مجموعة من الصور الملتقطة من قبل الفوتوغرافيين لشهر رمضان في الشيشان, اذ تجسد الصور رونقاً بسيطاً للحياة اليومية في البِلاد في هذا الشهر المبارك لسنة 1433هـ/2012م.
وصلَ الاسلام الى منطقة جبال القوقاز في عهد الخليفة الراشد عُمر بن الخطاب رضي الله عنه, اذ عهد لسراقة بن عمرو الأنصاري بعد معركة نهاوند الشهيرة بين المسلمين من جهة وبين الامبراطورية الساسانية من جهة اخرى قيادة جيش المسلمين الى قلعة ديربنت - 300 كم من غروزني- في سنة 22 هـ/ 642م, ولم يدخل الناس في الدين الاسلامي في القوقاز دفعة واحدة ولكن الشيشانين أعتنقوا الأسلام بكثرة في القرن العاشر الميلادي.
ويُضيف البروفيسور د. عبد الواحد اكاييف عميد كلية الفلسفة في جامعة الشيشان واستاذ التاريخ الشيشاني, ان محاولات بناء دولة للشيشان بدات مع مجيء الشيخ منصور ونشر الدعوة الإسلامية سنة 1198هـ/ 1783 م وكان رجلا يحبه الناس وكان منهجه العدل واحترام الآخر وترك الثأر حتى انه شخصيا ترك الثأر وعفا عمن قتل أخاه, وانتشرت الأمانة والعدل بين الناس حتى ان احدهم لو رأى مالا في الطريق لا يأخذه من موضعه أو يذهب به الى مكان خاص الى ان يأتي صاحبه ليتسلمه.
والشيخ منصور هو أول من حاول إقامة دولة للشيشان لكن الروس لم يسمحوا له بذلك حيث وصلت أخبار الى الملكة "يي كاترينا الثانية" قيصرة الروس بأن الشيخ منصور يحشد الناس ضد روسيا وكان يبني المساجد والمدارس فأعطت الأوامر بجلبه وأسره الى روسيا, وأرسلت لذلك العقيد "بيربا" من اقليم استراخان عند بحر قزوين على بعد 600 كم من غروزني, وحاول اسر الشيخ إلا ان الشيشانيين رفضوا فحرق بيربا قرية الشيخ بأهلها.
والمحاولة الثانية لإقامة دولة للشيشان كانت على يد "بيولات تيمييف" سنة 1810 ـ 1832م, وهو الذي وقف ضد الجنرال "يرمولوف" المشهور بانه "ذابح الذبائح" في الشيشان وكان لقبه سفاح الشعوب القوقازية, وقتل بيولات بسبب الثأر من إحدى قوميات داغستان والتي تضم 53 قومية.
وبعده جاء الشيخ غازي محمد وبعده الإمام شاميل 1859-1932م, وهو أشهر قائد شيشاني حيث كان يحارب لأجل تقوية المبادئ الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية وأعلن قيام الدولة الإسلامية على أراضي الشيشان وداغستان وسماها "امامات" لكنه غلب وهزم من الروس ومن ذلك التاريخ دخل الشيشان تحت الحكم القيصري.
ويقول د. اكاييف, ان اصعب فترة كانت ما بين عامي 1929م الى عام 1934م حيث تم اعدام 300 رجل دين مسلم خلال تلك الفترة بالرصاص, وكانت على النهر مطحنة حيث كان يطحن فيها رجال الدين احياء ويلقون في النهر بعد طحن عظامهم. ويختتم د. اكاييف بالقول "ان سبب مأساة شعبنا هي البترول والمال فأينما وجد البترول وجدت الدماء".