداً ودماراً يمنة ويسرة ،رغم الإحتجاجات العالمية والمظاهرات الحاشدة اليومية التي عمّت أنحاء العالم ،ورغم نداءات وصرخات محبي السلم والسّلام، إلاّأنها ضربت بكل ذلك وبكل الأعراف والقوانين الدولية بعرض الحائط ،متجاهلة كل ذلك لتظهر تعطشها للقتل والدمار والخراب ،وتكشف عن وجهها الحقيقي كدولة محبة لسفك الدماء والقتل والدمار كارهة للسلم والسّلام . فتحية إلى أبناء غزة البطلة تحية الى شعب غزة البطل الذي أظهر موقفاً بطولياً إسطورياً بصموده أمام الآلة العسكرية المتطورة والترسانة العسكرية الهائلة التي إنقضّت على هذا الشعب الأعزل، إلاّ أنّها والحمد لله لم تستطع تركيعه ولا إذلاله ،ووقف صامداً يتحدّى كل هذا الجبروت متلقياً بصدره وكفه صواريخ وقنابل العدو المتغطرس. من هنا وأمام هذا المشهد المأساوي لما إقترفته الصهيونية العالمية برمّتها ، وما أظهرتة هذه القوى العالمية بأنها دول إرهاب وإجرام عالمي ،وليست دولاً راغبة في السّلام وتسوية القضية ،بما يكفل حق الشعب الفلسطيني من العيش بسلام وبحق العودة الى وطنه بعيداً عن الهيمنة والسيطرة الصهيونية المتغطرسة . من هنا نرى أنّه بات لزاماً على كافة الأطراف ذات العلاقة بالنزاع ،وإبتداءاً من الجانب الفلسطيني بضرورة رأب الصدع وإعادة اللحمة والمصالحة بين جميع فصائل الشعب الفلسطيني، ليشكل كياناً واحداً موحداً أمام العدو،وعدم السّماح له بإلاستفراد بفصائله واحدة تلوى الأخرى ،محققاً مآربه وأهدافه أمام هذا التشتت والإنقسام . أمّا عن الجانب العربي فلا بدّ هنا للدول العربية من إعادة ترتيب أوراقها بما يؤهلها لتشكيل تحالف قوي أمام العدو ،بحيث يحسب لها حساب وأن لا تبقى هذه الدول مبعثرة الأهداف والرؤى خفيفة الوزن والتأثير ، وأن تضع دائماً المصالح العربية في مقدمة أولوياتها ،وإعادة النظرفي العلاقات الدبلوماسية مع اليهود وإستعمال كافة أوراق الضغط على الإدارة الأميركية للتخفيف من الإنحياز الأمريكي لصالح العدو ،كما نطالب بالدّعم السريع لأهلنا في فلسطين وفي غزة خاصة ،وإعادة إعمار ما دمرته الحرب وتحويل القرارات التي أتّخذت قي قمة الكويت إلى إجراءات تنفيذية سريعة. كما نشيد بالروح الأخوية التي سادت هذه القمة ،مؤكدين على إستمرار هذه الأجواء وهذه الروح الطيبة ،وتحويلها إلى قرارات وتوجهات ملزمة للجميع مستقبلاً. كما لا بدّ من إعادة ترتيب وضع الجامعة العربية ،لتصبح أكثر فعالية وتأثيراً وقت الأزمات وحين الحاجة لتكون قادرة على خدمة المصلحة العربية وقت الضرورة والقيام بدور أكبر وفعال في كافة القضايا العربية كمانطالب كافة الجهات المعنية من دول ومؤسسات حقوق الإنسان وكل أحرار العالم متابعة الجرائم الصهيونية المقترفة بحق الشعب الفلسطيني ،وبحق الأطفال والشيوخ والنساء وإستعمال الأسلحة المحرمة دولياً وملاحقة هؤلاء المجرمين على كافة الصعد الدبلوماسية والقانونية والسياسية ،ورفع القضايا عليهم في كل المحافل الدولية وتدفيعهم الثمن الباهض لينصاعوا للقوانين والأعراف الدولية عنوةً. وهنا لابدّ من الإشادة بالموقف الأردني الشعبي الذي عبر عن تضامنه ا لكامل مع إخوانه في غزة بكل الأشكال التبرع بالدّم والمال وما أبداه من الغضب الشعبيي العارم الذي عبّر عنه بالمسيرات الحاشدة في كافة المحافظات وطوال فترة السطو على غزه ، كما وأن الموقف الرسمي لم يقل عن الموقف الشعبي قوة حيث باشرالعمل من بداية الأزمة بكل طاقاته وعلى كافة الصعد ومن كافة الأطراف، لإيقاف هذا الهجوم الهمجي وإغاثة أهل غزة بكلّ ما هو ممكن . كما نهيب بالشعبين الأردني والفلسطيني وكافة الشعوب العربية أن تقف صفاً واحداً أمام المؤامرات التي تحاك على الشعبين ،لإفشالها وعدم فسح المجال لخلخلة اللحمة ووحدة الصف ،لأن مثل هذه المؤامرات لاتصب في النهاية الإ في مصلحة العدو وأعوانة . كما لا ننسى أن نقدم الشكر لكل الشعوب الصديقة في العالم وخاصة فنزويلا بما قامت به من إجراءات طرد السفير الإٍسرائيلي، وقطع العلاقات مع العدو الإسرائيلي إثر هذه الأحداث كما ،ونناشد جميع الشعوب الحرّة والضمائر الحيّة ،للوقوف صفاً واحداً لنصرة الشعوب الضعيفة، لتستعيد حقوقها ،وتنعم كما الآخرين بحياة طبيعية آمنه بعيدة عن العنف والقتل والدمار . حزب الوسط الإسلامي